سورة النساء | حـ 767 | 120 - 121| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يتحدث عن الشيطان وأتباعه في قوله تعالى "يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا" فيقول واصفا لهؤلاء جميعا للشيطان ولمن وعدهم فصدقوا وعده ولمن مناهم فاتبعوا أمنيته وإن اكتشفوا في الحياة الدنيا قبل الوفاة أو اكتشفوا يوم القيامة غرور ما وعد به الشيطان ومن أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا يبقى إذا الشيطان وأتباعه في
النار والنار خلقها الله سبحانه وتعالى وجعلها في الآخرة تظهر في الآخرة وأهل السنة والجماعة على أن النار مخلوقة الآن ونحن نتكلم هكذا هي موجودة الآن بعون الله تعالى وأمره وخلقه أم ستوجد يوم القيامة خلاف بين مفكري المسلمين لكن أهل السنة والجماعة من الأشاعرة يرون بأدلة كثيرة مستفيضة أن الجنة وأن النار موجودتان الآن ونحن نتكلم هكذا ومن الأدلة التي استدلوا بها حديث الإسراء والمعراج وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء رأى النار ورأى أهوالها ورأى من فيها، ثم جاءنا يحذر من ذلك، وأن
النبي صلى الله عليه وسلم أيضا رأى الجنة وظهر له منها ما أخبرنا عنه أو عن بعضه صلى الله عليه وسلم، والأدلة كثيرة في هذا لكن هذا ليس هناك اتفاق بين كل المسلمين على أن النار والجنة مخلوقتان الآن هناك محل خلاف يعني لو كان شخص متعب في عقله وغير قادر يعني على أن يستوعب أن النار والجنة غير موجودتين يقول والله هذا مذهب أهل السنة هذا الراجح هذا الأكثر دليلا لكن يعني ما دام عقلك هكذا وستسلم أم أنك مسلم ولكن بشرط ألا تكون الجنة والنار موجودتين الآن، حسنا فلتكونا غير موجودتين الآن، ولكن في الحقيقة هما موجودتان، أي بيني وبينك، أي أن هذه من المسائل التي
لا نقف عندها كثيرا، ولكن إذا كنا سنحقق بطريقة علمية، لا، هي موجودة، النار موجودة والجنة موجودة كذلك هي النار هل ستفنى أم النار لن تفنى جماهير أهل السنة والجماعة وجماهير المسلمين على أن النار خالدة فيها خالدة أبدا وأن الجنة خالدة أبدا فجأة واحد قال والله أنا لست أريد أن أسلم لماذا كفى الله الشرع قال والله أنتم تقولون أن النار كذلك التي سيدخلها لن يخرج أبدا هكذا وستخلد فيها، فقال له أحدهم: لكن هذا في رأيي أن النار ستفنى، فقال له: نعم هذا الرأي جميل، فقال له: إذن لماذا لا تسلم وتأخذ بهذا الرأي؟ إذن الدين واسع أوسع منا، أما حكاية أنها تفنى أم لا تفنى فسنرى يوم القيامة ما سيحدث
يوم القيامة سنرى هل ستفنى أم لا تفنى، نحن نعتقد كذلك في عقولنا أنها لن تفنى وأننا خالدون فيها أبدا، الذي عكس ذلك هذه النقطة كثيرا يقول لك هذا ربنا رحيم فكيف ستبقى على هذا الحال دائما، نعم يوم القيامة ستشاهد أن ربنا رحيم فعلا وأن ربنا سبحانه وتعالى يحبنا وتعالى بدأ رسالته بسم الله الرحمن الرحيم، فالجواب هكذا ما هو من بدايته هكذا شيء جميل يعني أنا أحبك، فإذا كانت القضية لا نريد ما يختلف فيه بين المسلمين أن يقع أو حجابا بين الخلق والخالق، فالأمر الذي مختلف فيه اتركوه، والأمر المتفق عليه لنتمسك به، أحيانا الإنسان لا يعرف الخلاف يصمم على ما يعرف هذه
القضية، لكن عقيدتنا أن الجنة باقية وأن النار باقية وأنهما موجودتان الآن ومن الآن وهكذا، أولئك مأواهم مصيرهم أي نهايتهم سائرون في طريق نهايته المأوى الذي سيسكنون فيه جهنم ولا يجدون عنها محيصا، طريق اتجاه واحد ليس فيه مفر لا بد من ذلك المفر لا بد يعني لا مفر لا بد ما ليس لا محيص إذا لا يستطيع أحدهم يوم القيامة أن تكون له إرادة مستقلة عن إرادة الله سبحانه وتعالى أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها
محيصا ولا يجدون طريقا آخر يسيرون فيه وهذا فيه قهر شديد للإنسان أن يرغم على شيء هو يكرهه ما يراه من جهنم ويرى اشتعالها وحرارتها وبلاياها لكن ستذهب هكذا فماذا وهذا يدفع الناس إلى ماذا يدفعهم إلى أن يرجعوا بسرعة هنا لأن معك الاختيار وتستطيع وقد هداك الله النجدين أن تؤمن وترجع كان أحد الأشخاص ممن التقينا به كان ملحدا ثم إنه جالس يدرس الأديان فلما جاء إلى الإسلام قرأ القرآن بلغته
أي معنى القرآن كما يراه وبعد ذلك قال إن هذا القرآن يبدو أنه عنيف جدا عنيف يتحدث عن النار وعن العذاب والمهين والأليم والعزيز وما إلى ذلك وعن أن الذين يأتون لقتالنا نقاتلهم بخلاف أديان أخرى تقول لنا اتركوا الأمر لله يستعمر بلدك فاتركها له، والذي يأتي ليضربك على خدك امض حتى لا يضربك مرة أخرى واتركها هكذا مستورة، لكن هذا لا، ففي هذا شيء أنا لست راضيا عنه. يذكر له أنه نام فجاءه في المنام وهو نائم خاطر يتعلق بما اكتشفه
أهل الطب القديم من التوازن في جسم الإنسان. أي أن جسم الإنسان متوازن في السالب والموجب، وإذا كان في توازن فإنه يسير في صحته، وإن لم يكن في توازن فإن هناك مرضا، إما بالزيادة وإما بالنقصان. علم الطب يعيد التوازن الخاص بالجسم. خطر في باله هذا المعنى، فقال لعل الله جعل في القرآن ما يدل على شدة قصده. التوازن فذهب قائما يقرأ القرآن مرة أخرى فأول ما فتح وجد ماذا بسم الله الرحمن الرحيم ما هذا يقول لي بسم الله الرحمن الرحيم وجلس يقرأ بهذه الفكرة فكرة الكون المتوازن والكتاب المتوازن الذي
يقع فيه الأمر بين الترغيب والترهيب كما يقع الأمر في الكون بين الإيجاب والسلب فأسلم وحسن إسلامه وتمكن فيه جدا حتى صار من فقهائه، فالحمد لله رب العالمين. فتدبروا القرآن على أنه هو الكتاب المكافئ لهذا الكون، إلا أنه من عالم الوحي من عالم الأمر، وهذا الكون من عالم الخلق من عالم الوجود كما أراده الله سبحانه وتعالى، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته