سورة النساء | حـ 788 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 788 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د.  علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول الله سبحانه وتعالى: ولله ما في السماوات وما في الأرض، ولقد وصينا. والوصايا: أوصى الله إبراهيم، وأوصى الله موسى، وأوصى الله عيسى، وأوصى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وبلغ كل نبي قومه وإلى يومنا هذا بما أوصاه الله به وفي وصايا موسى وفي وصايا الجبل عند سيدنا عيسى وفي وصايا جمعت في كتب وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا الأنبياء بحفظ النفس
وبحفظ العقل وبحفظ الدين وبحفظ كرامة الإنسان وبحفظ ماله وهي التي استنبطها العلماء وجعلوها مقصد الشرائع كلها واستنبطها العلماء وسموها المقاصد العليا التي ما جاء شرع من عند الله إلا وحفظها، وصايا لا تقتل لا تسرق لا تزن لا وهكذا، ولو أن هذه الوصايا التزم بها لما أرسل الله الرسل بعد ذلك، يعني لو كانت وصايا سيدنا موسى قد التزم بها ما كان الله قد بعث بعدها الأنبياء إلا لما لم يلتزموا بها فأرسل الأنبياء مذكرين ومبشرين ومنذرين
وهادين ومبلغين إلى أن ختموا بصاحب معجزة الرسالة صلى الله عليه وسلم فختمت حال النبوة وبقيت معجزة النبوة للعالمين وأوصانا بماذا إذن ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله والتقوى لخصها سيدنا علي الإمام المبجل الولي بقوله: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. إذن الإيمان بالله تصديق بالوحي،
تحكم إيماننا باليوم الآخر في سلوكنا قاعدة مهمة حتى تهون علينا بها الدنيا. الرضا بالقليل، الإيمان بالله وبالوحي والتكليف والالتزام وباليوم الآخر نخاف ونرجو، وبالرضا بالقليل. هذه هي التقوى أن اتقوا الله، فإذا فقد المجتمع الإيمان بالله أو فقد المجتمع الإيمان باليوم الآخر انفلت الحال، وإذا دخل المجتمع في دور الرفاهية المؤذنة
بالإسراف، ما هو في رفاهية معقولة وفي رفاهية مؤذنة بالإسراف، دخل في دور الانحطاط والحضارات بادت وذهبت من الإسراف، عاد يحكي عنه أنه يريد يا بني ذهب إلى قصر فأحضر ذهبا قال ثلاثمائة كيلو في ثلاثمائة كيلو وصنع قاعدة هكذا، ما هذا؟ يقوم الناس فيقولون لك هذه خرافات، لكن الله يقول إنهم كانوا أظلم وأطغى، لقد كانوا يصنعون أشياء عجيبة، وإن صح كما يخبرنا الأثريون بأن الهرم هذا عبارة عن مقبرة وهم يخبروننا بأنه كان
مغطى بالملاط الأحمر تحت طبقة من الملاط، أي تخيل أن الهرم كان مغطى بالرخام المرمر الأحمر فتنعكس عليه الشمس فيضيء هكذا من بعيد، فما هذا؟ ما هذا؟ هذا على حاله من الحجر ويثير الفتنة في العالم والانبهار، فما هذا؟ هذه الحاجة مقبرة، فكيف كان الحال إذن؟ القصر كيف يبدو إذا كانت هذه هي المقبرة فإذا كان الإسراف قد أباد أمما وأباد الحضارة الرومانية فإن الرفاهية لا ينبغي أن تصل إلى مرحلة الإسراف
هذا الإسراف مما يتكون من الكفر بالله أول شيء وآخر شيء من عدم الرضا بالقليل نعم فعندما يقول إنهم كانوا أظلم وأطغى فعلا وعندما يحاسب الله سبحانه وتعالى الخلق يوم القيامة ويتحدث عن هذا المعنى معهم فيما قالوا كنا مستضعفين في الأرض قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها أي أن هذا كذب أنهم مستضعفون في الأرض إذ إن حال الإسراف حال غير
مرضي ويضر بالمجتمعات ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من أن اتقوا الله إيمان بالله عمل بالتكليف رضا بالقليل استعداد ليوم الرحيل وأن تكفروا بالله والكفر نعمة منه أي بالنعمة والكفر نعمة منه أي بالعشير طيب وتكفروا هنا أي ما هو ما لم يقل قالوا وأن تكفروا يبقى الثلاثة فإن الله فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان غنيا حميدا نعم ستكفرون ستؤمنون هذه حقيقة وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته