سورة النساء | حـ 797 | 136 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا، يا أيها الذين آمنوا ما هذا وأنا مؤمن وأنت سبحانك
تقول لي يا أيها الذين آمنوا، فقلت لك لبيك ربي مؤمن ها أنا، ما هذا قل لي الذي تريده ولكن الذي تعنيه أن الخطاب موجه إلي، فقل يا ربي ما تريد، قال آمنوا، فاستشكل بعض الناس هكذا عندما تخاطب المؤمنين تقول لهم آمنوا، أي أنكم جالسون الآن وبعد ذلك آتي وأقول لك أيها الجالس أمامي: نعم يا سيدنا الشيخ اجلس، فكيف أجلس وأنا جالس؟ انتبه، اجلس أيها القائم أمامي، نعم قم، فأين أقوم إذن؟ أي أنني يجب أن أبحث عن شيء
فأصبح معنى آخر يا أيها الذين آمنوا نعم آمنوا قال العلماء آمنوا أي استمروا في الإيمان وانتبه فهذه قاعدة أنك عندما توجه بما أنت عليه فالمطلوب منك الاستمرار أنت تبر أباك وأمك فجأة يقول لك بر أباك وأمك أنت تبرهم ليلا ونهارا شهد الله وهم شاهدون وراضون بر أبوك وأمك يعني ماذا استمر في البر أنت تبره منذ أمس واليوم لكن هذا يبقى معناه غدا أيها الجالس اجلس يعني استمر في الجلوس أيها القائم
قم يعني استمر في القيام وتبقى قاعدة معك فلما يأتي أحد ويقول لك صل لا ترد عليه وتقول له ألست أصلي أعلم وأنتما الاثنان خارجان من المسجد ولكن يبقى معنى ذلك ماذا؟ استمر في الصلاة، صل ولا تقولوا هكذا ما أنا وبعد ذلك ما أنا هكذا ما أنا آت لأصلي هكذا يقول لك لا معناها استمر في الصلاة ولذلك تقول ربنا يعني ما هو شيء ماذا في المستقبل فالفرق بين تحصيل وبين الأمر بالاستمرار والإضافة إلى المستقبل، انظر إلى كلام العلماء يقول لك ما الفرق بين تحصيل الحاصل، الكوب مملوء
فكيف له؟ هذا تحصيل حاصل لأنه مملوء ولا يزيده في هذا، أما الثاني فمعناه الاستمرار وليس تحصيل الحاصل، لأن تحصيل الحاصل عبث، أنت جالس وأقول لك اجلس بمعنى أن أنت تجلس الآن، حسنا فأنا جالس، لا فهذا عبث وكلام لا معنى له، ولكن الكلام الذي له معنى هو الاستمرار، فلنحفظ إذن يا أيها الذين آمنوا، تعني الاستمرار، كلمة واحدة هكذا، ألست ستقول كلمة واحدة لكي تنجح في الامتحان الشفوي في الأزهر، يفعلون هكذا يسألونك شفهي وما تريدون أية كلمة هكذا هي تدل على أنك فاهم فلا تجلس إذن تثرثر كثيرا العلم
بالقطارة وليس بالكوب العلم بالقطارة قطرة وليس بالكوم تجلس تعطي كلاما فارغا لا معنى له هذه كلمة واحدة تكشف فاهم أم غير فاهم يا أيها الذين آمنوا هل هذا من تحصيل الحاصل تقول له من قبيل الاستمرار نعم هكذا إذن نجحت يا أيها الذين آمنوا هذا الإيمان التصديق تصدقه بماذا بالله والتصديق بالله هو أول أركان الإيمان له كم ركنا ستة أولها
الإيمان بالله إذن الإسلام مبني على كم ركنا خمسة الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج مبني على كم ركن؟ ستة. ما هي؟ الإيمان بالله. آمنوا بالله. علم التوحيد ثلاثة أجزاء، ثلاثة فصول، ثلاثة أبواب، ثلاثة أقسام. سم كما تشاء: الأول الله، ما يجب، ما يستحيل، ما يجوز في حقه سبحانه. والثاني الرسول، ما يجب، ما يجوز، ما يستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم. هو ومعه إخوانه الأنبياء نبوة، والثالث
السمعيات الأمور التي جاءت في السمع، اليوم الآخر القدر خيره وشره وهكذا. فإذا كان الله ورسوله والرسالة تقتضي كتابا ووحيا، فتكون كتب واليوم الآخر والقدر خير وشر. فجبريل لما سأل سيدنا رسول الله سأله عن الستة، قال له وما الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وهو الغيب وهو السمع وهو وكتبه ورسله واليوم
الآخر والقدر خيره وشره نعم فيكونوا ستة هنا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله، هنا مشخص أم نوع من أنواع الجنس، جنس الرسول يعني هو لكي تفهم القرآن بوضوح هو جنس الرسول يعني أنت مؤمن بموسى وعيسى وإبراهيم ونوح وآدم وسيدنا النبي أم رسوله هنا يعني معناها محمد ولكن الحقيقة أنها ماذا يحتمل ويحتمل فلكي يزيل عندك الاحتمال قال سبحانه ورسوله
والكتاب الذي نزل على رسوله الكتاب الذي نزل على رسوله الحقيقة تصلح على القرآن وعلى التوراة وعلى الإنجيل وعلى صحف إبراهيم وعلى زبور داوود وعلى كل شيء حسنا، لنفترض أن أحدا قال: لا، أنا أؤمن بمحمد فقط، لا، أريد أن أؤكد لك أن الإيمان بجميع الرسل جزء لا يتجزأ من الإيمان بالإسلام. إن كفرت بعيسى فلست مسلما، لست معنا. إن كفرت بموسى فلست مسلما، لست معنا. إن كفرت بواحد اسمه نوح ولكنك مؤمن بالجميع إلا نوحا فلست ليس من جماعة المسلمين أي ما أنت معنا كذلك فذهب لكي يزيل كل التباس يقول
والكتاب الذي أنزل من قبل أي كتاب ما هو ينبهك أنه هذا جنس الكتاب فالكتاب الذي أنزل من قبل قد يكون التوراة قد يكون الإنجيل قد يكون الزبور قد يكون الصحف قد يكون كذلك والكتاب الذي أنزل من قبل يعني جنس الكتاب، ومن يكفر بالله أولا وملائكته ثانيا وكتبه ثالثا ورسله رابعا واليوم الآخر خامسا فقد ضل ضلالا بعيدا، والسادس ما هو إذن؟ القضاء والقدر خيره وشره
من الله، هذا الركن الأول في التوحيد، ملائكته هذا الثالث في التوحيد، رسله هذا الثاني في التوحيد، رسله أيضا رقم اثنين في التوحيد في علم التوحيد يعني اليوم الآخر السمعيات رقم اثنين هناك يبقى واحد اثنان القضاء والقدر أيضا في السمعيات يبقى هكذا واحد اثنان ثلاثة هذا تقسيم علم التوحيد فقد ضل ضلالا انظر إذن بعيدا لماذا لأنه كفر بالخمسة فلنفترض أنه آمن بالله ورسله ومن كفر بالملائكة
فقد ضل ضلالا مبينا واضحا، ولكن البعيد يكون صعبا جدا، فنحتاج إلى أن نجلس ونقنعه في ستة مواضيع أو خمسة مواضيع، هل تنتبه؟ ولذلك عبر عن البعيد، أما لو أن أحدا نقنعه فيكون قريبا، فتكون ضلالة مبينة، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله. وبركاته