سورة النساء | حـ 790 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "ولله ما في السماوات وما في الأرض"، وهذا يعني أنه يجب علينا أن نؤمن بالله ويجب علينا أن نعبده وأن نطيعه ويجب علينا أن نسير في هذه الحياة الدنيا وفقا لمراده سبحانه وتعالى، برنامج الحياة يمكن أن يتشكل بأي طريقة، ولقد رأينا الذين آمنوا واتبعوا كلام الله والذين لم
يؤمنوا واتبع كل واحد منهم هواه. في الواقع نجاح الدنيا لا يرتبط بهذا، إنما نجاح الحياة هو الذي يرتبط بهذا، أي الكافر الذي يعمل البرنامج لنفسه وليس له علاقة بأي شيء آخر، هذا الكافر سينجح أيضا سينجح، لكن سيأتي يوم القيامة فسيكون له وضع آخر، ليس في الدنيا، في الدنيا سينجح وسيتمكن وكل شيء، لكن ليس في الحياة لم ينجح في الحياة، منها حياة دنيا مزرعة واختبار، ومنها حياة آخرة حساب عقاب أو وضع البرنامج قال
والله أنا لا علاقة لي بهذه الحكاية نحن سنعمل شيئا يقرر للمجتمع كيف يسير والزنا لا يوجد مانع منه عند هذا البرنامج أما عندنا نحن فإنه كان فاحشة وساء سبيلا الله جعله كذلك هو قال لا هذا فيه شيء من المتعة أو شيء من كذا لأن أنا قلت إن الزنا حرام فقلت إن النظر حرام لأن قلت إن النظر حرام فقلت يا إخواني الرجل عورته من الموضع الفلاني من السرة إلى الركبة والمرأة كل جسدها إلا وجهها وكفيها هو يقول لا ما ثمة عورة ولا شيء نمشي هكذا ما ثمة مانع لكن دون أن نكون في الشارع عراة في
حمامات السباحة، نمشي عراة في نوادي العراة، لكن في الشارع ما زلنا حتى اليوم مترددين. يقول لك فلماذا الشارع؟ إن الهيبيين قالوا له هكذا، قالوا له لماذا الشارع ألا نمشي أيضا في الشارع؟ إن لكل واحد برنامجه، البرنامج الإلهي وضعه من البداية هكذا. ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ويقول ما اختلى رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ويقول إن الزنا حرام ويقول إن العين تزني وإن اليد تزني وإن الرجل تزني ويصدق كل ذلك الفرج والأحاديث كثيرة والآيات كثيرة أنتم تعرفونها والآخر يقول لا ولا شيء ما هو كل واحد مرافقة واحدة وعندما يريد أن يتركها وهي تتركه
وتنتقل هكذا وشيء في أمانة الله لا يوجد شيء وواحد يقول لي ما هذا قلت له هذا برنامج وهذا برنامج فتكون القضية ليست قضية البحث في البرامج وواحد يقول لي يا الله الزنا هذا حرام لماذا يعني أنا لا أفهم ما لدينا وماش قلت له أن يمشي نعم ولكن ما هذا ليس منهج الله، أليس هو منهج الله هكذا سيترتب عليه ماذا إذن بعد مائتي سنة من انهيارات المجتمعات أو عدم انهيارها، من سعادة الإنسان أو من شقائه، من تسلط الإنسان على الإنسان والدم الذي نراه في العراق وفي أفغانستان وفي في مكان ما لا نعرف ما
الذي يحدث، ولكن الأولى أن منهج الله هكذا: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة. المنهج الثاني يقول: لا، نضرب البشر أبدا، نقتلهم فقط ولا نضربهم لأن المائة جلدة مؤلمة، وإنما نذبحه ونعذبه فنغليه، أتدرك ذلك؟ في الدرج منهج برنامج كذلك ولكن ليس من عند الله، فما الذي من عند الله إذن؟ يكتب لك صورة المنهج الرباني وطبعا نحن نتحدث الآن عن السرقة، لماذا السرقة حرام؟ في الرشوة لماذا الرشوة حرام؟ وهكذا، أحيانا يوافقني أيضا وأحيانا يخالفني، هذا منهج
من صنع العقل وهذا منهج آت من ربنا، ما ملامح المنهج الخاص بي؟ أن اتقوا الله، فسنصدق والتصديق هذا هو الذي سيبنى عليه تقوى الله، لأننا لا نستطيع أن نتقي الله إلا إذا صدقنا به، فأول شيء نصدق بالله، ما دليل التصديق بالله؟ أنه صاحب هذه السماوات وهذه الأراضين، هو صاحبها هو مالكها ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد أوصينا بالوصية التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى لآدم لكي يقولها لأولاده وأولاده
يقولونها لأولادهم وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ينسى الإنسان فيبعث ربنا الرسل لكي تذكر بالوصية الأساسية فبعث سيدنا إبراهيم وسيدنا إبراهيم أوصى سيدنا ابنه إسحاق وإسماعيل وإسحاق أوصى يعقوب، وهكذا ومنهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص، فربنا سبحانه وتعالى يذكر فذكر أن الذكرى تنفع المؤمنين حتى جاء القرآن الكريم مهيمنا على ما سبق ومعجزة للرسالة عندما يتلى، فلم نعد محتاجين إلى رسل، فبماذا نذكر؟ بالقرآن، فالتذكير
بالقرآن أصبح هو الرسول المقيم الذي هو الرسول المقيم الذي معنا دائما والذي مع كل واحد منا والذي في بعضنا حفظه في صدره هو القرآن الكريم فتكون الوصية مأخوذا بها إنها ستكون وصية مستمرة عن طريق الرسل حتى يختتموا بسيدهم صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يصبح القرآن الكريم هو الوصية الباقية والمعجزة الخالدة إلى يوم الدين لسنا محتاجين بعد لرسول، فلماذا؟ لماذا لسنا محتاجين لرسوله؟ قال لك أولا: هل النبي أرسل للعرب فقط أم أرسل للعالمين كافة؟ للعالمين كافة، إذن انتهى الأمر، إذن ولكن كل نبي كان يرسل
لقومه خاصة. ثانيا: هذه أمة توحيد أم أمة تشتت وفرقة؟ أمة توحيد، فوحدها. الله في شهر صيامها وحدها الله في الكعبة تستقبلها وحدها الله في نبيها وحفظ لها كتابها الكتاب الذي في يدي هذا واحد أم متعدد تعرفون قرآنا آخر في مطبعة أخرى مطبعة أخرى في مختصر القرآن الكريم في بعض الكتب يقول لك طبعة جديدة طبعة مزيدة ومنقحة كتابنا هذا فيه هكذا لدينا أحد، أي شيء آخر غير هذا الكتاب، أمة واحدة برسول واحد. تخيل لو أن الرسل
جاءت بعد سيدنا محمد، جاء رسول من عند الله، هذا الرسول سيصدق به ناس وسيكذب به ناس، فيكون الذين كذبوه كفارا والذين صدقوه هم المؤمنون. وبعد قليل من الوقت وقبل مرور مائة سنة فالناس الذين آمنوا بالرسول الأول انقسموا، فجزء ذهب معه وجزء كفر به، فأصبحوا كافرين بالاثنين. جاء كافر ثالث، جاء رابع، جاء خامس، جاء عاشر، فأصبحت الأمة تقل كلما مر الوقت، وقال له ربنا: هل أعطيناك الأقل أم أعطيناك الكوثر الذي هو الكثير، عندما لم
تأت أنبياء ولم تأت رسل. الأمة أصبحت واحدة اسمها الأمة الإسلامية، ثم جاء أحدهم فقالوا: والله إن لمس المرأة ينقض الوضوء، الإمام الشافعي وأبو حنيفة قالا: لا، ينقض، أمسلمون هم أم غير مسلمين؟ كلاهما مسلمان يسيران على ذلك، ثم جاء آخر فقال: من يأكل لحم الإبل فليتوضأ، الإمام أحمد، فجاء الثلاثة وقالوا له: لا، الثلاثة الشافعي ومالك وأبو حنيفة جميعهم مسلمون أم لا وسيدنا أم ليس سيدنا نقول سيدنا أحمد وسيدنا الشافعي ونحبهم أم نعم هؤلاء أئمة وأسيادنا فلو
كان هناك رسل بعد النبي كانت ستكون واقعة ماذا أي ستكون واقعة ماذا أي لأنها كانت الأمة ستأكل بعضها وتنتهي فمن أين هذا الدين عند الله ليس من حول وقوة محمد أي ما هو ليس من اختراعه كما يقول، لا هذا دين من عند الله وباق إلى يوم الدين على أمة واحدة، اتقوا الله، هذا منهج الذي أراده الله سبحانه وتعالى، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.