سورة النساء | حـ 805 | 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 805 | 145 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. المنافق الذي يظهر شيئا ويخفي شيئا آخر، وفي باطنه يكفر بالله وبأوامره ونواهيه. وفي ظاهره يداري المؤمنين ويظهر أنه معهم، ويداري الكافرين ويظهر أنه معهم. هذا
المنافق بهذه الصفة هو أسوأ من المؤمن العاصي، فالمؤمن العاصي يتوب إلى الله ويرجع من قريب ويلوم نفسه على ما وقع فيه من معصية، ويصبح الوقوع في المعصية نوعا من أنواع الضعف البشري وليس نوعا من أنواع العناد مع الله سبحانه وتعالى، بل إنه يسير في حياته وهو يحب الله ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه تغلبه نفسه فينسى فيقع في المعصية، ولكن
من إيمانه يتفكر ويعود ويرجع ويستغفر، وفتح الله لمثل هذا الإنسان أبواب رحمته وقبل توبته، بل كان شديد الفرح بها سبحانه وتعالى. يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوبا ثم جئتني تائبا لغفرت لك، كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، أي كثير التوبة يرجع حتى لو وقع مرة أخرى لا ييأس من نفسه ولا ييأس من روح الله، يعلم أنها معصية ويرجع، المنافق أصلا الإيمان لا يحركه فهو أخذ من العاصي هذا الظاهر الكافر
كانت لديه الشجاعة أن يعلن رأيه ويقول أنا لست مؤمنا، هذا الكلام الذي تقولونه لا يدخل عقلي. حسنا تستطيع أن تتعامل معه لأنه واضح وحينئذ لكم دينكم ولي دين، حينئذ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، حينئذ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين حينئذ ما على الرسول إلا البلاغ حينئذ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وبين جزاء ذلك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها
إلى آخر الآيات إذا الكافر ما رأيك أنه أكثر شهامة يعني أشد شهامة من المنافق أبوه الشيخ الذي معه هذا أنا مؤمن والذي مع ذلك يقول أنا كافر، ولذلك فهو أخس عند الله، فهو في الدرك الأسفل من النار. أفادت الآية أن النار لها درجات، ولأن هذه الدرجات إنما هي إلى السفل، ضحضاح النار الضحضاح الذي هو الذي فوق وأنت نازل ليس وأنت صاعد، فسميت بالدرك بالكاف، إذن هي مستويات. وقودها الناس
والحجارة، والوقود يكون في الفرن تحت فتحة تكون أشد عذابا ونكاية وأذل، والمنافقون في الدرك الأسفل هذا يكون إذا أفادت الآية أن النار درجات ومستويات مختلفة، وأفادت أن المنافقين في هذا الدرك الأسفل لأنهم أخس الجميع، وأفادت الآية أن الإسلام يرفض النفاق كما يرفض الكفر ولكنه يتعامل معه أما النفاق فهو يأبى أن تكون تعاليمه تصل إلى إنشاء المنافق نحن
في الظاهر في الحياة الدنيا انتهى ماذا سنفعل في المنافق هو بجانبنا يصلي معنا يصوم معنا كل شيء منافق انتهى ماذا بالناس لا نستطيع أن نحكم عليه بالنفاق لأن النفاق هذا أمر قلبي هذا بيد الله لا يمكن أن تكون شريعة الإسلام تنشئ إنسانا هو في الدرك الأسفل من النار، وهنا يتأتى معنى أنه لا إكراه في الدين، ما على الرسول إلا البلاغ، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، بلغوا عني ولو آية، وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، لست عليهم بمصر كل الآيات تدل
على أنه ما عليك إلا أن تتكلم وتقول، أما أن يخلق ربنا الهداية في قلبه أم لا فليس من شأنك. أما أن تكرهه على أن يؤمن، فحسنا سيستجيب لإكراهك، فماذا يحدث؟ أنشأت منافقا. إنه خائف، تقول له لماذا تفعل ذلك؟ معه حق، لقد خفت منك. ولذلك لا نخيف أحدا، نعرضه فقط ولا نكره أحدا ولا يصح أن نكره أحدا، فالله يقول إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، فكيف سنكره؟ سيكون هناك تناقض لو كرهنا، ولذلك نحن لا نكره أحدا أبدا وإن استمررنا في التبليغ
والدعوة إلى الله والتوضيح والبيان، هذا بيان للناس. دائما الإنسان المسلم يعرض دينه ويتمسك به ويستمر عليه ويكون قدوة حسنة لإخوانه من بني البشرية ويتعايش معهم التعايش الحسن من غير إكراه فقد تبين الرشد من الغي لكم دينكم ولي دين لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم تعايش الذين يتهمون الإسلام بأنه مكره وأنه انتشر بالسيف وأنه كذلك، أبدا، دخل الإسلام مصر مثلا، بعد مائة سنة
كان خمسة في المائة مسلمون وخمسة وتسعون في المائة غير مسلمين، بعد مائة سنة، فأين الإكراه إذن؟ أما الأندلس فعندما أرادوا أن يذبحوا المسلمين فيها ذبحوهم، وإما أن تهاجر فهاجر كثير من إلى المغرب والجزائر ومصر وسوريا هاجروا إما أن تترك دينك وإما أن نقتلك ولم يبق أحد وعندما جاءت عصور الحرية والعلمانية وما إلى ذلك ودخل الناس قوم واحد عائلته عبد الرحمن عبد الرحمن ما هذه اتضح أنه عبد الرحمن أي مدينة هذه المدينة اكتشفوا حينها المدينة واحد اسمه مدينة فرجعوا إلى أصولهم
ودخلوا في الإسلام إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار كلمة تعني تعطي حكما ولكن أيضا تعطي لك منهج دعوة بأن لا تنشئ هذا الذي في الدرك الأسفل من النار المنافق مؤذ للكافرين يخدع المؤمنين ويخدع الكافرين فهو ذهب إلى الكافرين وقال لهم أنا معكم وهو مع المؤمنين وذهب إلى المؤمنين فقال لهم أنا معكم وهو مع الكافرين، فما نتيجة ذلك؟ إنه هذا شخص ليس كافرا فحسب، بل هو وضيع مع كفره وضيع. الكافر المعلن هذا كافر فقط وليس وضيعا لأنه
واضح، فيقول الله سبحانه وتعالى ولن تجدوا لهم نصيرا من يدافع عنهم هذا. غاضب عليهم وهذا غاضب عليهم إذن فالنفاق ليس فقط جريمة دينية هو جريمة دينية بدون شك بل إنه أيضا جريمة أخلاقية الكفر جريمة دينية لكن ليس أخلاقية الكفر جريمة دينية لكن ليس جريمة أخلاقية سيدنا نوح كان عنده زوجة والزوجة هذه خانته فواحد فكر هكذا قال لعل الله تكون الخيانة قال
لا يصح مع النبي، هذا نبي، لا يصح أن تزني زوجة نبي مثلا. قال أليس الزنا أخف من الكفر؟ نعم أخف من الكفر لأنه معصية. قال حسنا يعني أنتم الآن أجزتم عليها الكفر ولا تجيزون عليها زنا؟ قالوا نعم، هذا الزنا جريمة أخلاقية ودينية، لكن الكفر جريمة دينية فقط. انظر كيف أن الكفر أشد عند الله من الزنا، نعم ولكن هذه المرأة من أجل اتصالها بنبي فإنها تحفظ معنا كافرة وستدخل النار، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته