سورة النساء | حـ 693 | 63 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا يتحدث ربنا عن طائفة من المنافقين كما نراهم في العصر النبوي مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلمنا كيف نتعامل معهم نراهم في مجتمعنا المعاصر في كل عصر وفي كل مصر نراهم وهم يهذون بما لا يعلمون في تكبر زائد عن الحد وجهل
وجهالة بالواقع ونفس الأمر واتباع للهوى ورفض وصد عن سبيل الله نراهم وهم يأبون أن يرجعوا إلى الله ورسوله أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم أسمع كلامك فأصدقك وأرى أموره فأستعجب منه فإذا ما استمعت إليه استمعت إلى حلو من الكلام وإذا رأيت فعله وبرنامجه اليومي رأيت عجبا عجابا وأمرا مستغربا وإذا بحثت عنه في جملته وفي رجوعه إلى الله سبحانه أنه لا يذكر
الله إلا قليلا، ما هذا؟ كيف نحكم عليه؟ لو أن أمره كان ظاهرا لحكمنا عليه بالخروج عن الإسلام جملة وتفصيلا، لكنه ليس كذلك، بل إن أمره ملتبس ومشتبه، فربنا سبحانه وتعالى أعلمنا وهو عليم بذات الصدور أنه هو وحده الذي يعلم قلوب أولئك وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يجعلنا نتسرع في الحكم عليهم بالإيمان أو بغيره قال يصبح الرجل منهم مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا
ويصبح مؤمنا سبحان الله وصلت الحكاية إلى حد الاختلاط وهذا في كل عصر وفي كل مصر فالله يقول أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم يعلم الله لا أنت ومتى سيعلم الذين في قلوبهم لأنه أصبح ما هو يصبح كافرا ويمسي مؤمنا ويمسي كافرا فيصبح مؤمنا، فمتى هو مؤمن ومتى كافر؟ لا تعرف، فمن الذي يعرف إذن؟ الله. فماذا أفعل أنا في الحالة التي مثل هذه؟ أول شيء لكي تطمئن نفسك ولكي تثبت قلبك فاعرض
أعرض عنهم أعرض عنهم يعني لا تتأثر بكلامهم يعني اتركهم إذن أعرض عنهم أعطهم عرض كتفيك إذن يعني هم يتكلمون في واد واتركك أنت في واد آخر فأعرض أعرض هكذا هو اذهب إلى الناحية الأخرى فأعرض عنهم أول شيء أن تجعل بينك وبينهم حجابا لأنهم جعلوا بينهم وبين ربهم ورسولهم ونزلت المصائب عليهم بسببهم وبأيديهم فأعرض عنهم واتركهم
من منظومتك تماما ولا تقرأ لهم، تقول لك: الله، أنت تأمر الناس بالمقاطعة، فماذا سيفعلون؟ الله لا غنى عنك ولا كفاية، شركك لا بد أن نسمع لهذا الهراء، طيب وإذا شغلت نفسك بالقراءة لهم، إذا شغلت نفسك بالقراءة لهم وقعت في الحيرة عقابا لك، صدقت الغيبة والنميمة التي يذكرونها عن أولياء الله ورسله وأنبيائه وصحابته الكرام، أذيت نفسك بنفسك وعلى
قدر معصيتك تكون العقوبة، ولذلك هذا جزاؤك، من لم يمتثل فأعرض عنه. قال له: لا، هذا أنا يجب أن أرى ماذا يقولون. حسنا انظر، لن تزداد، لن تزداد إلا حيرة ولن تزداد إلا معصية ولن تزداد إلا اضطرابا وتشويشا، ذهنك الصافي لن يبقى صافيا بل سيصبح مشوشا، قلبك الصافي سيتعكر، فأعرض عنه، هذه أول شيء أعرض عنهم، هل هذا سلبي أم إيجابي؟ لا، هذا سلبي لأن هذا أنا لن أسمع
ولن أطلع على هذه الحكاية، فأعرض عنه، وأما الإيجابي قليلا وأنت تسير هكذا وأنت تتحدث وأنت في المجالس وأنت تربي أولادك تقول بالمناسبة يا إخواننا الكذب حرام، بالمناسبة يا جماعة النفاق سيدخل النار، بالمناسبة يا إخواننا هذا الذي لا يرد إلى الله ورسوله يكون غير صالح وسيء، وهكذا تظل تذكر الصدق كما أنهم يظلون يذكرون. الكذب وعظهم والموعظة هي التذكير بأيام
الله والتذكير بأمر الله ولا تظن أنك تظل تعظ فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين طيب وهذا عام أم خاص قالوا لا هذا عام موعظة تتكلم عادة في خطبة في مقالة في مجلس أنكتفي بهذا أم نأتي بالخاص أيضا أن نجلس معهم ونقول لهم ونناقشهم ونحاورهم لا نجلس معهم ونناقشهم ونحاورهم فقال وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا فإذا أمرنا بالسلب والإيجاب وأمرنا بالعموم ثم أمرنا بالخصوص فهذه هي النتيجة إذا أمرنا بالعمل فيجب علينا أن نعمل له
سبحانه وتعالى وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته