سورة النساء | حـ 787 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا أسس الاجتماع البشري بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين الآخرين وبيننا وبين الأكوان وبيننا وبين الرحمن وبيننا وبين كل شيء وهو يؤكد لنا في هذه الصورة مرة بعد مرة ومن كل جانب في اتصال مستمر بديع معجز الأسس التي يمكن أن نأخذها من كتاب ربنا لاجتماعنا البشري ولله ما في السماوات وما في الأرض إذا
هذه الحقيقة هي التي نبني عليها اجتماعنا فإذا ما آمنا بالله وآمنا بأنه هو الخالق وآمنا بأنه هو الرازق وآمنا بأن الخير كله بيده وآمنا بأنه محيي وأنه مميت وآمنا بأنه يجب علينا من أجل ذلك وقد ملك ما في السماوات وما في الأرض أن نلتزم كلامه وأن نسير على شريعته هذا يمثل الرؤية العامة لبني البشر من أجل إنجاح الاجتماع البشري فإذا خلا المجتمع من الإيمان بالله وخلا المجتمع من الإقرار بوحدانية ذلك
الخالق وأنه سبحانه وتعالى هو المتصرف في هذه الأكوان فقد خلا من المثل العليا، ولذلك فإن أعتى الملحدين في العالم لم ينقضوا هذه الحقيقة وتراهم جميعا يبتعدون عنها إذا أرادوا عدم التحدث فيها، لا أن يجاهروا أو أن يجعلوا مخالفتها عماد الاجتماع البشري. يؤمنون بحرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومع هذا فهم يؤمنون بالمثل العليا. الدولار الأمريكي مكتوب عليه
"إن جود وي تراست" نحن نؤمن بالله، أي أسس المثل العليا الأمريكية التي أقرت بعد ذلك أن يعبد كل واحد منا ما شاء حتى إذا لم يعبد، إنما المثل العليا الضابطة نحن نؤمن بالله والترجمة الأولى توكلنا على الله إن جاد وي تراست يعني نحن نثق ونعتمد على ونؤمن به يعني توكلنا على الله يعني نستطيع أن نقول هكذا أنه مكتوب على الدولار توكلنا على الله طيب لماذا لا يسكتون لماذا لا يكتبون لا
هذه موسى العليا لا يجتمع البشر وهكذا كان الحال في كل مكان، عتاة الشيوعيين ما فعلوا إلا أن ضيقوا على المتدينين، لم يستطيعوا أن يقضوا عليهم، لم يستطيعوا أن ينهوهم، وإنما نحوهم، وإنما يقضوا عليهم لا يستطيعون، لأن الاجتماع البشري بخلاف ذلك، ولله ما في السماوات وما في الأرض، كلام يجب أن نتفق عليه جميعا، فإذا يرده فهو قد خرج عن النظام العام والآداب وخان نفسه ووطنه لأنه يريد تقويض مجتمع البشر ما
هو في حاجة تسمى الفوضى والعبث وهي جريمة الفوضوية والعبثية وكذلك ما من نظام في الدنيا على وجه الأرض الآن أجاز لإنسان أن يتزوج من أمه أو ابنته فإذا جاء رجل وقال لا أنا أريد أن أتزوج أمي أو أتزوج ابنتي، أي قم، ما دامت هناك الحرية، نعم، هذا أنت تقوض نظام البشر ونظام المجتمع البشري، ولذلك مفهوم الحرية عند بعض الذين لم يفهموها فتشوهت في أذهانهم وأرادوا أن يشوهوها علينا في دعوتهم هو مفهوم التفلت، نسأل مرة أحد الأمريكيين: ما معنى الليبرالية؟ الليبرالية التي هي خاصتنا التي
لدينا في بلادنا نحن نفهمها ولكن الليبرالية التي يعيشها بعضهم نحن لا نفهمها لا نفهم ما معنى هذه الليبرالية هذه الحرية الخاصة بالذي يتحدث عنها لا نفهمها إنما نحن نفهمها لدينا فالحرية لا تعني الانفلات هذه الحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة والله ما في السماوات وما في الأرض يعني له ملك ما في السماوات وما في الأرض مختص به ومالك له فنجد هنا ماذا للملك إذن الفرق بين الحرية والتفلت كبير ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ما هذا ما علاقة هذا بأنه لله ما هو
يتحدث عن الاجتماع البشري ونحن هنا في هذا المجتمع في إياكم الذين آمنوا بالكتاب وفي الذين لم يؤمنوا بالكتاب لكن خاطبهم الله بكتاب فيقول ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم يعني أنتم وغيركم الذين هم الآن في الأدبيات يقولون ماذا أنت والآخر حسنا هذا الآخر وأنا حتى نجتمع لا بد أن نشترك في مساحة معينة ما الذي نشترك فيه ولله ما في السماوات وما في الأرض أن اتقوا الله هذا هو المشترك إن نحن في إيمان بالله
وفي التزام بحدوده وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله