سورة النساء | حـ 717 | 81 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله أعلم ما الذي فعلوه وأين تستعمل هذه في الليل وهذا الليل علامة على الستر والخفاء والستر والخفاء ضد العلانية والظهور فمن
يعمل شيئا بالليل فهو يفعله بعيدا عن الظهور وعن الناس وعن العلانية وهذا البعد معناه أنه في الخفاء فلماذا يختفي هؤلاء لأنهم يعلمون أنهم من المخالفين لأنهم يظهرون شيئا ويريدون ألا يظهروا أنهم قد خالفوه وهذا هو حقيقة النفاق أن تظهر ما لا تبطن وهذا هو أثر النفاق الخلف في الوعد وخيانة الأمانة والكذب في الحديث والخصام في الفجور أو الفجور في المخاصمة فإذا برزوا من عندك بيتت
طائفة بيتت ليس اتفقت ليس قالت ليس اجتمعت لا هذه بيتت يعني بليل ومعنى هذا أن كلمة ليل هنا لا يلزم أن تكون على الحقيقة، ليس من الضروري أن تكون بالليل أي يمكن أن تكون بالنهار، ولكن استعمل الليل فيها من أجل أن يشعرك أن الأمر على الخفاء وفيه تدبير خبيث أسود، والليل فيه ظلمة وفيه سواد غير الذي تقول،
فإذا هم يدركون ماذا قال النبي عليه وسلم ويقصدون أي يدركون أي ما معنى العلم أي يعلمون وبيتهم يبقى أي يقصدون وهذا المبيت يكون في الخفاء فمن الذي أرغمهم ودفعهم وأكرههم على ذلك أم أنهم باختيارهم لا بل باختيارهم هذا الفعل منسوب إليهم وبطريقتهم إذن نستطيع أن نقول إنهم أتوا هذه المخالفة قاصدين عالمين مختارين يمكن أن نقول له من أين من التأمل والتدبر
فيما بين أيدينا القصد والعلم والاختيار القصد ضده عدم القصد ليس قصدي والعلم أنا فهمت خطأ وهذا وارد في المؤمنين أنه يفهم خطأ أنه يقصد خطأ أنه يحصل إكراه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان يحسن هذا كذلك ولكن هذا قاصدا يقول الفقهاء إن الفعل لا ينسب إلى الشخص إلا إذا أتاه قاصدا عالما مختارا، فلنفترض أنني أتيت فعلا من غير قصد فإنه لا يقع هذا الفعل ولا ينسب إلي ولا أؤاخذ عليه، ومن غير
علم كذلك، ومن غير اختيار كذلك، فلا بد في كل فعل حتى ينسب إلى صاحبه. أن يأتيه قاصدا عالما مختارا فإن أتاه قاصدا عالما مختارا ثبت في حقه هذا شخص سجد بعد ما صلى قالوا أنت لست منتبها أم ماذا قال لهم ما الأمر قال لهم هذا صنم أمامك هل يكون ساجدا للصنم أبدا هذا لا يعلم أن هناك صنما هنا علم ولم يقصد أن يسجد للصنم جاءته الصلاة وهو في المطار والمطار فيه تمثال أو شيء لا أعرف ما هو فضاق عليه الأمر وصلى لله رب العالمين نعم غير قاصد
واحد قال له سأضربك بالرصاص وإلا تصلي في هذا المكان قال له أصلي جدا نعم الله أكبر فما فيها يعني هذه مكرمة يقصد السجود للأصحاب، فمتى نقول عن هذا الرجل أنه سجد للصنم؟ أن يسجد للصنم قاصدا عالما مختارا. متى يكون الزاني زانيا؟ إذا أتى بالزنا قاصدا عالما مختارا. حسنا، هذا ظن أنها زوجته التي كانت معه، نعم هذا يكون واطئ شبهة، هذا لا يكون زنا، هذا ليس اسمه زنا. وضع شبهة طبيعية متى يكون السارق سارقا عندما يعلم بالاختيار والقصد أن هذا ليس ماله طبيعيا هذا ظن أنه ماله أنه هذا الشيء ملكه يحدث هذا ونحن خارجون من المسجد قم أظن أن هذا الحذاء ملكي فأخذه معي وبعد ذلك والله عندما جئت ألبسه وجدته أصغر درجة
فقلت والله هذا ممتلكاتي إذا أخذت هكذا فإن ذلك يعتبر سرقة، لم تعد سرقة لأن هذا لم يأت بالأخذ قاصدا عالما مختارا، وهكذا أبدا لا ينسب للشخص فعل إلا بالقصد والاختيار والإرادة، وينص على ذلك ابن حزم ويفيض فيه، وكذلك غيره من الأئمة، فهؤلاء الناس فعلوا ما فعلوه عن غفلة عن إكراه عن جهل أبدا، بل طائفة منهم غير التي تقول يعني هم يعرفون الحكاية والله يعلم ما يبيتون فقد توفرت فيهم الصفات الثلاث والله شهيد عليهم، فماذا وكيف نفعل مع هؤلاء
وأمثالهم إلى يوم الدين وذلك في حلقة قادمة نلتقي بكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.