سورة النساء | حـ 781 | 127 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه: ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ويفتيكم الله أيضا في المستضعفين من الولدان المستضعفين من الولدان قد
يطلق على الأيتام فكما حكم الله بالعدل للنساء يحكم أيضا للطفولة وأن هؤلاء الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم ينبغي علينا أن نعاملهم معاملة خاصة وأن نعطيهم حقوقهم وفوق حقوقهم ولذلك حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على رعاية اليتم وأن نكون جميعا آباء لليتيم وأمهات لليتيم، التربية بما فيها من عطف وحب، بما فيها من علم وتدريب، بما فيها من رعاية وعناية. لا نريد أن يخرج اليتيم
مدللا ولا أن يخرج من غير تربية لأننا نسيناه، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر تكليفا وتشريفا في آن واحد فقال أنا سيد الخلق وكافل اليتيم كهاتين في الجنة أنا وكافل اليتيم كهاتين ما معنى بجانب بعضهما البعض يعني سيدنا رسول الله في الفردوس الأعلى بجانبه هكذا القطعة التي بجانبه تخص كافل اليتيم هل يمكن أن يصح أم أن سيدنا في الفردوس الأعلى فهو أيضا في الفردوس
يجوز إذن فماذا يعني إذن هذا الذي جعل حياته كلها كفالة للأيتام هذا ينبغي أن يتقدم هذا ينبغي أن يكون رتبة ومكانة يأخذ قطعة سقف هكذا في الفردوس الأعلى إذن وهي الجنة كم سنة سنقعد فيها كم سنة لا بل خالدون فيها أبدا ما هذا يعني هل ستصبر لك الخمسة أنت ستقضيها من هنا خمسة عشر عاما قبل البلوغ وخمسة عشر عاما بعد الخمسة والسبعين ما لم تكن واعيا بنفسك فتصبح عندك مائة وخمس سنوات هذا ما ستقضيه في الدنيا اطرح منها الثلاثين فيبقى خمسة وسبعون عاما فأنت قاعد في الدنيا خمس سنوات أما لا تعرف
أن تصبر خمسة وسبعين ألا تعرف أن تجعل دينك هو اليتيم هذا والمستضعفين من الولدان وهذه تشير إلى ماذا إلى التساوي مساواة في التكليف بين الخلق وافعلوا الخير لعلكم تفلحون الخير لمن إذن للنساء أم للرجال للاثنين للصغار أم للكبار للاثنين الغرض ما هو فعل الخير والمستضعفين من الولدان عطفها على النساء ضعيفة بموجب الخلقة هكذا، فكل واحد خلقه الله مثل الذي هو طويل هكذا، وخلق المرأة رقيقة، فيتسلط عليها ما دام الدين غائب، وما دمنا لا نذكر الله، فهذا الجسد القوي يضرب هذا الرقيق ويؤذيه
ويجره من شعرها، فلماذا لا يفعل هذا مع الولد؟ ولذلك ذكر النساء إياكم أن تظلموه ولا تفتروا عليها والأولاد إياك أن تأكل أموالها وحرم الله علينا أكل مال اليتيم وجعله نارا فإذا والمستضعفين من الأولاد طيب لن أظلمه لن آخذ منه حقه قال لا ما يكفي هذا أنت يجب أن تشغله تبذل من عندك ومن جهدك ومن مالك ومثل ما يكون ابنك لليتامى بالقسط
يعني وأن تقوموا لليتامى بالقسط غير قضية رعاية أو حقوق المستضعفين من الأولاد مستضعفين الأولاد هذا تعطيه حقه وزيادة والزيادة هذه تتم من جهدك بالقسط وما تفعلوا من خير قليل أو كثير فإن الله كان به عليما يعني ما هو خير يعني أعمل ماذا يعني هناك قال لك في وجه أخيك صدقة وهنا قال من وضع يده على رأس يتيم فهذا عمل فيه كذلك فإن الولد يشعر بالحنان بالأمان فله بكل شعرة مما وضع يده عليه حسنة الله أضع يدي
على اليتيم هكذا فقط وآتي إليه زكي يا أبي فيكون لي بكل شعرة منه حسنة أما الأصل إن فضله كبير جدا وواسع، فماذا لو وضعت يدي هكذا وأخذت هكذا، فماذا يحدث لو ربيته وماذا يحدث لو كفلته واحتضنته، ستحدث أشياء كثيرة جدا في نفسك أنت قبل أي شيء آخر، ستشعر أنك إنسان، ستشعر أنك عبد رباني، ستشعر أنك تقدم خيرا ولذلك و مهما فعلت من خير ووصل الحال إلى أن تضع يدك على رأسك، فإن الله كان عليما بذلك الخير وإن قل، وهذا الخير يزداد كلما أخلصت نيتك، كلما وجهتها وجعلتها لله رب العالمين، وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.