سورة النساء | حـ 757 | 113 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

مع كتاب الله وفي سورة النساء نلتمس منها الهدى يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يقرر حقيقة كونية إيمانية، كونية لأننا نشاهدها ونعيشها ولا ينكرها إلا جاحد، وإيمانية لأنها حقيقة يخبر بها الله سبحانه وتعالى عن نفسه فيقول ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم أول ما تقرأ ولولا فضل الله عليكم وعليك كذلك فستعرف أنها حقيقة كونية وحقيقة
إيمانية ربنا سبحانه وتعالى له فضل على العالمين وينبهك إليه فأنت تراه هكذا الأمر أنت تراه فيجب أن تكون تراه لا ينكره إلا جاحد وهناك أناس كذلك نحن في النهار يقول لك نحن في النهار نحن لسنا في النهار أقم الدليل على أننا في النهار هو نحن في النهار وبعد ذلك فالشاعر قال ماذا ولا يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل الله وبعد ذلك بقي في كلام المجانين هذا النهار ها هو قال لا فينكر
الحس ربنا يستجيب دعاءنا واحد منكم إلا والله استجاب دعاءنا يقول لك ما أعرف هذه الحكاية ما أعرفها كيف الله يسترها ما من أحد منا إلا وقد ستره الله نحن سنضحك على الله والله سبحانه وتعالى سترنا جميعا ويحبنا جميعا واستجاب لنا جميعا فلولا فضل الله لما كنا سنكمل هي فقط العبارة هكذا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك، وهذا يبقى دائما حقيقتين: حقيقة إيمانية
وحقيقة كونية مشاهدة. لقد همت فقط ولكنها لم تهم حقا، فلم يفكر أحد في أن يضل النبي. فلماذا لم يدبروا له تدبيرا؟ لماذا لم يجلسوا معه جلسة ويقوموا معه بمناقشة ويفتحوا معه حوارا ثم مع شيء ما أحد يهتم أن يفعل ذلك والله وهذا يسير هكذا ما أحد يقول له أين تذهب مع أنهم يحاربونه بالسلاح فأين الحجة بالحجة أم أين كذا ما يوجد شيء غريب جدا العرب هؤلاء
من هم كان يوجد فرسان والفرسان هؤلاء كان اسمهما داحس والغبراء وداحس والغبراء هذان تركوا قبيلة عبس وقبيلة ذبيان يقتتلان حتى كادوا أن يفني بعضهم بعضا، كل ذلك لأجل ماذا؟ لأجل فرسين! فلماذا لا تتركون الفرسين وتتجنبون هذا القتل العجيب والدماء، لا بل هذه مسألة كرامة، حتى جاء رجل ليس من زعمائهم فجعلهم يدخلون في دين
الله. أفواجا هؤلاء يذهبون ليحاربوه في مكان بدر في المدينة قرب المدينة هكذا أحد في المدينة الخندق في المدينة ذاهبون ليضربوه ولا توجد فائدة ما هذا ما الذي حدث هذا تأييد الذي حدث هذا معونة ربانية الذي حدث هذا معجزة أتراها أم لا تراها هم أصحاب داحس وهؤلاء الجهلاء عندما كان أحد يخرج فيهم بهذا الشكل ويحاربهم كانوا يصمتون، فما الذي جعلهم يصمتون؟ الله سبحانه وتعالى يقول "ولولا فضل الله عليك
ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم" لا يعلمون، فما هذا الهم؟ قال لك إن الإنسان لديه خمس درجات في التفكير بداخله أول شيء الهاجس، هذا الهاجس معناه ماذا؟ هذا الهاجس معناه أن صورة مرت في ذهني هكذا، هاجس المصحف جاء أمامي ومر هكذا، وفي الخاطر ماذا؟ الخاطر قال لك الخاطر أن المصحف يقف هكذا، ما هذا؟ لا أنا في مصحف هنا في ماذا؟ خاطر خطر في بالي.
المصحف وفي حديث النفس مع الله يعني يريدني أن أقرأ المصحف، طيب أنا سأقرؤه الآن، لا ليس الآن، في آخر النهار أو أول النهار أحدث نفسي وفيه هم أنا أريد أن أقرأه فيصبح قليلا أكثر قليلا هكذا وفيه نية أنا نويت أن أقرأ، النية عزم مؤكد إذن فتصبح الدرجات كم؟ الذي هو يريد ولكن لا يعزم مراتب القصد خمس هاجس ذكر فخاطر فحديث النفس فاستمع يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقع والذي لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته