سورة النساء | حـ 768 | 122 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 768 | 122 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى وهو يصف حال المؤمنين ويؤكد لهم منهجه منهج رب العالمين ابتداء وانتهاء: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا لا أحد أصدق من الله قيلا والذين آمنوا وعملوا الصالحات هي في مقابل هذه الفئة التي تكلم عنها في الآية السابقة
أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا إذن هناك طائفتان: طائفة تتبع الشيطان وطائفة تتبع الرحمن، حزب الشيطان وحزب الرحمن. الذين اتبعوا الرحمن قاوموا أربعة أشياء، قاوموا هواهم وقاوموا شهوتهم وقاوموا الدنيا وقاوموا الشيطان. إذن فالنفس والدنيا والشيطان والهوى هذه هي أعداؤك الأربعة. والفرق بين
الدعوة التي يدعو إليها الشيطان والدعوة التي تدعو إليها النفس أن الشيطان مرة واحدة لأنه خناس يلقي في بالك كذلك شيئا ويأخذ نفسه وينصرف فلو رأيت نفسك يحدثك بالمعصية ثم بعد ذلك انصرف عنك هذا الخاطر فهذا من الشيطان ألقاه ثم لما لم تستجب له أخذ نفسه وانصرف أما أنك كنت تتوضأ وإما أنك كنت تردد الأذان وراء المؤذن وإما أنك إنك كنت تصلي على النبي وإما إنك أنت سبحان الله كنت تعني قمت فصليت لك ركعتين وإما إنك أنت تعني انشغلت بأمور عمارة الدنيا فنسيت المعصية وبعد ذلك وجدتها لم ترجع مرة أخرى
والله هذا أنا كنت أفكر أن أفعل المصيبة الفلانية فماذا يعني الآن لست أريد نعم لأن هذا من الشيطان أما الذي هو من النفس فهو يعود عليك مرة أخرى لأن نفسك بين جنبيك ستذهب منها إلى أين ففي كل حين إن النفس لأمارة بالسوء أمارة على وزن فعالة وهذا يعني صيغة مبالغة يعني تأمر المرة تلو المرة والمرة بعد المرة فإذن النفس تأمر وتستمر في الأمر بالمنكر هذا هو بالسوء ولكن الشيطان مسكين يعمل مرة واحدة ويهرب، فتبقى نفسك أشد عليك من الشيطان وهذا من رحمة ربنا أن الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا، وإنما كنت أنت الذي تراقب نفسك والذين
آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كان مشايخنا ونحن نقرأ عليهم القرآن يخبرك عن وقف يسمى الوقف القبيح الذي يغير المعنى فتجد مثلا أحدهم يقول لك سندخلهم جنات تجري لا، فالجنات لا تجري، الجنات لا، إنك لو وقفت عند تجري فإن الجنات تجري، والجنات لا تجري، إنما تجري من تحتها الأنهار، هي التي تجري فاعلم أنه عندما هذا الوقف يعني ماذا يسمونه؟ إنه الوقف القبيح يعني وقف غير طيب وكانوا قديما يضعون علامة في المصحف هكذا، فما يعني وقف طيب؟ فهذه اختصار لماذا؟ تجدها في المصاحف العثمانية القديمة ولكن الذي يضاد الطيب ما هو؟ القبيح.
سندخلهم جنات تجري، فهل الجنات تجري؟ الأنهار التي في الجنة وما إلى ذلك، هذه جنة مستقرة، ولذلك لا يستحسن أبدا أن تقف عند شيء يغير المعنى، بل يجب أن تصل إلى ما بعده. قالوا: إلا إذا كان بسبب انقطاع النفس، فنفسك انتهى ولم تعد قادرا، فماذا نفعل؟ لا بأس، وتأتي بها مرة أخرى، أي "والذين آمنوا والذين عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري انتهى انتهيت لا يوجد تجري إذن سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار حتى يكون تجري مسندا إلى الأنهار وليس مسندا إلى الجنة وهكذا أبدأ في فن البدء والوقف
والابتداء متى تبدأ ومتى تقف يجب أن تراعي المعنى فالوقف والابتداء ليس موروثا عن سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم وإنما هو من رأي القارئين من أهل الله وأهل القرآن للقرآن والمفسرين هم الذين قالوا لنا تقف هنا أفضل ومن هنا جاءت قضية الوقف والابتداء سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار حسنا يعني أنت هذه فيها جزءان الجزء الأول أن الجنة عالية لأن هذه تحت إذن أنت على تلة مرتفعة وترى الآية الأنهار تجري من تحتها، إذن أنت إذن الجنة هذه على شيء عال هكذا. هو عندما تأتي لتتأمل في الكون
تجد أحسن الأماكن السكنية ما كانت على تلة عالية، الهواء إذن والشمس وأنها تكون نقية وأنها يكون كذلك فيها فسحة أمامك ومن تحتها الأنهار جميعا لم يقل نهر واحد لأنها أربعة أنهار من لبن وخمر وعسل مصفى ومياه وعد الله حقا فلا تتردد فيه لأن هذا هو الذي سيتحكم في سلوكك ويجعلك تؤمن بالله حق الإيمان ومن أصدق من الله قيلا لا يوجد أحد لا أحد والله سبحانه وتعالى أمر بالصدق ونهى عن الكذب وفي حلقة أخرى نتحدث عن الصدق والكذب باعتبارهما صفة من الصفات التي أسندها الله سبحانه وتعالى إلى نفسه فإلى لقاء
آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته