سورة النساء | حـ 802 | 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 802 | 142 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم" وفي هذا تحدثنا عن أسماء الله الحسنى وأنها واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بروايات ثلاث عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأنها شاعت وذاعت في الأمة وذكر بها المسلمون عبر العصور حتى قام قائم ينكر هذه الأسماء ويحاول أن يستخرج الأسماء من القرآن فقط، والكتاب والسنة صنوان
لا يفترقان إلى يوم القيامة وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واتقوا الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا قل أطيعوا الله والرسول إلى آخر الآيات التي تبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول قولا وينقل عنه بصورة صحيحة فهو حجة في دين الله بإجماع المسلمين أهل السنة ومن الشيعة من المعتزلة ومن الأشاعرة من السلف من الخلف كل المسلمين أجمعوا أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة في الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
رب رجل متكئ على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا من حرام حرمناه إلا أنني أوتيت القرآن ومثله معه، إذن فالسنة تفسر القرآن وهي التطبيق المعصوم للقرآن وهي مع القرآن لا يفترقان أبدا، وفي رواية مثليه معه يعني السنة ضعف القرآن لأن الشرح يكون أكبر من المشروح ودائما التفسير يكون أوسع، فنرى تفسير القرطبي عشرين جزءا، تفسير الرازي ثلاثين جزءا. والقرآن إعجاز في إيجاز فدائما
الشرح يكون أكبر من المشروح فرسول الله صلى الله عليه وسلم أتى لنا بهذا لكن يقوم قائم وينكر يسبب بلبلة في وسط المسلمين والمصيبة أن هذا الذي أنكر لم يعرف معنى الأسماء المزدوجة الأسماء المزدوجة تدل على الكمال الأول الآخر الظاهر الباطن النافع الضار المحيي وبيقول لك لا هذا ربنا ليس بمحيي ولا مميت ابتدأنا إذن نخرف ابتدأنا يحدث عندنا تخريف للقضية القضية
عقدية ميزة المسلمين أن الله سبحانه وتعالى قد وصف لهم نفسه وصفا كاملا تاما بعض أسمائه للجمال الرحمن الرحيم العفو الغفور الودود وبعضها للجلال العظيم الجبار المنتقم شديد المحال جل جلاله الله ذو الجلال والإكرام وبعضها للكمال، هذه الأسماء المزدوجة التي يسن عند ذكرها أن تذكرهما معا الاثنين مع بعض فيفيد ذلك الكمال. صاحبنا لا يعرف هذه المعلومة، لا يعرف معلومة أن الاسم لا يكون اسما إلا بثلاثة
شروط: الشرط الأول أن ترد مادته، الشرط الثاني أن لا يوهم لله نقصا. الشرط الثالث أن يكون ذلك صفة وليس من باب الأسماء، يجهل حتى الفرق بين الاسم والصفة. ما الفرق بين الاسم والصفة؟ قالوا الاسم دال على الذات، أما الصفة فمعنى قائم بالذات. إذن هناك فرق بين المصحف وبين لون المصحف، معنى قائم بالذات صفة المصحف أنه أخضر أو أزرق. أسود لأن لونه الجلدي هذا صفة المصحف، لكن ما هو المصحف؟
كلام الله ما بين الدفتين الذي يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في سورة الفاتحة وينتهي بالناس، أو هو هذا المصحف. ففي فرق بين الاسم وفي فرق بين الصفة من غير أن تتعلم الفرق بين الاسم والصفة وتتعلم. الفرق بين الاسم المفرد والأسماء المثناة وتعلم الفرق والشروط التي تحكم الأسماء كيف تكون وتعلم وعلم ثم تكلم واهدم ما عليه الأمة شرقا وغربا وسلفا وخلفا منذ عهد الصحابة الكرام وحتى الناس اليوم هذا تصور الجرأة جرأة في الدين وصاحب الجرأة في الدين مذموم ولذلك لدينا كلمة فلسفة عالية جدا حكمة عالية تماما أنه
بعد أن ينتهي من الكلام يقول ماذا والله أعلم يعني ماذا يتواضع لله بعد أن يقول لك ويحرر لك المسألة تماما يقول ماذا والله أعلم معنى ذلك ماذا هذا الكلام معناه أنه يخاف من ربه معناه أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة معناه الاجتهاد لا ينقض الاجتهاد أما كل واحد يخرج باجتهاد يريد به أن يهدم الأمة كلها العيب الخاص به أين في اجتهاده أم في إرادته هدم الأمة لا في إرادته هدم الأمة قل واترك رأيك مع الآراء التي موجودة وبعدها تقول ماذا بقي والله أعلم يا أخي هذا من التواضع لله لكن هكذا هو كل واحد يخرج باجتهاد يريد أن يكون
هذا هادما لتراث الأمة بحالها وأنه لا يوجد أحد يفهم إلا هو، لا ينفع. أنا عندما يكون لدي اجتهاد أعرضه وأقوله وأقول والله أعلم، قم أنت تأتي تجد بدلا مما كان لدينا عشرة اجتهادات أصبح لدينا أحد عشر، فيكون في ثراء لا يصح أن يصبح لدينا واحد يهدم عشرة ويأبى إلا أن يهدمها لا يجوز أن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم فتكون هذه على سبيل المشاكلة ولا يصح أن تكون اسما مستقلا فيأتي ليقول لي إذن أنا سأجمع أسماء القرآن الله خادع الله ماكر لا يجوز لأن هذا يعني
نقصا يتحقق إذن بقية الصفات الخارجية للمنافقين أما الداخلية فلا يعلمها إلا الله وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس لا يزال شغله وهمه الصلاة ما لم يعمل فيها ما لم يشتغل فيها الناس أولا انتهى قلبه معلق بالمساجد وفي بعض الناس قلبه معلق بالأذان يعني أول ما يؤذن المؤذن على الصلاة دائما والآخر
قلبه متعلق بالوقت من الظهر إلى العصر، ربنا أعطانا فسحة ليس تأخيرا تكاسلا، لا يعرف إذا اقترب العصر ولم تؤد صلاة الظهر بعد فيبقى قاعدا على نار، هذا قلبه متعلق بالأذان وهذا قلبه متعلق بالوقت وهذا قلبه متعلق بالمسجد، سبحان الله ولكن كل هؤلاء يقومون إلى ربطوا حياتهم بالصلاة، أما صاحبنا الآخر فقد فاتته صلاة الظهر وفاتته صلاة العصر وفاتته صلاة المغرب ولا يحدث شيء، أي عندما لا نصلي اليوم نصلي غدا إن شاء الله، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى
يراءون الناس، أي لا يذهب للصلاة إلا أمام الناس، أما إذا كان الأمر بينه وبين شيء أخذوا إذن المهم ولا يذكرون الله إلا قليلا تجد لسانه فقط وذكر الله غير موجود، ذكر الله الكثير هو أن تلتزم بأذكار السنة المشرفة كان إذا دخل المسجد قال كذا وإذا خرج قال كذا وإذا جلس قال كذا وإذا استيقظ من النوم قال كذا الذي هو عمل اليوم والليلة تحت هذا العنوان أذكار الليل والنهار والليلة، فما هو الإطار الذي دخلت فيه؟ ذكر الله الكثير، ذكر الله القليل، أم أنك لا تذكر مطلقا، حتى في الطعام لا تقول بسم الله ولا تقول الحمد لله ولا تقول
شيئا. فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذاكرين له كثيرا والذاكرات، وإلى آخر شيء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله