سورة النساء | حـ 697 | 65 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لكل قول حقيقة في الاعتقاد وحقيقة في العمل، والله سبحانه وتعالى يقول إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليه ونسلم بالقول واللسان فقال البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي صلى الله عليه وآله وسلم وقال من صلى
علي واحدة صلى الله بها عليه مائة ومن صلى علي مائة صلى الله عليه بها ألفا ومن زاد الله له مفتوح وعلمنا أن نقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد في أكثر من ثلاثين صيغة، هذه الصياغة جمعها الإمام السبكي في كتابه وكلها تقرن بين الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وبين الصلاة على آله الكرام، وهو ينبه الأمة إلى أنه قد ترك
فينا أهله وأنه لا يريد منا أجرا ولا شكورا إلا المودة في القربى فاللهم ارض عن آل البيت الكرام وصل عليهم تبعا كما صليت على نبيك الهمام صلى الله عليه وآله وسلم فاللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأضاف المسلمون إلى ذلك الصلاة على الصحابة الكرام جميع المسلمين من آل البيت الكرام ومن غيرهم فنجد في الصحيفة السجادية زين العابدين الإمام الجليل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى آله الطاهرين وعلى صحابته
المنتجبين هذا كلام سيدنا علي زين العابدين وظلت الأمة تصلي على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الكرام وعلى صحابته الأطهار الأخيار وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين حتى قالوا إن آل النبي كلهم أتقياء، وآل النبي لها معان منها أصحاب الكساء الخمسة علي وفاطمة والحسن والحسين مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ومنها جميع المسلمين من آل النبي المصطفى والحبيب المجتبى لأنهم انتبهوا إليه وأجابوه وصدقوه وعزروه ونصروه وآمنوا
به، ومنها أنهم آل بني هاشم وبني المطلب وهم الذين تحرم عليهم الزكاة وأنهم شركاء في الخمس إذا وجد الخمس إلى آخر ما هنالك من تفاصيل، ولكن كانت الصلاة قد علمناها وهي نلهج بها عليه الصلاة والسلام، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الأخيار، وهكذا هذا باللسان فماذا يكون بالجنان؟ ما هو كل قول له حقيقة. في الاعتقاد والعمل في العقيدة فماذا نعمل؟ ماذا نعتقد بأنه؟ نأتي إلى الآية التي معنا "فلا وربك لا يؤمنون" يؤمنون هذه عقيدة أم لا؟ عقيدة "حتى
يحكموك فيما شجر بينهم" إذن لا بد من التحكيم "ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت" إذن لا بد من الرضا هذه الصلاة في آخرها يقول ماذا ويسلم تسليما وآخر آية الصلاة على النبي تقول ماذا وتسلم تسليما إذن الصلاة معناها التحكيم والرضا والتسليم موجود في ماذا في الاثنين إذن إذا كي يوافق عملك وفعلك كلامك فلا بد عليك أن ترد الأمر إلى رسول الله ولا بد عليك أن
ترضى بقضاء رسول الله ولا بد عليك أن تسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فإذا لم تفعل ذلك ولهجت بالصلاة عليه بلسانك دون أن تحكمه وترضى فماذا يكون تكون من الذين آمنوا لماذا تقولون ما لا كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها حقيقة في الاعتقاد والعمل وهو التحاكم والرضا، وهذه الحقيقة إذا لم تفعلها أيها المسلم فراجع إيمانك وأنت
الآن ترتكب كبيرة من الكبائر حيث إنك تلهج بالصلاة عليه لسانا ولا تجعل لهذه الصلاة حقيقة في عملك واتباعك فانتبه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، شجر يعني أي شيء، شجر هذه ما معناها؟ أي شيء، صغير شجر، شيء كبير شجر، شيء متوسط شجر، الشجرة التي لدينا النبات هذه منها شجر فسيل صغير هكذا ومنها شجرة بسيطة ومنها شجرة مورقة ومنها شجرة معناها أي شيء إن يكون صغيرا أو متوسطا أو كبيرا، فكذلك أي شيء
صغير متوسط كبير يجب أن نرد إلى الله ورسوله لا محالة، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله