سورة النساء | حـ 817 | 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 817 | 160 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى طريقة التعامل بين الرب والعبد في التكليف، وهي وإن كانت تحكي العلاقة بين اليهود وبين ربهم إلا أنها لما ذكرت في كتابنا وهكذا دائما التفت أيها المسلم، إنها تريد أن تعلمك أنت شيئا جديدا، فدائما كلما وجدت الله يتحدث عن اليهود أو عن السابقين أو عن المسيحيين أو عن غيرهم، إنما
يريدك أنت أن تتعلم منها، وهذا أساس من أسس كثيرة في تدبر القرآن، فبظلم من الذين هادوا، هذه ليست قصة تحتاج منا إلى تحرير أو إلى أننا نبحث عن أصولها التاريخية فنجدها صحيحة فننبهر بعظمة القرآن، لا هذا البحث يأتي عارضا تظهر لنا مخطوطات في الجنيزة في نجع حمادي في البحر الميت نراجعها تؤيد هذا نقول حينئذ نقول ماذا سبحان الله حسنا وبعد ذلك افترض أنني لم أطلع على لا الجنيزة ولا نجع
حمادي ولا البحر الميت، القرآن كتاب هداية دائما، فماذا أفعل؟ انتبه إلى أنه يخاطبك أنت، فهذا يذكر اليهود، لا تقل هكذا، إياك أن تقول هذا يذكر اليهود أو غيرهم فأنا لا شأن لي، آمنا بالله، لا هذا يعلمك أن تفعل الخير كما فعلوه وإلا تقع في شر قد اقترفوه ينبهك إذا كانوا عملوا الخير أنت أولى منهم بعمل الخير، إذا كانوا وقعوا في الشر احذر أن تقع في الشر كما وقعوا فيه. تفعلين هكذا كلما تقرئين آية تطبقينها على نفسك فبظلم من الذين هادوا، الذين هادوا ظلموا ما لي
لأنني أقول إنهم ظلموا فحسب انتبه يعني معناها ألا تظلموا، أنت لا تفعل مثلهم، لتتبعن سنن الذين خلوا من قبلكم حذو القذة بالقذة، ما هذه القذة؟ القوس له طرف هنا وله طرف هنا، صانع القوس هذا الطرف اسمه قذة والطرف الآخر قذة، صانع القوس كي يضبط معه وكي يصبح قوسا جميلا نستطيع أن نرمي به رمي السهم وإن يكون سديدا لا بد أن يجعلهم متتابعين، لدينا شيء يسمى ماذا؟ ميزان الماء، نضعه ونحن نبني مدماك الطوب ونرى أن ميزان الماء لا بد أن
يكون ماذا؟ مضبوطا، لماذا؟ لكي يخرج البناء مرصوصا، فلنفترض أنه غير مضبوط؟ ينهار البناء، فتجد من ضمن أدوات البناء معه ميزان ما وزنه فكان أيضا الرجل الذي يصنع القوس معه شيء يوزن السهم بالسهم فيكون معنى التعبير حذو القذة بالقذة يعني الأثر على الأثر القدم على القدم يعني كأنك وأنت تمشي رأيت قدمين تمشي أمامك فتضع قدمك على القدم التي أمامك حذو القذة بالقذة يعني تمشي بشكل مطابق تماما لو دخلوا جحر ضب لدخلتم وراءهم، نعم هذا تقليد شديد،
إذا قالوا اليهود والنصارى يا رسول الله، قال ومن الأمم غيرهم، يعني انتبهوا للأخطاء التي وقعوا فيها كي لا تقعوا فيها أنتم، خذوا من تجارب الأمم ما تجعلون به صفاتكم أحسن الصفات وسيركم أحسن السير، استفيدوا من تجربة الأمم، مهم من الأهمية البالغة في تدبر القرآن أن تحمل كل ما فيه على نفسك وألا تصف الآخرين بأوصاف سيئة فحسب، بل إن هذه الأوصاف مذمومة من عند الله سواء كانت على يهودي أو مسيحي أو مسلم أو هندوكي، فمن يظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وفي الظلم يقول رسول الله إن من المظلوم ولو كان كافرا
مظلوما الله، طيب هذا كافر نعم لكن ربنا ينصره لأنه مظلوم، إذن الظلم ممنوع فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا، إذن أيها المسلم لا تظلم حتى تصل إلى التحريم الذي كان مباحا لك فلما ظلمت حرم عليك رقم اثنين أنت بهذا تصد عن سبيل
الله كيف لأنك حجاب بين الخالق والخلق كيف هذا الدين سهل يسر وأنت حولته إلى دين صعب عسر فالناس عندما تريد أن تطلع على الدين من خلالك تكون بذلك صادة عن سبيل الله لأنك لم تنقل إليها الدين الميسر هذا أنت نقلت إليه أن هذا الدين ليس عسيرا إنما هو متين فادخلوا فيه برفق، اتركوني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مساءلتهم أنبياءهم، يا أيها الذين
آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها في الآية التي قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين هذه الآية والظلم وهذا الصد من أجل هذا المعنى أن ما تعرفه من الدين اعمل به ولا تسأل بعد ذلك وتتعمق في الأسئلة وتستمر في التعمق لقد أنزل الله لنا سورة كاملة تقص قصة عجيبة غريبة حدثت أيضا لبني إسرائيل هؤلاء هي قصة البقرة وبعد ذلك جاء في السورة فسماها سورة البقرة، فلماذا لم يسمها
سورة آدم، لماذا لم يسمها قصة الخلق، لماذا لم يسمها قصة موسى وبني إسرائيل، لماذا لم يسمها قصة الأحكام فهي مليئة بالأحكام، لماذا لم يسمها قصة أي شيء يا إخواننا غير البقرة، فلماذا لأن يلفت انتباهك أهم شيء في هذا كله مهم ولكن البقرة انتبه إليها فهي المفتاح، البقرة عندما نقرأها فكيف المفتاح؟ هو هكذا فلا تظلم نفسك ولا غيرك بكثرة الأسئلة تجلس تسأل حتى تشدد على نفسك، كل فترة يزيد لهم صفة في
البقرة ولو كانوا ذبحوا أي بقرة من البداية هكذا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سيدنا موسى يصلون على سيدنا موسى ويذبحونها لانتهى الأمر والتزموا وكانت حاجة جميلة جدا وليس فيها هذا الشيء ولكن لما حدث هذا اللئيم يسمونه في اللغة العربية لئيما يتلكأ نحن عندنا في العامية نقول يتصرف بلؤم وهو لئيم والنبي يقول ماذا صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة إلا على لئيم ابن لئيم يعني اللؤم أصبح ثقافة سائدة لها جذور في اللكع إن اللئيم الذي أمامي هذا أبوه لكعا كان لئيما كذلك هو هذا الذي ستقوم عليه الساعة إذن هذه
صفة ذميمة يجب علينا ألا نظلم أنفسنا، فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ولكنها حرمت بعد الظلم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.