سورة النساء | حـ 703 | 69-71 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 703 | 69-71 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى في شأن أولئك الذين وفقوا فأطاعوا الله في الدنيا وأطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ورضوا بحكمه ولم يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضى وسلموا له تسليما وأن الله سبحانه وتعالى سوف يحشر أولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن هذه الرفقة هي أحسن رفقة وحسن أولئك رفيقا ربنا يقول بعدها ذلك الفضل من الله والفضل الزيادة
يعني عندما تدخل الجنة قد يكون ذلك مكافأة لطاعتك لله والرسول أما داخل الجنة فهناك زيادة لهم الحسنى وزيادة، هذه الزيادة منها ما هو فضل وهو الجلوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فتبقى مع الناس الطيبين زيادة، لأنه يمكن في الجنة أن تشتغل بالأكل والشرب والتنزه
وأنت وحيد أو معك من يسليك، أما أن تجلس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فهذه زيادة، فهي من الفضل ومن الزيادة. النظر إلى وجه الله الكريم لهم الحسنى وزيادة والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم في جنة الخلد لأن النظر إلى وجه الله كان هذا أمرا آخر فهذا لا مقياس له ولا سابقة ولا لاحقة شيء ليس فوقه شيء ذلك الفضل من الله هذه الزيادة والزيادة تعني الفضل أي الزيادة لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان عنده
فضل بعير فليتصدق به على من لا بعير له، ومن كان عنده فضل مال فليتصدق به على من لا مال له. فما معنى الفضل؟ الزيادة. وذلك الفضل من الله، هذه الزيادة بعد دخولنا الجنة نجلس أيضا مع النبيين. زيادة هي من الله هذه تعني أنها ليست في مقابل مكافأة، بل في مقابل حسن نيتك واستمرارك في طاعة الله والرسول وكفى بالله عليما، فهو العليم بنيتك وهو العليم بأفعالك وملازمتها لطاعة الله وطاعة الرسول، فلا يطلع عليك إلا الله
وهو الذي يعرفك في الحل والترحال وفي السكون والحركة وفي واليقظة وفي النشاط في المكروه والمنشط سبحان الله لا يعلم حالك كله إلا الله لأن بعض الناس يكونون معك في بعض الأوقات وبقية الأوقات لا يكونون معك إنما الذي معك في سرك أيضا هؤلاء الناس الذين معك في الظاهر رأوك في الظاهر هكذا لا يعرفون كيف يعمل الباطن أما الذي يعلم سرك ونجواك ويعلم ظاهرك وباطنك فهو الله وحده لا شريك له ولذلك ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما، لماذا جاء عليما؟ لماذا لا نقول وكفى بالله رحيما وكفى بالله رؤوفا
وكفى بالله بأي صفة أخرى، لا هذا مبني على اطلاعه سبحانه وتعالى عليك في الظاهر وفي الباطن فناسب هنا عليما يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا خذوا حذركم يبقى أمرا بالأخذ بالأسباب يبقى الأخذ بالأسباب من فعل الأنبياء وترك الأسباب على ذلك من الجهل ومن ادعى ترك الأسباب ورعا فهو ورع كاذب إلا أن الله سبحانه وتعالى أمرنا
ألا نعتمد على الأسباب ولذلك رأينا رسول الله وهو يذهب في أحد خالف بين درعين ويلبس المغفر ويتوكل على الله وذكرنا قبل ذلك إذا توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا تغدو وتروح لكنها تحركت ولم تبق في أوكارها تنتظر الرزق فهذا تقرر منه قاعدة أن الاعتماد على الأسباب شرك والعياذ بالله تعالى وأن ترك الأسباب جهل لأنه مخالف لسنة النبيين يا أيها الذين آمنوا
خذوا حذركم وأنت ذاهب للجهاد في سبيل الله تأخذ حذرك والجهاد في سبيل الله قد يكون مع نفسك ضد شهواتك وشيطانك واحذر النفس والشيطان واعصهما واحذر ها خذوا حذركم واعصهما وإن هما أغرياك النصح فاتهمي ولا تطع منهما خصما ولا حكما فأنت أعلم بكيد الخصم والحكم، فإذا كان هذا في مواجهة النفس أو في مواجهة العدو الذي نقاتله بالسلاح نأخذ حذرنا ونرتب أمرنا ونخطط خطتنا ونعد له ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل وهكذا خذوا حذركم
فانفروا ثبات أي أفرادا أو انفروا أي جماعات حسب الحال فليعد إلينا التصرف والتحكم في الأمر أنتم أعلم بأمور دنياكم ولكن وفقا لما قرره الشرع الشريف اعتقادا واستنادا وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته