سورة النساء | حـ 791 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 791 | 131 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله هنا قال ولقد وصينا الذين أوتوا أهل الكتاب لو أنه اقتصر على ذلك لدخلنا فيهم، أليس كذلك؟ نحن من أهل الكتاب أيضا، أرسل الله
كتابا مع موسى وهو التوراة وأرسل كتابا مع عيسى عليه السلام وهو الإنجيل وأرسل كتابا مع محمد وأرسل كتابا مع داود وأرسل صحفا مع إبراهيم وهكذا أرسل كتبا، إذن فمن هم أهل بما فيهم المسلمون، كثير من الناس لا يفهمون هذا، فيفهمون أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى فقط، كلا، أهل الكتاب الذين يتحدث عنهم ربنا هم اليهود والنصارى بالإضافة إلى المسلمين، ويؤكد هذا المعنى كلمة "من قبلكم وإياكم"، فكلمة "من قبلكم" جزء
من أهل الكتاب و"إياكم" جزء آخر من أهل الكتاب. فإذا ربنا وهو يتحدث عن أهل الكتاب يتحدث عن أقوام أرشدهم فمن أطاعه نجا ومن عصاه خاب وضل وهذا على كل البشر فيقول لك هذا القرآن له موقف من الآخر موقف ما هذا نحن مع الآخر هذا نحن والآخر أصبحنا شيئا واحدا الذي يتقي الله يسير الذي لا يتقي الله ما لا يصح عند الله لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل فهو يتحدث عن قضايا تخصكم وإياكم فالجميع مأمور بالتقوى فإن الذي
من أهل الكتاب إذا خرج عن التقوى ننصحه بأن يلتزم دينه الذي أمره بالتقوى نقول له دينك يقول لك هكذا أفسد في الأرض دينك يقول لك هكذا تقتل الناس، دينك يقول لك هكذا تظلم الناس وهكذا، والكلام الموجه إليهم هو موجه قبل ذلك إلينا، نحن ممنوعون أن نظلم، ممنوعون أن نفسد في الأرض، ممنوعون أن نقتل بغير حق، ومن فعل ذلك منا فقد عصى الله، إذن إذا رب العالمين يخاطب البشر أجمعين، انظر إلى الكلام لا يخاطب المسلمين فقط، إذن إذا كان هذا الكتاب هدى للعالمين وهذا
الرسول أرسله الله رحمة للعالمين وليس مقصورا على فئة آمنت به، وهذا الكلام الذي قلناه من قبل في أمة الدعوة وأمة الإجابة، من هي أمة الدعوة؟ كل البشر، اعمل إحصاء في الأرض وقل لي إن عدد السكان الآن مليار ونصف دخلنا في سبعة، ماش، أمة الدعوة كم واحد في يوم؟ سبعة مليارات، والله أمة الدعوة فيها ملحد، نعم، ما هو أنا أدعوك، أمة الدعوة فيها الشرق والغرب والشمال، نعم، أمة الدعوة السبعة مليارات، أنت تريد أن تقول إن السبعة مليارات هؤلاء من أمة محمد؟ أجل، آمن به من هو من أمة محمد كفر
به من كفر، هو من أمة محمد لأن محمدا جاء للبشر يقول لك أنت يا مسلم نريد أن نعرف من أنت، أنا أخوك في الإنسانية يا أخي أنا، أنت منذ متى قال لي لكن أنا بوذي قلت له منذ متى أيضا بوذي هندوسي أنت من متى ومنذ متى هذا رسول الله قال لي في أي شيء قال لي في الدين النصيحة لم يقل لي اضربه ولا أهينه ولا أخرجه من إنسانيته ولا عذبوا ولا اقتلوا ولا هذا قال لي ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن قل
لعبادي يقولوا التي هي أحسن من أن الشيطان ينزغ بينهم، أمة الدعوة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمة الإجابة أيضا، نعم هؤلاء المسلمون الذين شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، مليار وثلث الآن مليار وثلث من كم من الستة مليارات داخلون في سبعة وآخذون أيضا في مليار من الستة مليارات مليار وثلث سبحان الله شاهدين هذه أمه محمد أمه الآية الإجابة حسنا وإن تكفروا الله هذا يخاطب أقوامنا وحده ناس آمنت
وناس كفرت اتقوا الله صدق بالكتاب وقال فعلا أنا سأتقي الله حسنا وكفر وإن تكفروا الكفر الستر والستر الحجاب والحجاب جعله بينه وبين كلمة الله لا يصدق جعل بينه وبين كلام الله أي حجاب نعمل ماذا إذن الحقيقة لن تتغير ما هي الحقائق ثابتة وحقائق الأشياء ثابتة والإيمان بها متعين كفرت الحقيقة تغيرت والله ما من شيء سيتغير لا الحقيقة الكونية ولا الحقيقة الشرعية ولا الحقيقة اللغوية يعني أناس كفروا وأناس آمنوا الفاعل سينتصب والمفعول
سيرفع والفاعل مرفوع والمفعول مرفوع والشمس تطلع من المشرق وتذهب إلى المغرب وربنا هو رب الكون آمنت ما آمنت هو رب الكون أيضا فما الذي يجعلنا في أول الآية ولله ما في السماوات وما في الأرض نقول عنها إنها حقيقة إنه كررها هذه هي حقيقة آمنوا واتقوا ما وكفرتم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض أيضا يعني آمنت هكذا كفرت هكذا ولا كفرك ولا إيمانك سيخرج الحقيقة من حقيقتها فلتصدق أو لا تصدق اصدق لأن هذه حقائق
أعلى مني والسؤال العجيب الغريب هو أنت الذي صنعت السماء لا انتهى يعني هو فقط كفى هكذا، أنت الذي خلقت السماء، أنت الذي خلقت الأرض، فلا تخجل إذن اخجل، هذا الذي قلبه منور يخجل من ربه، والذي ليس منورا سيبقى، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا سيجادل، لكن في الحقيقة القصة واضحة وسهلة جدا، أنت الذي خلقت السماوات والأرض، أنت الذي أوجدتهم لا أمل فتتكلم لماذا، ما رأيك أن تنظر إذن إلى المنهج الإلهي وترى التقوى فيه كيف، والحمد لله ربنا بين لنا هذا المنهج بالتفصيل، فإن
لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا عن العالمين، فإن الله غني عن العالمين حميد، يعني ربنا سبحانه وتعالى يحمد وهو محمود، قدم الخير فضلا من عنده وهو محمود منا عندما نؤمن ونعرف الحقيقة، لذلك عبر بصيغة فعيل التي تفيد الفاعل والمفعول معا، فعيل يعني فاعلا ومفعولا معا في هذا السياق حميد أي حامد ومحمود، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم