سورة النساء | حـ 725 | 87-90 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة

سورة النساء | حـ 725 | 87-90 | تفسير القرآن الكريم | أ.د علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا الله لا إله إلا هو قرر حقيقة هي بنيت عليها الدنيا لأجمعنكم بعد تقرير الحقيقة جاء لام التأكيد وعبر بالفعل المضارع واستعمل نون التوكيد ثم خاطب الجماعة فتبقى كل هذه مؤكدات ليجمعن انظر
إلى التأكيد من هذا الذي سيجمع هل هو عاجز عن الجمع حاشا لله بل هو أهل لذلك سبحانه وتعالى فهو مصدر الحقيقة ومذكرك بسم الله لا إله إلا هو هذا وحده ما هذا الله لا إله إلا هو في جلال وعظمة تهيأت آه مؤكد أنه سيجمعكم يوم القيامة ثلاثة تأكيدات لا يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه يعني لا شك فيه ومن أصدق من الله حديثا ما أحد أصدق من
سبحانه وتعالى قال صدق الله العظيم ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا أنتم ما لكم تريدون أن تهدوا الخلق وهذا ليس بأيديكم ما عليكم إلا البلاغ ما عليكم إلا الإرشاد والدلالة أما خلق الإيمان في القلوب فهو من فعل الله فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم يعني خيبهم يعني أفشلهم ربنا
حكم عليهم بأن يفشلوا بسبب ما كسبوا ما كسبوا من أعمال السوء وما كسبوا من فعل الشر وكلما تجرأ الإنسان على المعصية وتمادى فيها كلما اسود قلبه وبعد عن الهداية وكلما قلت فرصة قبول التوبة والرجوع والإياب إلى الله وكلما كان الإنسان سريعا في عودته مبادرا للتوبة فارا إلى الله لا من الله كلما كانت الفرصة له أجدر وأقوى أن يتقبل وأن يقبل من عند الله سبحانه وتعالى فما لكم في المنافقين فئتين والله
أركسهم بما كسبوا ما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله، هذا يجب على الداعية أن يواجه نفسه به، ما شأنك؟ أتريد أن الشخص الذي حكم الله عليه بالضلال أن تهديه؟ فما أنت تكون ضد الله هكذا، فما أنت لن تقدر، فما أنت ستعاند خلق الله، فاتركه لله إذن وهذا يعلم الدعاة ما هو التسليم والرضا، وعندما يرى أن هذا الشخص غير راض بأن يؤمن أبدا ولا يهمه، فلا تذهب نفسه عليه حسرات ولا يهتم، فلا يأتيه إحباط ولا تأتيه محاولة لليأس، لأنه لا فائدة، فقد يأتي النبي يوم
القيامة وليس معه أحد، فلماذا ييأس؟ لماذا؟ لأنه يجب أن يبلغ عن ربه ما أمر بتبليغه، ولذلك يجب على الداعية أن لا ييأس، يجب على الداعية أن يقبل بالتسليم والرضا وذلك لأن الأمر كله بيد الله. أتريدون أن تهدوا من أضل الله؟ ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. ليس له طريقة، انتهى الأمر، يهدي من ويضل من يشاء وهذا لماذا؟ لكي نتهرب من الأعمال ونلقي اللوم على الله جل جلاله؟ لا، لكي لا نيأس من الدعوة حتى لا نصاب بالإحباط من أنه لا
فائدة فيما نفعل وندعو بلا فائدة. فأنت قد تدعو فلا يستجيب لك أحد وبعد أن تموت كلامك يؤثر فيمن بعدك ما هو هذا أنت تدخره ليوم القيامة أنت لا تعرفها هذه ولا يمكن أن تعرفها لأن هذا بعد أن تموت وكلامك بعد أجيال طويلة يؤثر في أحفادك وأحفاد أحفادك فما هو في ميزان حسناتك هذا يوم القيامة ولذلك لا يأس لا سكوت لا يوجد إحباط ولا يوجد انسحاب، اعمل ولا توجد نتيجة، لا شأن لك بذلك، فأنت ستنال ثواب ذلك عند الله، ودوا لو تكفرون كما كفروا
فتكونون سواء، هذا شعور بأن الذي ليس معنا فهو علينا، وأنتم لستم معنا فتكونون علينا، نقول لهم: لا يا إخواننا، هناك حرية، هناك طريق يؤدي لا يوجد مانع أن تسلكوه نحن منعناكم ادخلوا النار براحتكم بمزاجكم لكن نحن لا نريد أن ندخل النار نحن نريد أن ندخل الجنة لماذا تفرضون علينا طريق النار يا أخي كما أنني تركتك تسلك طريق النار وتذهب هكذا بالسلامة في نهايتها اتركني أنا أيضا أذهب بالسلامة إلى الجنة هذا عدل ليس من العدل أنا تركتك ولا تتركني هم منهم واستسلموا حصرت صدورهم أن
يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم لا هم راضون يقاتلوكم كمسلمين لأنهم يشعرون أنهم منكم وليسوا قادرين أيضا أن يتركوا الوطنية الخاصة بهم هم من بلادهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم اعتذروا هناك من الجيش وقالوا سنشارك في الذهاب نحن جالسون هنا نحن وطنيون وكل شيء ولكن لن نذهب لنقتل الناس فإن لم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا تستطيع إذن أن تأخذ المواطنة وتحكمها وتوضعها من هذه الآية وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة