سورة النساء | حـ 718 | 81 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو ينصح نبيه سيد الخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كيف يتعامل مع المنافقين وهم موجودون في كل زمان ومكان ولما وجه الكلام إليه صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا الحسنة وهو حجتنا عند ربنا وهو الباب الوحيد الذي نصل منه إلى الله وهو ركن الشهادة التي عليها الإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله كانت هذه النصيحة موجهة إلى الأمة من بعده وهكذا أبدا فكل خطاب من الله موجه إلى الرسول إنما هو موجه إلينا باعتبار أنه هو الأسوة الحسنة والمثال الأعظم الصالح والإنسان الكامل
الذي ارتضاه ربه ليكون رحمة وخيرا ومرشدا وهدى للعالمين فأعرض عنهم يبقى أول شيء أن تعرض عنه وهذه قاعدة مهمة للغاية إياك أن تشتغل بالردود لو كل كلب نبح رميته بحجر لأصبح الحجر مثقال دينار أين هذا البيت تجده في شرح العيني على البخاري في البداية تماما لو كل كلب ومنسوب للإمام الشافعي لو كل عوى القمة حجرا لأصبح الصخر
مثقالا بدينار يقول لك والله أنا لم أشتمك أمس فلماذا لم ترد علي، حسنا فأنا عندما أمسك الطوبة وأضرب بها كل كلب ينبح، حسنا فهذا الطوب والحجارة والحصى سيتعب، أنا سأترك الكلب دع القافلة تسير والكلاب تجلس، فالقافلة سائرة. فالكلاب تنبح مشيت انتهى سكتت والله هذا كان يلعب إذن نعم كلب ويلعب وليس هناك شيء الرحمة جميلة أنت هكذا لم تشتم الناس أنا لم أشتم الناس هؤلاء الناس جميعهم طيبون أليس أنت تقول كل كلب ننادي عليه فما هو الذي شتمك هذا أنت قلت عليه كلب ها هو أبدا هذا هو طيب
ابن طيب وليس أي شيء ما فيه شتيمة ولا شيء هذه هي القضية أنني أكلم نفسي وأقول يا نفسي لا تردي على كل من يتكلم لا تستهلكي لأن ربنا قال ماذا قال فأعرض عنه طيب ما الفرق بين كلام الشافعي وبين كلام ربنا لا فرق كبير الشافعي انتقم لنفسه أيضا، ما هو الشافعي وهو يقول نفس العبارة، ما هو انتبه وربنا يقول ماذا "فأعرض عنهم"، انظر إلى الأدب، انظر إلى الحلاوة، انظر إلى الجمال "فأعرض عنهم"، لو شتمهم بشتمهم يستطيعون أن يمسكوا ويقولوا والله إنك شتمتنا ويرفعوا رؤوسهم هكذا وكأنهم أبرياء أبدا، ولكن الإمام
الشافعي الفرق بين كلام البشر وكلام ربنا أريد منكم أن تتأملوا هكذا وتقارنوا عندما يقول لكم ولكم في القصاص حياة قارنوها بقول البشر القتل أردع للقتل ما هذا القتل أردع للقتل هذا فيه عنف فيه القتل مرتين القتل قد لا يكون رادعا للقتل وهذا نراه في الطرق التي كانت عندنا قديما في هذا الصعيد هذا القتل يدعو إلى القتل ولكن ولكم في القصاص حياة نعم صحيح يكون هناك قاض وحكم وهدوء وهذه الدية رفضت فيكون كذلك ونرى هذا عمل أنه أصبح هذا أمر جميل هكذا هو ومن الذي قتل نفس القاتل ولكن الآن قتلوا من عندنا شيخ القبيلة قوموا اقتلوا
من عندهم شيخ القبيلة وليس القاتل والله، حسنا وبعد ذلك يصبح إذا قارنت كلام الله بكلام البشر تجعلك ماذا تتضح لك أمور عجيبة جدا، امرؤ القيس يقول قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، قال وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والدار في شطر بيت، ما هذا شيء عظيم جدا وفي شطر البيت الثاني قال ماذا؟ لم يقل شيئا، قال بسقط اللوى بين الدخول فحومل، يعني أنا أسير في الطريق إلى العجوزة وإلى الشبرى والخيمة، أهلا وسهلا، ما هذا؟ يعني ما هذه الأماكن؟ كل هذه أماكن بسقط اللوى بين الدخول فحومل، لم يقل شيئا ولكن ربنا وهو يقول الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
أساس للعقل المستنير إلى يوم الدين وما يوجد كلمة ولا حرف ولا حركة زيادة أو نقص فرق فانظر الإمام الشافعي هو يقول ماذا لو كل كلب نبح الله طيب ما أنت شتمت كذلك ها يؤخذ عليه لكن هذا ما يقوله أنا لأن الذي سآخذه عن الإمام الشافعي الإمام الشافعي فقراؤنا لكن هو منسوب للإمام الشافعي هذا في القصد هكذا القصد المقارنة بين كلام البشر وكلام الله لكن في كلام الله قال ماذا فأعرض عنه اعتزوا بكتابكم أحبوه تأملوه عيشوا معه هذا المقصود من الكلام فأعرض عنهم وتوكل على الله أعرضت عنهم هذا سلب، اتركهم لا ترد عليهم لا تعمل
معهم حسنا، فأين الإجابة إذن؟ ارجع مرة أخرى إلى المنهج الإلهي، ماذا يريد الله من الكون؟ يريد صلاحه لا فساده، يريد تعميره لا تدميره، يريد صلاحه لا فساده. هكذا يكون إذا نرجع نتوكل على الله، والتوكل على ما معنى العمل مع الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب دون الاعتماد عليها، حسنا وكفى بالله وكيلا فلننته هنا، إذن أنت متوكل على ركن ركين فربنا يوفقك ويهديك ويشرح صدرك ويوفقك وهو المطلوب، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.