سورة النساء | حـ 696 | 65 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 696 | 65 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". في هذه الآية يؤكد الله سبحانه وتعالى كل باب إليه مغلق سوى باب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الآية تترجم عن معنى الشهادتين، والشهادتان هما أول ركن من أركان الإسلام. بني الإسلام على خمسة أركان: على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. أما شهادة أن لا إله إلا الله الإقرار بوحدانيته
سبحانه لا رب سواه ولا خالق إلا إياه ولا يرزق العباد ولا يحييهم ولا يميتهم إلا رب العالمين سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك نشهد أن محمدا رسول الله ولذلك لا يكون إيمان ولا يقبل إيمان إلا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا بالإيمان به إن الدين عند الله الإسلام فلا وربك والمقسم هو الله الذي أقسم هو الله ولكن مراعاة للمخاطبين لأن القسم إذا ورد في كلام العربي يعني التأكيد ومعنى هذا أنه يخاطب من لا يعتقد هذه العقيدة ويرى أنه من الممكن أن نصل إلى الله عن غير طريق رسول الله
الذي أقامه الله سبحانه وتعالى حجة على العالمين وبابا لرب العالمين لا يوصل إلا إلى الله سواه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم أبدا لا بد من أن نرجع إليه لنحكمه صلى الله عليه وسلم فيما شجر بيننا وهو الذي يقول يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا فهذا عندما قرره ووسعه وتكلم فيه ختمه بفلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم حكمناه وقضى فينا القضاء لأنه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وضح لنا أحكام الدين وما الذي يرضي الله عنا وما الذي يغضبه علينا والعياذ بالله وتركنا فلم يقصر في شيء من التبليغ فحكم بيننا فما الذي يكون بعد ذلك إذا ما قد حكم بيننا فلا بد علينا من الرضا بحكمه وقبوله ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضي وسلموا تسليما فأول شيء التحاكم
إليه ثم بعد ذلك وبعد أن انتقل نتحاكم إلى سنته وحفظ الله علينا سنته ووفق المسلمين بعلوم متكاثرة لتوثيق النص النبوي الشريف فأمرنا أنه وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وأمرنا أن نطيع الله وأن نطيع الرسول وأمرنا أن نتحاكم إلى الله وأن نتحاكم إلى الرسول وأن نرد ذلك إلى الله ورسوله ومكننا من ذلك فلم يأمرنا بأمر لا نستطيع أن نصل إليه بل أمرنا بأمر نستطيع أن نصل إليه ووفق المسلمين لتلك العلوم لعلوم القراءات وعلوم التفسير وعلوم الأصول وعلوم الفقه وعلوم الحديث علوم
متكاثرة من الجرح والتعديل والدراية والرواية والضبط واللغة وإقامتهم أمة عالمة تتعلم وتسعى إلى العلم بدأ كلامه معهم اقرأ باسم ربك الذي خلق بدأ كلامه معهم فأرشدهم إلى العلم وأهله فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وأمرهم بالتخصص في العلم فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يخشى الله من عباده العلماء في آيات كثيرة تبين أن هذه أمة عالمة ووفقها الله فعلا للعلم فأقامت حضارة ملأت بالخير المشارق والمغارب وبعد
ذلك لا بد لنا بعد التحاكم إليه حيا وإلى سنته بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أن نرضى بحكمه فينا ولا نجد في أنفسنا حرجا، ثم بعد ذلك بعد التحاكم والرضا نسلم له تسليما، والتسليم يفوق الرضا ودائما نقول نريد أن نرضى بقضاء الله وأن نسلم له. الرضا يكون لأمر قد حل بنا، أما التسليم فيكون لما لم يحل بنا بعد، يعني انظر كيف أنني تحاكمت معه، تحاكمت
إليه. فحكم علي وقضى فرضيت أم لم أرض هذه المرة فقط ولكن أنا أقول له كلمتك علي يا كبيرنا أبدا للقاء وليس اليوم فقط ولكن أنا سآتيك غدا لتحكم في وتقضي علي فأنفذ كما نفذت ليس هذه المرة فقط الذي تريده سنفعله ماذا هذا سيكون ما لا يوجد تبرم الرضا يكون عندما يحل التسليم يكون عندما لم يأت بعد، لست أنا راضيا فحسب بل أنا راض ومسلم، وهذا هو معنى الصلاة والسلام على النبي المصطفى والحبيب المجتبى، وإلى لقاء آخر نتحدث فيه عن معنى الصلاة
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.