سورة النساء | حـ 820 | 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يعلمنا من تجارب الأمم السابقة ما نقيم به حياتنا نحن، ولا نقف عند هذه الآيات باعتبارها توصيفا أو وصفا أو تاريخا لغيرنا هذا. لا نريده ولا ينفعنا هو هكذا فعلا وهو تاريخ صحيح فعلا إلا أن المراد به أننا نسمع ونفهم ونتخذ منه سبيلا وطريقا إلى الله
فالله هو مقصودنا سبحانه وتعالى لكن الراسخين في العلم منهم من الأمة السابقة هذه أتكلم عن بني إسرائيل والمؤمنين إذا القصد هو الانكشاف انكشاف الحقيقة وانكشاف الحقيقة قد تأتي بالعلم وقد تأتي بالإيمان ولذلك كان بعض العارفين عندما يطلعون على الحقائق التي سجلها ابن سينا وابن سينا عالم
تجريبي يدخل المختبر ويشاهد ويلاحظ ويستنبط ويسجل وهو في خلوته بذكره يصل إلى نفس ما كان يصل إليه ابن سينا فيقرأ ابن سينا يقول والله صحيح كيف هل أنت عرفت هذه الحكاية فيقول نعم أنا أعرفها نعم هذا شيء يعني عرفها فمن أين عرفها من صفاء نفسه وخلوته فهل هذا يصلح هل هذا يصلح فقال مقولته العجيبة الغريبة لا أصل إلى حقيقة إلا رأيت
ذلك الأعمى وصل إليها قبلي بعكازته إذن فإن هذا الكلام يفيدنا في ما هو بدون دخول في مهاترات، الجدل يفيدنا أن الحقيقة واحدة بالعلم تصل إليها بالعرفان، لكنها واحدة لا تختلف. الحقائق التي خلقها الله سبحانه وتعالى واحدة، إما أن يخبرنا عنها بالوحي وإما أن ندركها بانكشاف الوجود. فتحصيل الإنسان لصوره القائمة في دماغه إما
أن يأتي من الوجود وإما أن يأتي من الوحي، ولأن الوحي قد صدر عنه سبحانه وتعالى أمرا، والوجود الذي حولنا صدر عنه سبحانه وتعالى خلقا، فإنه ليس هناك أي تناقض بين الخلق والأمر، بين الوجود والوحي. وما نصل إليه من حقائق لا نستطيع أن ننكرها ولا ينبغي لنا أن ننكرها عن طريق العلم أو نصل إليها عن طريق المعرفة وبهذا يصلح الحال بأن من غلب وجعل هناك صراعا بين العلم والإيمان مخطئ في أصل العقيدة فإن طريق العلم المتعلق
بالوجود وطريق الإيمان المتعلق بالمعرفة والوحي لا يختلفان هذه الآية تقرر ذلك وجميع الآيات كذلك ولذلك ما هذا العمق وما هذه الفلسفة أي أن هذا لو كان من عند الإنسان كان أيضا يعني تجد فيه اختلافا ولكن يا أخي لا تجد هاتين الكلمتين مكررتين في القرآن هكذا هو كما هما ألا له الخلق والأمر ما هذا خلق وأمر يبقى في شيء صدر منه خلقا وشيء صدر منه أمرا تبارك الله رب العالمين اقرأ باسم ربك
الذي خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ووجود ووحي ويعكسها الرحمن علم القرآن الذي هو الوحي خلق الإنسان الذي هو الخلق القرآن كتاب الله غير مخلوق ولذلك سماها أمرا يعني من أمر الله ولذلك عندما تأتي بهذه الآية تضعها مع هذه تضعها مع هذه تضعها مع هذه تجد واضحا الكلام أن الوصول إلى الحقيقة قد يكون عن طريق العلم وقد يكون عن طريق الإيمان وكلاهما من عند الله قد يبنى على الوحي وقد يبنى على الوجود وكلاهما من عند الله قد يكون تبعا للكتاب الأكبر
أو تبعا للكتاب الأصغر وكلاهما من عند الله الكتاب الأكبر الذي هو الكون والكتاب الأصغر الذي هو القرآن وأحيانا يعكسان فيسمون القرآن الكتاب الأكبر والكون هذا الكتاب الأصغر الكتاب الأكبر من ناحية الحجم أي لكن الكتاب الأكبر هذا عندما نسميه القرآن من ناحية العمق والمعنى أنه شبكة من المعلومات توافق هذه الشبكة التي نعيش فيها لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون، الراسخ في العلم يؤمن والمؤمن أيضا يستمر في إيمانه لا يناله ريب ولا شك ولا تردد، يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك.
هنا لما سمع ورقة بن نوفل الكلام الذي تلاه عليه النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن فهم الأمر فورا. انكشف له الحال فقال والله إن هذا والناموس الذي نزل على موسى قد خرج من مشكاة واحدة، انظر إلى الدقة، خرج ولم يقل خلق بل قال خرج أي من علم الأمر من مشكاة واحدة، إذن القرآن والتوراة من عند الله، فورا الراسخ
في العلم يؤمن أن هذا من عنده. هكذا الذي ليس راسخا في العلم أصبح يتكلم كثيرا، مرة دعا الشيخ المراغي إلى شيء يسمى الزمالة الإنسانية وألف فيها كتابا يسمى الزمالة الإنسانية مطبوعا، أرسلوا إلى مؤتمر الأديان وقال لهم يا جماعة المسلمين هؤلاء قلبهم مفتوح لكل العالم وأنا أدعو إلى دراسات توصل الناس إلى درجة الراسخ في العلم لأنكم عندما تصبحون راسخين في العلم ستؤمنون بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، خذوا هذه
القصة، أحد الباحثين في لبنان كان اسمه حداد، وهذا حداد ذهب فأجرى سلسلة من الدراسات، هذه الدراسات اسمها الدراسات القرآنية والدراسات اللاهوتية وما إلى ذلك، وحده بنفسه هكذا ولكن كان له غرض والراسخ في العلم ما يبقى له غرض سوى أن يبحث لوجه الله، فوجئنا في حوالي سنة سبعين وصلت إلينا هذه الكتب، سبعين وواحد وسبعين، كان حينها شيخ الأزهر الشيخ محمد
الفحام، وصلت الكتب الخاصة بحداد بناء على الاستجابة التي قام بها الشيخ المراغي في الثلاثينات، فذهبت إلى هناك لأراها فلم أجدها رجل عالم عارف بالسريانية والعبرية والكلدانية والعمونية، هذه لغة، وبعد ذلك عكف على قراءة كتب أهل الكتاب وترجم التوراة والإنجيل ترجمة نظيفة جميلة جيدة التي هي القرآن، هل تنتبه؟ وحدثت فتنة عمياء صماء حينئذ وتشكلت لجان وردوا عليه، أي كانت قصة لعل بعض الباحثين أن يدرسوها. لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته