سورة النساء | حـ 800 | 141 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 800 | 141 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، هناك طائفة من الناس مرضى بالنفاق لا يؤمنون الإيمان الحقيقي بأن
هناك إلها وأن هناك وحيا وأن هناك نبوة وأن هناك كتابا وأن هناك تكليفا وأن هناك تكليفا يجب عليك أن تتبعه، هو ليس له علاقة بكل هذا هو يعيش حياته في المجتمع ليس له إلا مصلحته أين مصلحتي هي هذه وإن خالفت التكليف وإن خالفت الإيمان وإن أضرت بالآخرين ودائما يمسك العصا من الوسط فيكون له وجه هكذا ووجه هكذا ذو وجهين وهذا الذي نسميه المنافق فيأتي مع
المسلمين ويصلي معهم والله أعلم إذا كان يصلي من غير وضوء ويصلي بوضوء، يعني هل يريد وجه الله أم لا يريد وجه الله، لا نعرف، ولكن الذي نعرفه أنه يصلي معنا، انتهى الأمر. المسلم لا يكفر، من رأى من يصلي، حتى الذي لا يصلي ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أيضا. لا نكفره ونقول إنه فسق فسقا شديدا أنه ترك الصلاة ونأمره بالصلاة فالمنافق هذا يأتي ليظهر أمام المسلمين أنه منهم لماذا قال ما أنا لا أعرف من سيغلب من والله الذي سيغلب المسلمين فأنا مع المسلمين الذي سيغلب الكافرين أنا
مع الكافرين أنا مصلحتي أنا لا أعرف دعونا بهذه الحكاية كلها الذين يتربصون بكم يعني ينتظرون لهم راضون يندمجوا مع المسلمين في بناء أوطانهم وأحوالهم وحياتهم ولا هم راضون يحاربوهم ولا يظهروا العداء لهم هم منتظرون يتربصون هكذا هو قاعد متربص يعني منتظر فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم نعم فما انظروا إلينا فقد عدمت الدنيا وأصبحت كذلك وحلت وأزهرت الدنيا وأصبحت موجودة نحن معكم
ماضون فليبقوا معكم وإن كان للكافرين نصيب من الدنيا وهذا قدر الله يعطي للكافر ويعطي للمؤمن فهو كريم واسع فالكافرون هم الذين ظهرت عندهم الثروة قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين أتظنون أن المؤمنين كانوا هؤلاء كانوا سيضربونكم ويثيرون فتنة بين المسلمين والكافرين، هؤلاء كانوا سيعدمونكم. لا، نحن الأمر ليس كذلك، هذا كذب في الواقع، كله كذب، هذا كذب وهذا كذب وهذا كذب. المهم أن يصل إلى مصلحته، نستحوذ عليكم، استحوذ عليهم الشيطان ماذا
يعني؟ أحاط بهم، وهو في الحوذة يعني الحوذة بمعنى الإحاطة. والملكية فنحن هذا نحن حملناكم من كل مكان ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة لما ربنا يقول فالله يحكم بينكم يوم القيامة رحل الحساب والعقاب إلى الآخرة يبقى هذا ليس من شأن الدنيا يبقى هذا تربية فردية هذا خطاب للإنسان أن احذر أن تكون بينك وبين ربك لأنه
لا قدرة لي أن أطلع على ما في قلب من أمامي ولا قدرة لي أن أشك في كل من حولي ليس من الممكن أن يكون كل من حولي منافقين هذا وارد عقلا وهذا وارد طيب وهذا كلام هذا أنا مأمور أن أبتسم في وجه أخي وأن أتعاون معه وأن أعيش معه ولذلك لم أفكر قط في أنه منافق، العملية معقدة إذا فعلت شيئا في الدنيا ولم تفعله فقد أرجئت إلى الآخرة وهنا نقطة مهمة يفهمها كثير من الناس على غير وجهها الصحيح، يفهم أن له سلطانا على أخيه يفتش عما في قلبه ويقومه ويصنفه
ويجعله من المنافقين أو من الملتزمين أو من المسلمين أو من الكافرين ويبدأ في تصنيف الناس وبناء عليه يبدأ في التعامل الخاطئ معه، هذه الآية تمنع وتؤجل هذه الحالة إلى يوم القيامة، ليس لنا شأن في الدنيا بهذه القضية، ولذلك ورد في بعض الآثار أن معرفة المنافقين إنما كان خصيصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، أما وقد انتهت الرسالة وانتهى الوحي ولحق النبي المصطفى بالرفيق الأعلى فقد انتهى الأمر. لا نعرف، كان الصحابة يقولون هكذا: لا
نعرف، كنا نعرف المنافقين أيام النبي بالوحي، الله يوحي إليه أن هذا منافق، لكن غير ذلك لا نعرف. فإلى أين نذهب ما في الدنيا فوض أمرك إلى الله واتركها إلى الآخرة وإلا وجدت نفسك في العصيان تشك في المسلمين وتطعن في المسلمين وهكذا إلى آخره ولذلك سيدنا عبد الله بن عمر فيما أخرجه البخاري يتحدث عن الخوارج فيقول ذهبوا إلى آيات أنزلها الله في المشركين فجعلوها في المسلمين فيبقى إذن هذا الخروج عن الإسلام الذي وصفه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خطأ
لأن هذا الأمر وهو التصنيف إنما هو مؤجل إلى يوم القيامة حيث يعلمه الله الذي لا تخفى عليه خافية فيقول فالله يحكم بينكم يوم القيامة ارفع يدك إذن انتهى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا إذا اتخذنا هذا المنهج فإن الله يتدخل ولا يجعل أبدا للكافرين على المؤمنين سبيلا، وإذا تخلينا عن نور وبدأنا نقسم في المسلمين نحدث فجوة في الأمة ونجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا. ما هو ربنا اشترط أننا لن يجعل لنا سبيلا، اعملوا هكذا
ارحلوها إلى الآخر. الذين يتربصون بكم فإن كان لكن إذا كان فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب انظر إلى الكلام هنا فتح وهنا نصيب هو دنيا ولكن لما كانت للمؤمنين عبر عنها بفتح لأن المؤمن يستعمل ما رزقه الله في عمارة الأرض وذكر النصيب نصيب للكافرين يفعلونها لغير وجه الله قالوا ألم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة وما خدعني يعني غشني وجعلني أتعامل معه
وهو ليس أهلا لهذا التعامل، ثم إن الوعد عندما نلتزم به ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا، والسبيل معناه أن الله سبحانه وتعالى لا يسلط الكافرين على المؤمنين، ولذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تبيد أمة المسلمين من الكافرين فاستجاب الله له ودعا ألا يجعل بأس المسلمين بينهم شديدا فيما بينهم فلم يستجب الله له وأخبرنا رسول الله بهذا ولذلك نجد كثيرا من الفتن والمحن والأحقاد التي نعيش فيها في داخل المجتمع الإسلامي وإلى لقاء آخر أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله