سورة النساء | حـ 749 | 103 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 749 | 103 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم، فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا". في هذه الآية يصدق أن نفهمها في سياقها فهي تتحدث عن هذا بعد الحديث عن صلاة المسافر بعد الحديث عن صلاة الحرب والقتال ولا يصح أن نفسرها منفردة وحدها وكأنها آية نزلت تقرر قاعدة كبيرة أن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر ولذكر الله أكبر فذكر الله أكبر من الصلاة ذكر الله نراه في بداية فذكر اسم ربه وذكر اسم ربه فصلى، إذا ذكر اسم ربه وبعد ذلك هذا الذكر الله أكبر أدخله في الصلاة، هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس وإنما هي تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وقوموا لله قانتين، نذكر الله سبحانه وتعالى فنصوم ونذكر الله فنفطر، نذكر الله فنحج وهكذا إذا كان ذكر الله أكبر من كل شيء لأنه ذكر دائم في جميع الأوقات، فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله، فبعد أن ننتهي من الصلاة نذكر الله أيضا، وأرشدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا نقول في دبر كل صلاة، أي بعد أن ننتهي من الصلاة، ثلاثا وثلاثين مرة سبحان وثلاثين الحمد لله، وثلاثة وثلاثين الله أكبر، ثم نتم المائة فبقي لنا تسعة وتسعون هكذا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. ذكر بعد الصلاة نسميه خاتمة الصلاة، وهو يعادل الصدقة التي كان يتصدق بها الأغنياء، فشكا الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم ودلهم على ذلك الذكر ففعله الأغنياء أيضا فجاءوا وقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور أهل الدثور يعني الأغنياء الذين معهم أموال بالأجور فدلهم على هذا فلما فعلوا ذلك شكوا مرة أخرى يا رسول الله قالوا مثل
ما قلنا قال هذا فضل الله يؤتيه من يشاء إذا الغني الشاكر الذي يذكر الله سبحانه وتعالى فالحمد لله على ذلك التوفيق وهو مما يغتبط له أن نرى إنسانا آتاه الله مالا فسلطه على إنفاقه في الحق فالحمد لله ورجل آخر آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار يتلوه فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا بذكر الله وهو الذي أخذه كثير من الصوفية فتراهم يذكرون الله في حال القيام ويذكرون الله في حال القعود ويذكرون الله حتى على جنوبهم تنفيذا لهذه الآية ثم يأتي بعضهم ويقول هذا لم
يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تكن هناك حلقات ذكر ولم يكن هناك ذكر بهذه الكيفية. من الذي قال لك ذلك؟ ففي صحيح مسلم أن حلقات الذكر كانت موجودة وتنزل الملائكة يلتمسون حلق الذكر فيجدونهم يسبحونه ويمجدونه سبحانه وتعالى، إذن فهو ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة علم تدرس فيها العلوم فقال: والله هذا خير، ومر على حلقة ذكر فقال: وهؤلاء على خير. في أحاديث كثيرة جدا نجد فيها أننا قد غفلنا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألف فيها الإمام السيوطي والإمام الفيومي والإمام الدهلوي كثير من العلماء ينبهون إلى أهمية الذكر فاذكروني أذكركم
واشكروا لي ولا تكفروا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون إلى غير ما آية من آيات الله سبحانه وتعالى وهو يأمرنا ويأذن لنا ويعلمنا كيف نذكره سبحانه بالليل والنهار قعودا وعلى جنوبنا وقياما وقبل منامنا وعند استيقاظنا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا اطمأننتم يعني ذهب الخوف وذهب عدو الله وحدث النصر وصرفهم الله سبحانه وتعالى عنا فأقيموا الصلاة وحافظوا على الصلاة وأقيموها واجعلوها قائمة بمعنى مستقيمة بمعنى أنها وافية نتوضأ لها ونصليها في مواقيتها ونصليها على تمامها ونضيف إلى الفرائض السنن التي علمناها الرسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل هذا لأن
الصلاة هي خير موضوع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وهنا نرى أن الإمام مالك لما بدأ الموطأ بدأه بحديث جبريل في مواقيت الصلاة أن جبريل قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى به الظهر والعصر ثم المغرب ثم العشاء ثم الفجر ثم نزل اليوم الثاني فصلى به هذه الصلوات في أواخر أوقاتها وقال له يا محمد الصلاة بين هذا وذاك يعني بين هذه البداية والنهاية صلى الظهر مثلا الساعة الثانية عشرة صلى الظهر بعد ذلك الساعة الثالثة قال هكذا يبقى ما بين هذا وذاك صلى العصر الساعة الثالثة، صلى العصر عندما اصفرت الشمس، صلى المغرب عند غروبها،
صلى المغرب في اليوم الثاني عند غروبها أيضا، صلى العشاء عند ذهاب الشفق، صلى العشاء أيضا إلى ثلث الليل، صلى الفجر عند ظهور الفجر وصلى الفجر قبل الشروق بشيء قليل وقال إن مواقيت الصلاة بين هذا وذاك إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته