سورة النساء | حـ 792 | 132 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا آية وردت بعد أن ذكر هذه الحقيقة مرتين في الآية السابقة مرة في أولها ومرة في آخرها ثم كررها والتكرار يبين أمورا منها أهمية هذه الحقيقة عندما يكون هناك أمر مهم أكرره عليك وهكذا لغة العرب لغة
العرب تكرر للأهمية حتى تبين لك الأهمية تأكيد يقول لك تأكيد اللفظ الساعة يعني تعال بسرعة الآن في الساعة التي نحن فيها هذه الساعة تأكيد فالتكرار يفيد التأكيد والتأكيد للأهمية يبقى إذن هذه الحقيقة ولله ما في السماوات وما في الأرض بمعنى أن الله مالك ما في السماوات وكل شيء في السماوات وكل شيء في الأرض هو ملك الله حقيقة مهمة يجب أن نكررها لأنه سيبنى عليها تقريبا كل شيء والتكرار
يفيد أيضا ترتيب الأولويات يقول لك إن هذه الحكاية ضعها أول شيء لأنك والله ما في السماوات وما في الأرض آمنت بها انتهى فاتق الله وإياك أن تكفر والله ما في السماوات وما في الأرض فماذا بعد ذلك مرة أخرى فقد وضعتها رقم واحد انتهينا قال له نعم وكان الله غنيا حميدا والله ما السماوات وما في الأرض، أما بعد ما فصلنا غنيا حميدا، ظهرت مرة أخرى المرتبة الأولى، فبماذا تفيدني؟ ليس في لفت النظر فقط ولا في الأهمية فقط، بل
أيضا في ترتيب الأولويات، فالتكرار من فوائده ترتيب الأولويات، وللتكرار فائدة رابعة وهي أنه قد صدر من حكيم، الذي أنزل القرآن هذا كلام الله والله حكيم فالقرآن صدر منه والله حكيم إذن صدر من حكيم يدعوك إلى أن تتأمل فيها وتستخرج منها معاني مختلفة إذن ولله ما في السماوات وما في الأرض الأولى غير ولله ما في السماوات وما في الأرض الثانية غير ولله ما في السماوات وما في الأرض الثالثة
وهذا الذي دعا الله إليه بتدبر القرآن مرة الشيخ محمد راشد جلس وكان من كبار هيئة العلماء هيئة كبار العلماء يفسر حميم فقال لهم يا أولاد فسروا حميم أتريدونها في يوم أم في أسبوع أم في شهر أم في سنة فواحد من تلاميذه الصعيدي قال له ماذا ستقول يا مولانا في سنة قال له أنا أستطيع أن أفسر لسنة قال له لا دعها شهرا فجلس الشيخ محمد راشد رحمه الله يفسر الحواميم في شهر خلال شهر وبعد أن
انتهى الطلاب كتبوا منه سبعة وخمسين تفسيرا للحواميم بعد أن انتهى نحن عندنا كم من الحواميم في القرآن سبع سور نسميهم الحواميم ونزلوا وراء بعضهم البعض أيضا فبعد أن انتهى الشهر جاءوا منه بسبعة وخمسين تفسيرا قال لهم واعلموا أن كل حلم له تفسير آخر غير حلم الأولى يعني الخاص بهذه الصورة له غير الخاص بهذه الصورة غير الخاص بهذه الصورة والله فهذا يلفتنا إلى أحد معاني التكرار كرر القصص كرر قصة كثيرا ما كرر
قصص النبيين، كررها، ما رأيك؟ في كل مرة في التكرار هناك عبرة، هناك معنى، هناك جانب تدخل إليه من القصة، ليس تكرارا محضا. تكرار القصص يفيد فائدة، وهي حفظ القرآن. ليس هناك جزء متشابه، تقرأ القصة هكذا فتجدها مختلفة عن القصة الأخرى، موسى وهارون، هارون وموسى. الله يفيدك في الحفظ ويثبت في المتشابهات يأتيك أيضا يبين شيئا آخر أن القرآن هذا محفوظ لأنه لو كان روي بالمعنى لما بقي في هذا التنوع
كانوا رووا كل شيء كل شيء وعملوا له مختصرا لا هذا كل أداء متنوع ومختلف يبين شيئا خامسا القصص الخاص بالتكرار الخاص بالقصص وحينئذ تكونون قد أعطيتموني، ها قد وصفت لكم الكلام لتعرفوا كيف تأتون بمثله، فقال لهم: لا، قال: حسنا ها هي مرة ثانية لتعرفوا كيف تأتون بمثله، أعطوني، قد قلتها لكم مرتين، فقالوا: لا، قال: حسنا ها هي مرة ثالثة، حسنا ها هي مرة رابعة، فيكون الإعجاز هنا إعجازا عظيما جدا حسنا، هذا كلام عال جدا لا نقدر عليه، فها هو مرة ثانية وثالثة ورابعة، فهذا ليس من عنده إذن، لأنه لو كان من عنده لكانت زلة لسان لا يمكن أن يأتي بها مرة أخرى،
ولكن لا، هذه زيادة في التحدي وفي الإعجاز أتى بها مرة أخرى. وثلاثة وأربعة وخمسة وهكذا نرجع فمرجعنا ولله ما في السماوات وما في الأرض الأولى كل ما في السماوات وكل ما في الأرض هي ملك لله حقيقة الثانية أنتم إذا كفرتم ولأن لي ما في السماوات وما في الأرض فسوف تكون عاقبتكم سيئة وأنتم إذا آمنتم ولأن لي ما في السماوات وما في الأرض فستكون
عاقبتكم جيدة تبقى الأولى الحقيقة قبل الإيمان والكفر التي تدفع إلى الإيمان وتحذر أو تجعل الكفر غير منطقي والثانية بعد الإيمان والكفر الأولى قبل الإيمان والكفر والثانية بعد الإيمان والكفر وفيها نوع من التهديد والوعيد والوعد الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين والثالثة للمؤمنين فقط تبقى الأولى كانت للناس أجمعين والثانية كانت للناس أجمعين ولكن هذه قبل الإيمان والكفر وهذه بعد الإيمان والكفر
ختمها بأنه غني وبأنه حميد غني عن الكافرين وحميد للمؤمنين بعد ذلك خاطب المؤمنين فقط اتركوهم الآن نريد أن نرى عملنا نحن كمؤمنين ماذا سنفعل فخاطبنا قال ستفعل شيئا سهلا جدا قلت له ماذا يا ربي، تحت أمرك، قال لي: والله ما في السماوات وما في الأرض، فما معنى الفتنة مرة أخرى؟ أليست هي التي بموجبها اخترت الإيمان؟ أم هي التي بها اطمأن الإيمان في قلبك واستقر؟ لا، هذا منهج حياة مرة أخرى في سيرك إلى الله وفي هذه الحياة أعلم هذه الحقيقة واستعملها هناك يعتمد عليها وهذه
بشرى لك أما هذه فاستعملها إذن استعمل هذه الحقيقة فماذا تفعل اختتمها وكفى بالله وكيلا يبقى توكل على الله حق توكله ولو توكلتم على الله وأنتم سائرون في الحياة الدنيا حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا والذي لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته