سورة النساء | حـ 806 | 145 - 146| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا" أي انظر إلى فتح باب التوبة حتى للمنافقين الذين الدرك الأسفل الذين هم أخس خلق الله فتح لهم مرة أخرى باب الأمل كي يتوبوا إلا الذين تابوا، التوبة ليست بالكلام، التوبة ليست بالكلام، التوبة هي أن يسرق أحدهم السرقة ثم يقول لك تبنا إلى الله،
لا هذا أنت يجب أن ترد السرقة إلى الشخص الذي يملكها والذي سرقتها منه، وأصلحوا يعني أن ما أفسدتموه لا تنفع التوبة في إلغائه، بل يجب إصلاحه. أنا ذاهب للحج وكنت قد اغتصبت قطعة أرض من الحكومة أو من جاري ولو شبرا هكذا وتذكرتها، فالتوبة إلى الله لا تنفع، بل يجب إرجاع الأرض إلى أصحابها. توبوا وأصلحوا، فإن لم يصلحوا فلا تنفعهم توبة إلا واعتصموا بالله هو في البداية كان كافرا بالله الآن من شروط التوبة
أن يؤمن بالله سبحانه وتعالى لا بد عليه أن يؤمن لأن هذا طريق الإيمان وطريق الكفر هما هذان الطريقان اللذان بينهما جدال وأخلصوا دينهم لله النية ألا يعمل شيئا إلا لله تكفيرا عن ذنوبه ولذلك النبي صلى الله وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى الإمام البخاري يجعله أول حديث في البخاري لماذا قال هكذا مفتاح كل شيء صلحت النية أم لم تصلح صلحت النية استقام لك عملك النية هكذا نصف عملك نصف لا توجد نية لا يوجد قبول للعمل وأخلصوا دينهم لله أخلص
النية لله فأولئك مع المؤمنين الأصليين الذين لم ينافقوا مرة في حياتهم لأن العبرة بالخواتيم ما لي دعوة بالأمس أنا عملت ماذا أنا أريد اليوم أنا عملت ماذا هيا اخرج من الذي كنت فيه بالأمس واخلع الثوب الذي للأمس وارمه بما فيه من معصية وخطأ وخطل وقلة إخلاص ارمه ابدأ إذن صفحة جديدة في حياتك، انظر إلى هذا الأمل كي لا يسأم المرء هكذا من حياته ولا يكون أسيرا لمعاصيه ولا يتسلط عليه الشيطان ليعظم
له الذنب تعظيما شديدا ويغرقه فيه، يقول له ما أنت داخل النار داخل النار فهيا إذن نرتكب المعصية، لا لست داخل النار، منها فررنا من الذي قال لك إن ربنا سيدخلني الجنة يعطيك أملا، ولذلك العلماء يقولون لك ما هي درجات التوبة: أول شيء أن تندم وتبكي من الذنب، ثاني شيء أن تقلع عنه، ثالث شيء أن تستغفر يا رب اغفر لي يا رب اغفر لي يا رب اغفر لي وتبقى هكذا يومين أو ماذا تفعل بعد ذلك؟ قال لك أن تنسى الذنب، انتبه من ضمن الخطوات
المتخذة لكي تنتهي من هذا الذنب أن تنساه، فلا تحيرنا أننساه أم نندم؟ تندم في البداية وتنساه في النهاية كأن لا شيء، تقول لنفسك هذا أنا صفحتي صفحة بيضاء، هل يفعل الإنسان هكذا وحده أنا لم أفعل في حياتي شيئا من المصائب كلها التي فعلتها أنت، ما من شيء إلا أن نتوب إلى الله، ومن تاب الله عليه، وهذا يشجعك في أن تكون صفحتك بيضاء وتستمر بيضاء، فأولئك مع المؤمنين دائما هكذا، والله إن من كان بالأمس منافقا يصبح اليوم من المؤمنين وقد يكون سيدهم بهذه
الشروط تاب وأصلح وعمل عملا صالحا واعتصم بالله وأخلص النية فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما ما هو واسع إذن سبحانه وتعالى والنبي يصف لك الجنة تشعر بهذه الآية وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما أجر فوق تصورك عقلك لا يستطيع إدراكه أنت ذهبت واشتغلت ثلاث دقائق عند شخص يريدك
ثلاث دقائق وليس ثلاث ساعات، ثلاث دقائق اشتغلتها عند شخص وتريد أن تأخذ أجرا كم؟ فقلت والله يعني نقول ثلاثمائة جنيه، كل دقيقة مائة جنيه، نعم هكذا أنتم ضحكتم، يعني لو أعطاك ثلاثة جنيهات فذلك جيد، اكبح الطمع فالطمع مفرط مائة جنيه في الدقيقة يعني ثلاثمائة جنيه، فإذا به يعطيه ثلاثة مليارات، ثلاثة مليارات! فقال له: أتتخذونني هزوا؟ أنت تسخر مني أم تضحك
علي؟ قال له: لا، خذ الثلاثة مليارات هذه، لأن هؤلاء ثلاث دقائق لا يساوون ثلاثة مليارات، وبعدها أعطاه الشيك بقيمة ثلاثة مليارات. مليار ثلاثة مليارات كيف هذا ثلاثة وأمامها ثلاثة أصفار وأمام الثلاثة أصفار ستة أصفار أصبحنا كم تسعة فجلست أقرأ الشيك وليس العدد كثير فوجدتهم اثني عشر صفرا وجدتهم اثني عشر صفرا وانتبه ليس مليار هذا ثلاثة آلاف مليار فأنت على
الفور تفهم أن هذا شيء من الفضل أي الله فضل واسع يعني أن الذي سيحدث لك هكذا يوم القيامة أنت قضيت في الدنيا كم أن يوما تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة اليوم عند ربنا بكم خمسون ألف سنة من سنواتنا التي للأرض هذه أربع وعشرون ساعة فتكون الساعة بكم بألفي سنة ساعة ربنا بالألفين سنة هنا نقسمها على ستين، الألفان على ستين بثلاثة وثلاثين سنة، فتكون الدقيقة عند الله ثلاثة وثلاثين سنة. أنت ستعيش مائة سنة تعبد الله، فكم تكون مدة إقامتك؟ ثلاث دقائق. الحساب هكذا، أنت
لا تريد أن تحاسب، الحساب هكذا ثلاث دقائق وأنت تعبد الله، فهذه هي العبادة. أي على الفور كل شيء أنت من عباد الله نعم الثلاث دقائق ما أسهلها كم قلنا ها هو الشيخ أطمعنا نحن كنا نعمل ثلاثة جنيهات قال لا ثلاثمائة استكثرناها فذهب وأعطانا ثلاثة مليارات والثلاثة مليارات عندما جئنا نقرأها وجدناها ثلاثة آلاف مليار جيد هكذا يا رب نريد ثلاثة آلاف مليار هذه الدقائق الثلاث، عذرا، لا تأخذوني إلى العمى الذي نجلس فيه هنا في
الدنيا، فإذا بأتعس واحد، أقل واحد في البشرية كلها، عشرة أمثال الكرة الأرضية، عشرة أمثال الأرض، مساحة الأرض كم هي كبيرة قليلا، لن أعطيك المدينة التي أنت فيها هذه، لن أعطيك القطر المصري، لن أعطيك أفريقيا لا لن أعطيك كرة أخرى، الأرض في ثلاث دقائق ستعطيك عشرة أمثال هذا، عندما يأتي عشرة أمثال هذا، وأين الخدم بخدمتهم وأين الحشم بحشمتهم، وأين الخدمة التي تخص هذا، الأشياء التي فيها بأنهارهم بكل شيء، ما رأيك
أن تبيع نفسك لله أم تبقى حائرا فيما تفعله، إلى اللقاء آخر شيء نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله