سورة النساء | حـ 743 | 97 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سورة النساء في كتاب ربنا سبحانه وتعالى يقول ربنا وهو يعلمنا أسس الاجتماع البشري في هذه السورة العظيمة، ومن هذا المدخل العظيم يقول ربنا سبحانه: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم يسألهم الملائكة وعندما تقف عليها تقول فيم لا يوجد وقف ولكن لو
لم يكن فيها ألف قوم نقول ماذا في ذلك هو قالوا فيما كنتم الملائكة هنا تتوفى الذين ظلموا أنفسهم إذا فهذا ترهيب ربنا يرهبنا يعني يأمرنا بشيء ألا نعمل كذلك ألا نكون ظالمين أنفسنا ويبين أن الملائكة تبدأ ونحن لا نزال في علاقة في الدنيا قبل يوم القيامة فتأتي الملائكة للظالم نفسه وتقول له فيما كنت أو فيما
كنتم تعملون أنتم كنتم تعملون ماذا هذا سؤال يعطيك أو يبحث عن المسؤولية ما دمت أنت مسؤولا هكذا مسؤول لأن الملائكة تسألك فأنت مسؤول لأن الله سبحانه وتعالى أعطاكم قدرة فسيسألكم عنها فيما كنتم، لماذا قبلتم بالظلم؟ لماذا لم تتكلموا بكلمة الحق؟ لماذا لم تشاركوا في بناء وعمارة الكون؟ لماذا لم تشاركوا في القتال في سبيل الله وتوليتم؟ لماذا فعلتم هذا بالرغم من أنكم لو
أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وشاركتم في البناء لكان خيرا لكم ولمجتمعكم ولأبنائكم من بعدكم وكنتم فعلتم مراد الله في كونه فما الذي يمنعكم من هذا قالوا كنا مستضعفين في الأرض وهو كان بعيدا عنك متكبرا في الأرض وذاهبا آيبا إنما يريد لأن الإنسان يلقي العيب والمسؤولية على غيره أنا ما لي علاقة هذا هم الذين قالوا لي من نحن الذين نكلمك؟ أنت لماذا لم تعمل؟ قال إنهم الذين قالوا لي فمن هم إذن.
نعم إنه يكلمهم كما يتكلم في الدنيا. لكن الملائكة تعرف الحقيقة والملائكة تتلقى الأوامر من ربنا. هل الملائكة مثلنا هنا نجلس نضحك على بعضنا البعض ونكذب على بعضنا البعض ونكذب على أنفسنا؟ هذا نحن نكذب على أنفسنا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض كنتم مستضعفين في الأرض يعني ماذا الملائكة لا تفهم هذا الالتواء هذا الالتواء هو الذي بنو آدم سيفعلونه على أنفسهم وعلى ربهم وعلى الملائكة ألا يخجلوا منها فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض يعني ماذا كنتم مستضعفين في الأرض يعني أنكم كنتم لا تقدرون على الحركة، انظر هكذا في الأمر، هل كان
لديه شلل الأطفال؟ لا، هل كان مقعدا؟ لا، فهل كان كفيفا؟ لا، والله ما كان قادرا على المشي بقدميه؟ ما كان قادرا على العمل بيديه؟ ما كان قادرا على التفكير بعقله؟ أبدا، إنه سليم فماذا إذن ماذا يقول فيما كانوا يقولون كنا مستضعفين في الأرض فقالت الملائكة ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها يعني أنتم كنتم محبوسين مثلا فواحد قال له نعم أنا كنت محبوسا قال له حسنا إذن فهو معذور غير أولي الضرر وهذا من أولي الضرر محبوس إذن
ليس في الدنيا كان الإمام أبو حنيفة عندما قال له أحدهم أنا حلفت على زوجتي ألا أبقى في الدنيا إذا بقيت في الدنيا فطلقها ماذا أفعل قال له ادخل السجن لأن الذي يدخل السجن يصبح ليس في الدنيا أنت كنت كذلك يعني كانوا يمسكونك ويضعونك في المعتقل في السجن قال لا، فقالوا أكنت أعمى، أكنت أعرج، أكنت كذا، قال لا، قالوا أكنت مريضا مرض الموت هكذا، قال لا أبدا، قالوا أي كنت إنسانا هكذا تمشي هكذا، فقالوا ألم تكن الأرض واسعة لكي تنتقل من المكان الذي فيه ظلم إلى المكان الذي ليس فيه ظلم، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فليهاجروا فيها وبعد ذلك لا يوجد جواب لماذا إذن
مثل حجة بالغة لا يوجد فيها جواب إذن سيقول ماذا ألم تكن أرض الله واسعة فيكون كاذبا وأدخل نفسه في مشكلة أخرى فسكت لا يوجد جواب فربنا قال ماذا بعدها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا يعني انتهى الكلام لهم الملائكة الحجة التي لا ترد، الهجرة هي الانتقال من مكان إلى مكان، قد تكون هجرة أمن وقد تكون هجرة إيمان، هجرة أمن مثل التي حدثت في الحبشة، انتقل الصحابة من وطأة العذاب في مكة ومن تضييق المشركين عليهم فيها في أموالهم وأنفسهم إلى أرض فيها ملك لا يظلم
عنده أحد النجاشي فذهبوا وهجرة الإيمان الهجرة المصطفوية النبوية التي انتقل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار كفر إلى دار إسلام من مكة إلى المدينة وظلت الهجرة على هذا النحو حتى فتح الله على المسلمين مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وفي حلقة قادمة نتحدث عن هذه الهجرة وكيف تكون فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته