سورة النساء | حـ 818 | 160 - 161 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما فبظلم يعني فبسبب ظلم صدر من الذين أو من جهة جاء من جهة الذين هادوا، هادوا على
الفور يشعرنا بالعهد الذي كان بينهم وبين الله بهذا الميثاق الذي أخذه الله عليهم فخالفوه، فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق في ميثاق نقض هادوا أي ذهبوا إلى ربنا هكذا أي في ميثاق في عهد في كلام بيننا وبين بعضنا البعض هذا الكلام وهذا العهد نُقِض لقد كان من ضمن هذا العهد أن يسارعوا في فعل الخيرات لكنهم لم يسارعوا وتباطؤوا وسألوا
وشددوا وأنكروا من العهد أن يوحدوا الله لكنهم اتخذوا العجل وفي التاريخ أنهم أيضا بنوا معابد للأوثان خمسة معابد للأوثان ومن هنا فإننا نرى كثيرا منهم يقول أن الله سبحانه وتعالى أمرهم بمغادرة هذه الديار وألا يعودوا إليها أبدا حتى يغفر لهم يعني في عهد ألا يرجعوا إلى فلسطين وإذا رجعوا فإن الله لا يغفر لهم والجماعة الذين يقولون هذا هم يهود اسمهم الناتورا كارتا وهم حقيقي قليلون حوالي مائة ألف من عشرين مليونا ولا خمسة عشر مليونا أو انظر
عددهم كم أصبح الآن مائة ألف لكن المائة ألف مصممون على أن هذا هو معنى الكتب المحترمة والمصادر الموروثة في اليهودية إذا رجعتم إلى هذه البلاد فقد نقضتم العهد إذن هذه الصفة صفة ذميمة هي أن نظلم الآخرين نظلم أنفسنا ظلم أنفسنا وظلم الآخرين سيسبب العنف والتشديد فبظلم من الذين هادوا حرمنا انظر إلى التشديد حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم لكنهم لما لم يستمروا في الميثاق
والعهد وخالفوه شدد عليهم إذن ماذا نفعل لا نظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة وماذا نفعل نستمر في عهدنا ونحافظ عليه ونعمل على أن نقلل من أسئلتنا ونتقن عملنا ونعمل على ألا نصد عن سبيل الله كثيرا جدا مرة بأحوالنا ومرة بأقوالنا نصد عن سبيل الله بغير علم نظهر أنفسنا أمام العالمين ليس بالهيئة التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من المحجة البيضاء لسنا أمة وسطًا نكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا
شهيدا في أخلاقنا في تعاملنا فنصد بذلك عن سبيل الله يقول لك نعم أليس أنت المسلم الذي تستحل دمي وعرضي ومالي وهكذا أليس أنت المسلم الذي ليس لديك الزمالة الإنسانية والله أنا صاحب الأمانة الإنسانية وأنا الذي قلت الكلام وأنا الذي ديني يقول لي هكذا، يقول له ألست مسلما فكيف ستشارك معنا في الإطفاء؟ نحن لا نسأل عن البيت وهو يحترق عن صاحبه؟ والله لقد شوهت نفسي كثيرا، والطبيعي أني أطفئ الحريق لأن هذا الحريق يحرق إنسانا، وليس عندما أجده مسلما أنقذه، وعندما أجده غير مسلم لم أنقذه، والطبيعي أيضًا أن أنزل لأنقذ الغريق وأنا لا أعرف من هو
هكذا هو المسلم وهو الذي نشر الإسلام في العالم، فما الذي حدث الذي حدث أنني صددت عن سبيل الله بإظهار نوع من أنواع الضغينة في القلب، الإسلام يقول لي إياك أن تكون في قلبك ضغينة للناس وعندما نصح سيدنا علي مالك بن الأشتر وهو داخل إلى مصر قال له اعلم أنك ستجد الناس صنفين أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية سيدنا مالك بن الأشتر مات قبل أن يأتي
إلى مصر مات قبل أن يأتي إلى مصر لكن سيدنا علي سلمه الوصية فصارت وصية لكل القادة كنا مهتمين بهذه الأمور قديما، فقد طبعت وصية مالك بن الأشتر في مصر في أوائل القرن العشرين، أي قبل عام ألف وتسعمائة وعشرين، طبعت في مصر وعلق عليها الكبار، فقد علق عليها عدة أشخاص، وطبعت عدة طبعات، وهي وصية علي بن أبي طالب لمالك بن الأشتر، وممن علق عليها الشيخ محمد عبده في نسخة في تعليق للشيخ محمد عبده الشيخ محمد عبده توفي عام ألف وتسعمائة وخمسة
ولكن كون أنها تطبع عدة مرات بعد ذلك يعني أن الأمر كان محل اهتمام ببيان الإسلام وبيان حلاوة هذا الدين وأين هو ليت أحدا يسمعنا الآن ويطبع وصية علي بن أبي طالب مرة أخرى لمالك بن الأشتر الذي توفي قبل أن يصل إلى مصر، لكن بقيت وصية الإمام تجاوزت الزمان والمكان وأصبحت وإلى الآن دستور عمل لكيفية التعامل في المواطنة. فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. يبقى
إذن أحيانا أنت تصد من غير ألا تعلم هكذا ارجع فكل ابن آدم خطاء صحح المسار حتى لا يكون كثيرا انتبه إن الصد عن سبيل الله قد يصدر من الإنسان عفوا ومن غير قصد وتفكر لكن يجب عليك المراقبة والتوبة والعودة مرة أخرى وأخذهم الربا وقد نهوا عنه اتفقت الشرائع على حرمة الربا ليس الإسلام فحسب، بل الشرائع كلها اتفقت على حرمة الربا وأكلهم أموال الناس بالباطل الذي هو الرشوة، وهي مثلثة تقول رَشوة رُشوة رِشوة كله يصح، وكلها بمعنى واحد، فهناك مثلث يختلف فيه المعنى
وهناك مثلث يتفق فيه المعنى، فرَشوة رِشوة رُشوة هذه يتفق فيها المعنى مثل جَزاف جِزاف جُزاف دَلالة دِلالة دُلالة كلها معناها واحد ولكن هناك أشياء تختلف سَلام سِلام سُلام حَمام حِمام حُمام تختلف كل واحدة من هذه لها معنى مختلف عن الأخرى فيقول لك المثلث المتفق والمثلث المختلف فأكل المال بالباطل هذا أكل أموال الناس بالباطل هذه التي هي الرشوة وهم يأخذون رشوة ليس ضروريا أن أهل هذا الزمان يأخذوا لكن الله يلعن من يأخذ الرشوة يهوديا كان أم مسيحيا أم مسلما
أم ملحدا، فهذا من مفاسد الأرض، والمجتمع البشري من أمراضه أن الحق لا يصل إلى صاحبه إلا ببذل مال هو غير راض عنه، ولذلك أنت أكلته أيها المرتشي بالباطل، وأعتدنا للكافرين منهم، انظر الإنصاف ليس أنهم كافرون، ولكن مَن يُرَاكِم هذه الصفات السيئة فقد كفر بنعمة الله فيقول الكافرين منهم يعني في جزء منهم كفر، احذروا أن تفعلوا ذلك مثلهم لأن عاقبته عذابا أليما، فاللهم نجنا يا أرحم الراحمين وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة