سورة النساء | حـ 700| 66-69 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا، وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما، ولهديناهم صراطا مستقيما". بعد أن تحدثنا أن في التزامنا بمنهج الله سبحانه وتعالى المشتمل على التيسير خير حاضر وتثبيت مستقبل وأجر في يوم القيامة فإننا نرى نفوس الناس دائما
تفرح بيوم القيامة وما يكون فيه من وعد ثم ترجع إلى واقع الدنيا فتحب العاجلة على الآخرة أي أنه يقول لك سأجعلك سعيدا في الدنيا فقلت له نعم أهم شيء هذه دنيا قال وسأعطيك أجرا في الآخرة قلت يا للعجب لي الدنيا ولي الآخرة نعم ولكن في الدنيا يعني ماذا ستفعل يا الله أنت عدت مرة أخرى البعيد عن العين بعيد عن القلب عدت مرة أخرى إلى دنياك ما أنا أقول لك الدنيا هكذا ولإن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها
منقلبا، يعني هو فرح بجنته في سورة الكهف ويقول: على فكرة ما هو ما ليس هناك يوم آخر ولا شيء، ولكن على فكرة لو كان هناك أيضا سأدخل الجنة لأن لي حقا عند الله مكتسبا كما أعطاني في الدنيا سيعطيني في الجنة، تبجحا يعني وهو منكر الآخرة ابن الذين ولكن لو ذهبت إلى الآخرة من غير المعقول إذن فسيعطيني أيضا ولكن على فكرة أنا معي الجنة هنا أيضا يرجع إلى الدنيا طيب نترك أنفسنا لذلك أم أن الله سبحانه وتعالى رؤوف بنا قوم هو رؤوف بنا قوم يقول وإذا لآتيناهم
من لدنا أجرا عظيما ويرجع مرة أخرى لدنيانا ولهديناهم صراطا مستقيما إذا الهداية إلى الصراط المستقيم وهي مسألة غير مادية متعلقة بالمادة مسألة لا تكون إلا من عند الله إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء الهداية لا تقدر بأموال الدنيا سيهديها لك هذه الهداية التي لا تقدر بأموال الدنيا الهداية ماذا تفعل تصبح موفق تختار الاختيار الصحيح تعمل صحيحا في
الوقت الصحيح فتأتي النتائج صحيحة يعني هذه هي الهداية من الله هكذا واحد يقول لك أنا لماذا لا يحالفني الحظ كلما دخلت في مشروع فشل كلما جئت أعمل شيئا لا ينجح نعم إن ربنا لم يهده إلى الصراط المستقيم هذا ابتلاه لكي يمتحنه لكي يختبره نقول له فلماذا نقول له لا تيأس حاول مرة وثانية وثالثة حتى يرضى الله عنك ويهديك الصراط المستقيم والآخر سبحان الله يقول لك هذا فلان هذا يضع يده في التراب فيصبح ذهبا يشترى قطعة أرض يفتح
بجانبها الطريق السريع اشتراها بخمسين قرش تبقى بخمسة آلاف يبيعها بالخمسة آلاف، الطريق السريع يتحول إلى الناحية الأخرى، يعني قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، وكأنه يعرف شيئا يعني وهو لا يعرف شيئا، كان واحد من إخواننا رحمه الله تعالى مات أبوه وترك له هو وأخته ترك لهم ثمان فدادين وترك لهم قطعة أرض بور فدان فقال لها يا أختي أنت تأخذين قطعة الأرض البور لأن لديك
طفلين وما إلى ذلك أما أنا فلدي ستة وأنا الولد ومصاريفي كثيرة قالت له حسنا وما المانع يا أخي أنت أخي أيضا أنا آخذ قطعة الأرض البور التي لا تساوي شيئا هذه وأنت خذ الثمان فدادين هذه وهذه ليست قسمة العدل بعد ثلاث أربع خمس ست سنوات فتح الطريق بجانب الأرض البور وأصبحت أرض مباني وأصبح الفدان بأربعة ملايين والثمانية فدادين لا تزال كما هي بمائة وستين ألفا ولا شيء قال لا يا أختي ما هو طبعا هذا ظلم هذا ظلم أنا آخذ قطعة الأرض البور لأنها بور وأنتى خذى الثمانية فدادين أو نقسم
بالعدل أنا الأرض البور ومعها ثلاثة فدادين ونصف وأنت تأخذى الأربعة فدادين والنصف الباقية لأنهم تسعة قال لا أنا أيضا لي الضعف قالت له انظر هذه أرض أولادي حسنا أنا أعطيتها لأولادي، فماذا أفعل؟ ها قد أعطيتك وهكذا، فأين الهداية؟ الهداية أن هذه المرأة أخرجت الدنيا من قلبها ووصلت رحمها وكانت كريمة وكذا فالله هداها الصراط المستقيم وفي النهاية أخذت الأربعة ملايين، وهو تعلق بالدنيا وأدخلها قلبه ولم يخرجها وباع رحمه وترك الرعاية والعناية بأخته. لا، بل على الفور اجتذب منها وما إلى ذلك، فبقي كما هو أو تدهور، نعم،
ولهديناهم صراطا مستقيما، وهكذا حال الأمم، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته