سورة النساء | حـ 701 | 69 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وهنا يعيد مرة أخرى الأمر والتوجيه. لأن يطيع المسلم الله ولأن يطيع الرسول يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ونلحظ أنه لما أمر في المرة الأولى بطاعة الله وطاعة
الرسول وطاعة أولي الأمر فإنه كرر الطاعة قبل الله ورسوله ولم يذكرها مع أولي الأمر يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ولكن ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله، ولكن طاعة أولي الأمر من العلماء والحكام تكون تبعا لطاعة الله وطاعة الرسول وليست بأهوائهم ولا باستقلالهم،
وإنما من خلال طاعة الله وطاعة الرسول. فإذا كانت طاعة الله نأخذها من امتثالنا لأوامر القرآن الكريم، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم امتثالنا لسنته المروية عنه والتي حفظها الله سبحانه وتعالى فيما حفظ لنا من الذكر، إذن فما موقع السنة من القرآن؟ موقع السنة من القرآن عندما عرف الأصوليون حكم الله قالوا الحكم الشرعي هو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين بالطلب
أو التخيير، لا يطلب منك شيئا افعل أو لا تفعل جزما. أو غير جازم أو يخيرك التي هي الإباحة، خمسة أحكام: حرام، واجب، مكروه، مندوب، مباح. قم أيها الطلاب بالسؤال عن التعريف مرة أخرى، يقولونه لي هكذا، يقول لك: الحكم الشرعي هو ماذا؟ خطاب الله. خطاب الله. قال الله. إذن أين الرسول؟ لماذا لم تقل خطاب الله والرسول؟ قال: لأن خطاب الحكم لكنه مدلول عليه بآية من كلام الله
الذي هو القرآن، بسنة رسول الله التي هي الأحاديث، بالإجماع الخاص بالأمة المعصومة عن الخطأ الذي هو الإجماع، بقياس المجتهدين الكاشف لحكم الله سبحانه وتعالى الذي هو القياس، التي هي الأدلة الشرعية المرعية التي تدل وتوصل إلى خطاب الله، فلا نقول خطاب الله ورسوله لا، خطاب الله هو واحد يترجم عنه ويظهره ويكشفه ويدل عليه القرآن والسنة رقم اثنين والإجماع رقم ثلاثة والقياس رقم أربعة فيبقى إذن يجب علينا أن نفهم أن الحكم إلا لله لم يقل إلا لله
ورسوله فهذا سيدنا رسول الله مبين ومفصل وموضح وشارح وليس له الحكم استقلالا صلى الله عليه وآله وسلم إنما حكمه هو يترجم عن حكم الله سبحانه وتعالى لأنه معصوم لا يخطئ لأنه يوحى إليه لأنه أقامه الله نبيا ورسولا وجعله سيدا للمرسلين والنبيين وخاتما لهم يبقى إذا الخطاب هو خطاب الله والحكم هو لله نريد أن نشير إلى هذا هناك يقول يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول حتى تعلموا أن رسول الله في سنته حجة وأن هذه الحجة قد أجمعت عليها
الأمة هي تترجم عن الله سبحانه وتعالى أما ولي الأمر من حاكم أو عالم فلا بد أن يتقيد بهما حسنا والمعنى الذي قلناه الآن هو أن الأمر بيد الله عز وجل ربنا يقول وما قال ومن يطع الله والرسول ولم يقل ومن يطع الله ويطع الرسول ولم يكرر حتى يظهر لك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ينطق عن الله سبحانه وتعالى لا عن هوى نفسه حاشاه صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى إن علمه نعم هذا أحد يعلمه شديد القوى فيكون ليس من نفسه وإنما هو مبلغ ومن
يطع الله والرسول فما الجزاء الخاص بهم فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم وهذا معناه أن الله قد استجاب دعاءك اهدنا الصراط المستقيم التي تدعو بها في الفاتحة في كل ركعة من ركعات صلاتك صراط الذين أنعمت عليهم تدعو هكذا وكل ركعة تدعو فيها كل ركعة تدعو فيها فأنت تلح في الدعاء متى يستجيب الله لك إذا لم تقم نفسك في طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولئك مع الذين أنعم الله عليهم إذن استجاب
دعاءك إذن شرط استجابة الدعاء أن تدخل دائرة طاعة الله وطاعة الرسول وإلا فأمرك موكول إلى الله قد يستجيب لك من رحمته وواسع فضله واطلاعه على سريرتك وقد لا يستجيب لك من أمر يعرفه فيك وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته