سورة النساء | حـ 782 | 128 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 782 | 128 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن إن الله كان بما تعملون خبيرا، هنا امرأة خافت من زوجها انحرافا وهو المعبر عنه بالنشوز، ونشز أي
خرج والخروج هنا في القرآن معناه الخروج عن السواء، عن سواء السبيل والصراط المستقيم، فالنشوز قد يكون في صورة معصية بأن تراه قد فرط في الصلاة أو تراه يرتكب المعاصي أو تراه رفع الكلفة بينه وبين الأجنبيات أو تراه أنه يفرط في تربية أولاده أدى إلى النشوز، يجب أن يكون مجتمعا على مخالفة تستطيع أمام الشرع وأمام الناس أن تقول إن الزوج يرتكب حراما،
طيب ارتكاب الحرام مقابل النصيحة والستر، عملت سترت عليه ونصحته يا أخانا هكذا لا يصح هذا حتى يبارك الله لنا، أعمل كذا وكذا، ما فيه فائدة، فخافت النشوز، يبقى النشوز ليس نفس المعصية، النشوز هو الاستمرار على المعصية وليس ارتكاب معصية، لا، كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، أعطه النصيحة، طيب وأنا هل سأجد أحسن من زوجتي؟ أين التي تنصحني؟ الزوجة هذه تعرف كل شيء لأنها مستمر، فإذا حصل ضعف ورأت الضعف هذا فلتنصح ولتستر،
فيكون أول أدب نعلمه للزوجة هو أنه يجب عليها أن تنصح وأن تستر، فإن من ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله يوم القيامة، ومن فرج كربة عن مؤمن في الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، وعلماء المسلمين ألفوا الكتب وسموها ما الفرق بين النصيحة والتعيير، قالوا إن هناك فرقا بين النصيحة والفضيحة، متى تكون النصيحة؟ عندما تكون في السر، عندما تكون هادئة، عندما تكون في وقتها، عندما تكون صحيحة، عندما تكون رفيقة، هذه صفات النصيحة، عندما
تكون مخلصة، ليس قصدي أن أعيرك بذنبك هذا، إنما قصدي أن ففي السر هكذا وبطريقة لطيفة وبالرفق وبالإخلاص وبالحب نقول الكلام نعطيه النصيحة طيب وألا تكون تعييرا وفضيحة عندما تكون في الجهل الله أنت ونحن رأيناك بالأمس تفعل وتقول أمام الناس الله يمكن أن يأتي أحد ويقول ماذا ويكذب نعم لا أفعل نعم ابتدأ ما هو رد الفعل هكذا هذا رفض النصيحة هذا هروب من الفضيحة فتكون أنت السبب طبعا كما قال أنا لا أفعل ذلك كان صامتا مثلا ولا شيء ما قرضه سيء ولكن فقط أنت السبب في عدم وصول النصيحة إلى هدفها وهو التغيير
فأول ما نعلم النساء والبنات أنهن يجب أن تكون هناك نصيحة بالرفق وبالستر وكذلك وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أي استمرارا على المعصية فهذه متى تخاف، عدة تكرار عمل المعصية: الأول ثابتة، الثاني نصيحته، الثالث لم يرض، الرابع استمرار. آه خافت إذن الاستمرار، إذا فالمعصية مرئية والاستمرار غير مرئي هذا مقدر، المعصية محققة والاستمرار مقدر، فمن هنا عبر عنه بالخوف لا تعرف غدا. يمكن أن يقلع عن هذا، لكنها تخاف أنه لن يقلع، هذه هي المعضلة أو
أعراضا نقلنا الملف مرة أخرى، لا يريد أن ينفق على الأولاد النفقة الكافية، يبخل، عنيف في توجهاته أو في طلباته أو كذلك إلى آخره، لا تعرف كيف تضبط هذا الكلام بالضبط هل هو حرام أم حلال، عنف متعلق بماذا، ولكن هل هذا عنف أم لا؟ فكل شيء له قيمة وتختلف وجهات النظر والثقافات والزمن ومستوى المعيشة والمستوى الثقافي للزوج والزوجة، ولذلك هنا عبر بتعبير آخر غير النشوز هذا واضح، لا يصلي، يشرب الخمر، نعم هذا واضح، أما الأخرى أو إعراضا هذا طبيعي وهذا سيصلح ما هو ليس بما لا تستطيع أن تقول عليه معصية
قد يكون معصية لكن لا تستطيع لأنها شيء تختلف فيه الأقوال إنما أنت يا أخي تعرف أيضا وتعرف أنك ماذا بدأت تكرههم أم ماذا أو إعراضا مولي وجهه الناحية الأخرى ليس من الممكن أن يكون يبتسم الناحية الأخرى في الواقع أي أنه يفعل أشياء مثيرة للغضب ولكن المرء لا يستطيع أن يمسك عليه شيئا، وهذا مؤلم أيضا، وهو مسبب لفشل الأسرة، فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا، فلا مانع من أن يجلسا لكي يصلحا الأمور وتقول له ما القضية نريد أن نعقد اتفاقا فقال لا. والله أنا لا أحب أن يقول لي أحد لا أعرف ماذا، انتهى دعنا من هذا،
حسنا فلنبقى هكذا ونتفق كبني آدم، صلحة نعقد اتفاقا ونرى نتحدث نفتح المواضيع والصلح خير، تمام الاتفاق خير وأحضرت الأنفس الشح، حكاية أنه بخل هذه حكاية طبيعية قليلا يعني لا تكبروها كثيرا لا تقولوا عليها إن النفوس أصلا مهيأة للشح فإذا غلبتموها بلطف وأن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا فهذه دعوة لمن حدثته نفسه بالشح والشح طبع فينا إلى أن يتخلى عنه وأن يحسن فالإحسان خير من الشح وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته