سورة النساء | حـ 776 | 126 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 776 | 126 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم نلقاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا" فهذه آية جامعة تبين الحقيقة الإيمانية أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق وهو الذي يرزق وبيده الإحياء والإماتة وأن كل شيء إنما هو بأمره وتحت سلطانه، لا يكون في كونه إلا ما أراد ولا يكون شيء في كونه من غير مراده سبحانه. وهذه
الحقيقة الإيمانية لها أيضا تعلق بالمجتمع الرباني ولها تعلق بقاعدة يسير عليها. هذا الاجتماع البشري فلا بد للاجتماع البشري أن يصدق أن الله سبحانه وتعالى يملك والملكية هنا تقتضي مطلق التصرف فلا يتألى على الله أحد في كونه فعال لما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون أي هذا كله في اللام الخاصة بالملكية هذه ولله لله يعني ماذا يقول لك هذه لام الملك يعني ما
هي لام الملك يعني يملك الله يملك ما في السماوات وما في الأرض ولله اللام قد تكون للاختصاص عندما تنسب للجماد فتقول رجل للكرسي اللام هنا ما هي للاختصاص يعني رجل مختصة بالكرسي رجل للفرس فتكون الرجل هذه خاصة بالفرس وليست خاصة هذا الشيء هذا الرجل صاحب الكرسي وليس صاحب المكتب يسمونها ماذا لام الاختصاص ما الفرق بين لام الاختصاص ولام الملك لام الملك تسند الأمر لمن يصلح للملك بأن يكون مثلا عاقلا مثل الإنسان أو أن يكون عالما مثل الله سبحانه وتعالى ولذلك
اللام الخاصة بالملك يكون صاحبها قابلا للملكية الكرسي هذا ملك وليس مالك، فنحن نتصرف فيه ننقله من هنا ونضعه هناك، لا يعرف كيف يتصرف في نفسه، ولكن من هو المالك؟ من له الملك؟ والله سبحانه وتعالى له الملك وله الملك، فله الملك فهو يملك ما في السماوات وما في الأرض ابتداء وانتهاء، وله الملك فله أن يتصرف يعمل في هذا كله من غير أن يسأل لأنه يتصرف في ملكه أو في ملكه هي ولله يبقى إذا لا بد علينا جميعا مسلمين وغير مسلمين أن نصدق أن هذا الكون إنما هو لله أو هذه ستفرق ماذا
هذه ستفرق كثيرا ستفرق كثيرا في الاقتصاد أنك ترى أن المال ملك الله وليس ملكك، ستؤثر كثيرا في الاجتماع، ستؤثر كثيرا في القانون أن ترى أنك لا يمكن أن تخرج عن حكم الله، فهو رسول ملك السماوات والأرض، كيف ستخرج عن ملكه؟ ستؤثر كثيرا في النفس أن ترضى بقضاء الله وقدره، فلا تنهر عندما تصيبك المصيبة، بل لا بد عليك. أن تكمل على مراد الله وعلى أمر الله وعلى حكم الله، هذا معناه أن هناك رضا وتسليم وتوكل وهذا كله من العقيدة، ولله ما أنت تقف عند كل حرف ولله ما في السماوات وما في الأرض، قال لك ما هنا إلا للعاقل، قال أبدا ما تستعمل للعاقل
أيضا في ثلاثة مواضع قال هكذا أهل اللغة، ثلاثة مواضع تنتبه إليها. قال لك ما الموضع الأول؟ قال عند عدم العلم، فلو رأيت شيئا متحركا يأتي من بعيد، ما هذا الشيء؟ لست تراه، خيال هكذا، شبح، ظل يعني يمشي هكذا، قم فقل "ما هذا؟" لا تقل "من هذا؟" لا. هي من للعقلاء وما لغير العاقل، فمتى تستعمل ما للعاقل؟ رقم واحد عند عدم العلم والاشتباه يعني أننا لا نعرف أن هذا البعيد عاقل
أم غير عاقل، فماذا نقول؟ ما هذا، هذه واحدة. وعند الاختلاط عندما يكون هناك عقلاء وغير عقلاء نستعمل ما أيضا خاصة للتغليب، يعني نفترض أن في رخام الأعمدة وفي الخشب مثل السقف وهكذا والكرسي وفي السجاد وفي هذه الأشياء أكثر من البشر الأشياء التي هي الكونية هذه أكثر من البشر وهذه غير عاقلة والبشر موجودون أم نقول أم لا نقول إلا آدم في اختلاط فيجوز أن تقول ما هذه نمرة اثنان يبقى الأولى الاشتباه والثانية
الاختلاط حسنا الثالثة فقد قال الثالثة عندما تريد أن تعظم شيئا يعني هو أنت تريد أن تتحدث عن واحد لكن تريد أن تعظمه كثيرا فلا تقول من أنت من هذا لا تقول له ما هذا يعني ما هنا جاءت لماذا مثل للتعظيم هكذا طيب لا تصلح لدي والدي، والله سبحانه وتعالى يقول لك: إنني أملك كل شيء دقيق أو جليل في هذا الكون، وأنا أملك كل شيء
عاقل أو غير عاقل، وأنا أملك كل شيء عرفته أو لم تعرفه، فما هو مكانها الصحيح هنا؟ هو كذلك، ولله ما في السماوات وما في الأرض إذا لا بد علينا أن نؤمن بهذا وكان الله بكل شيء محيط ومسيطر ومهيمن وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته