سورة النساء | حـ 723 | 85 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 723 | 85 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها، وكان الله على كل شيء مقيتا. أمرنا ربنا وعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون والنبي عليه الصلاة والسلام يقول
والتبسم في وجه أخيك صدقة، شيء جميل هكذا، ويقول ربنا وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، أي أن الكلام الحسن يأتي قبل الصلاة، وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ومن شفاعة حسنة يعني أنني يجب أن أشفع شفاعة حسنة وهي قضاء مصالح المسلمين، قديما كان الصحابة وهم يرتدون الثياب تهيؤا للخروج إلى الصلاة، قوم يتهيؤون بنية قضاء مصالح المسلمين ويلبسون الثوب الفاخر من أجل أن يتعرض
لهم الناس لقضاء مصالحهم، وليس حتى ليتفاخروا به وسط الناس، لا هذا لكي يجد الناس عندما يرونه هكذا أن لله هيبة وأن له مكانة، ربما يعرف سيدنا عثمان أو سيدنا عمر أو الخليفة فيقضي حاجتي، فليلبس الثياب الحسنة الفاخرة من أجل أن يتعرض له الناس فيقضي مصالحهم، وليس من أجل أن يتضجر من سؤالهم ويضيق خنقتموني، لا، هذا من أجل أن يتعرض لهم ويتعرضوا له فيقضي لهم مصالحهم، طيب وما هذا يعني، ماذا لما أعطي روحي وأحرج نفسي، مرة يقول لي أحدهم لا أو مرة يقول لي أحدهم نعم، مرة أنجح مرة أفشل، قال الله تعالى وضع لنا
قواعد لهذا، القاعدة الأولى ما على من باب أنك أنت ولي، أنت أوصيت وصيتها حسنة وشفاعتها حسنة لقضاء حوائج الناس قضيت الحمد لله، ما قضيت فلا يلومك أحد، لا تذهب فتقول له إن الله لم يقض، فماذا سيعبد لك؟ هو أن ربنا أراد ألا تكون وتقضى انتهى، كما هي كذلك فليتركها لله. حسنا إذن القاعدة دائما التي نتذكرها تأدبا سواء أكنت أنا الذي يقضي المصالح أم سواء أكنت أنا الذي لا يقضي المصلحة، قضيت أم لم أقض، فما على المحسنين من سبيل، والقاعدة الثانية: من صار في حاجة
أخيه كان الله في حاجته، اعتكاف أربعين ربما أربعين يوما وربما أربعين أسبوعا ربما أربعون شهرا، وربما أربعون سنة، وربما أربعون قرنا، أي أنني عندما أعتكف يوما واحدا يكون لي ثواب كبير، فكم يكون الثواب كبيرا، فما بالك بأربعين يوما فهذا شيء آخر، فما بالك بأربعين سنة، والله إن أربعين سنة شيء فوق الوصف، تخيل أنك إذا كنت تسعى في مصلحة أخيك لتقضيها له فيها أن لك عند الله أربعين سنة اعتكاف، ما هذا الفضل العظيم، ولذلك سيدنا ابن عباس كان معتكفا وبعد ذلك جاءه رجل قال له إن لدي حاجة وهو
يؤدي اعتكافه خمسة أو ستة أيام فجاءه وقد بقي له اليوم يبيت غدا يخرج من الاعتكاف فقال له تعال قم فقال له تعال معنا، فقال ما هذا؟ أنت ستخرج غدا، فقال له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث، هذا يعرف كيف يتعامل مع ربنا، أنا أمامي هذه الأيام، أنا إن أفسدت هذه الأيام الخمسة أو سينقص أجري اليوم وغدا، ما دمت قد خرجت من الاعتكاف، فما ما أربعون سنة اعتكاف نعم فيكون أنني آخذ هذا الجزء أنت منتبه إذن هذا يضع لك قاعدة وبه ما يشجعك أو يدفعك إلى فعل الخير ولذلك إذا
فعلت هذا وشفعت شفاعة حسنة ومتى تكون الشفاعة حسنة عندما تكون على وجهها أي في قضاء حوائج الناس لا تشتمل على ظلم أي لا تذهب لتتشفع لأحد ضد آخر يكون أحق بها منه وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف وتقول هذه شفاعة حسنة، لا هذه شفاعة سيئة. فالذي يعمل الشفاعة الحسنة يكون له نصيب منها بالثواب الذي حدده رسول الله بأربعين. فلماذا فتحها هكذا أربعين، ما كان أراحنا وقال لنا أربعون كذلك قيل لك لأنها أصلها في الحقيقة تختلف من شخص لآخر ففي شخص تحسب له أربعون سنة وآخر أربعون
يوما وثالث ربما أربعون ساعة لماذا كذلك قيل حسب النية حسب الإخلاص حسب الحالة التي هو فيها حسب فهمه للشريعة حسب تعامله مع الله حسب مدى الحاجة هذه والله فيها حسب كمية همه وإخلاصه لها أن تقضى ما واحد يمكن أن يتشفع هكذا وماض لا يبالي وواحد آخر عظيم الهم طيب ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ما لم يقل نصيب لماذا ما هو النصيب هو الكفل والكفل هو النصيب قال لكي لا يتساوى مع يكون هذا صنف وهذا صنف آخر بالرغم من أن الكلمة في اللغة هي نفسها وكان الله على كل شيء مقيتا، فإذا كان ربنا سبحانه وتعالى مطلعا على كل
شيء ويعلم كل شيء، فما هو كل شيء؟ هو الإخلاص، نية الشخص، العمل الذي أداه هل هو حسن أم سيء، ماذا يقصد أحيانا تأتي لتفعل الشر فيقلبه الله خيرا ولكن سيحسب لك شرا لأن نيتك كانت الشر، هو يجعله خيرا لمن؟ للذي حفرت له حفرة فوقعت أنت فيها، كل هذا من الذي يعرفه؟ المقيت سبحانه وتعالى الذي يعرف كل شيء، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سورة النساء | حـ 723 | 85 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا