سورة النساء | حـ 822 | 162 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة"، فعطف المقيمين الصلاة على قوله الراسخون في العلم. والمؤمنون هذه مرفوعة وهذه منصوبة في لغة العرب، عندما نرى في سياق الجملة رفعا ونصبا فيكون هناك ما يسمى عندهم بالتقدير. رأينا العرب وهي
تقول نحن العرب نحب كذا ونكره كذا ونفعل كذا، فلما لم تقل نحن العرب ويبقى مبتدأ وخبر والمبتدأ مرفوع والخبر مرفوع، نصبتها لأن هناك شيئا. حذف مقدار كان هو الذي سبب هذا النصب والفتحة هذه نحن أخص العرب كلمة أخص لم تعد موجودة لكن دلت عليها الفتحة التي بقيت
على الباء نحن العرب يعني أخص العرب وأصبح هذا يقول لك نصب على الاختصاص نحن العرب نصب على الاختصاص غير نحن العرب نحن العرب لكن ذلك أخصه طيب يبقى الذي ليس عربا ليس قصدك أنه ليس ملتفت إليه يعني قال لا أنا أتكلم عن العرب أركز على العرب أظهر أهمية العرب كل ذلك من الفتحة لغة جميلة حلوة مختصرة واضحة كل ذلك من الفتحة طيب
الراسخون في العلم منه والمؤمنون مرفوعة وبعد ذلك قال والمقيمين الصلاة يجب أن هذا يركز على المقيمين الصلاة هذه يكون في شيء محذوف جعلها كذلك أخص المقيمين الصلاة الراسخون في العلم حسنا المؤمنون حسنا المؤتون الزكاة حسنا كل هذا حسنا لكن أهم شيء المقيمين الصلاة يكون هذا تعظيما لشأن الصلاة ولذلك لما جاء واحد من العلماء يؤلف في الصلاة قام سماها تعظيم شأن الصلاة اسم الكتاب هكذا، تعظيم شأن الصلاة لأن الصلاة هذه أمر عظيم جدا، ربنا
يقول عنها ماذا وأنها لكبيرة إلا على الخاشعين، كبيرة هكذا أي صعبة يعني ماذا؟ الصلاة هذه نحن نصليها كل يوم، يجب أن تكون الكبيرة إذن أولا أن تحافظ عليها، ثانيا أن تكون خاشعا فيها، إنها تؤتي ثمرتها ما ثمرتها؟ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون، فإذن الصلاة عظيمة وكبيرة ومهمة وأساسية، جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأساس العظيم فقال فيها وفي شأنها: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد
كفر، هكذا هو كفر بالفعل وليس كافرا، هو ليس كافرا ولكنه عاص، عصيان يجعل ما يفعله من صفات الكفر. شأن الصلاة عظيم جدا، هذه الصلاة لأنها عنوان للمؤمن. حسنا وكل هذا الكلام كيف أبلغه لك بكثرة الحديث، أي أقول لك والمقيمون الصلاة وهم أهم عنصر التفت إليه وركز عليه لأن الصلاة شأنها عظيم ولا بد عليك إلا أن تسير عليك هذه الكلمة سيرا عابرا بل قف عندها وتأمل والتفت وابن على التفاتك
هذا واستنبط منها حكما يهمك ما هذا ما كان ليكون قرآنا هذا القرآن إعجاز في إعجاز وحلاوة وشيء كذلك رسالة واضحة ماذا نفعل فيقول لك حسنا دع الأمر اعمل أسلوب اختصاص وتعظيم، قل: والمقيمين الصلاة، قم على الفور واحد مثل ماذا يحدث له انتباه هكذا مثل واحد ماذا حدث له، قال له: انتبه، الراسخون والمؤمنون والمقيمين، ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ والمقيمين، أنت تقول الراسخون والمؤمنون، قال له: نعم، فوق الآن، ابق معي، ركز، ها كأنها، انظر
إلى هذه حلاوة اللغة كأنه قال لك ماذا، ركز، أخص بالذكر المقيمين الصلاة، وبعد ذلك رجع مرة أخرى ليهدئ بالك، ما أنت لست ذاهبا، كله فوق، ها هم راسخون مؤمنون مؤتون، والمؤتون الزكاة رجع للرفع مرة أخرى كي ينبهك، فلماذا لم يأت بهذه في الآخر، وما أنزل من قبلك، والمؤتون الزكاة والمؤمنون وبعد ذلك قال والمقيمين الصلاة ما كان ينبغي أن تكون فيها هذه الأهمية هو يجب أن يضعها لك في النص هكذا حتى تنتبه الانتباه التام ولذلك وضعوا قاعدة
الذين تدبروا القرآن قال لك إذا فرقت العرب بين المتجانسات دل ذلك على وجوب الترتيب أنت منتبه دل ذلك على ماذا وجوب فأنتم الآن إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم اغسلوا الوجه واغسلوا اليدين وامسحوا الرأس وأرجلكم بالفتح هكذا وأرجلكم
إلى الكعبين فيجب أن تغسلوا أرجلكم فيكون غسل مسح غسل فيكون فرق بين المتجانسات أم لا لم يقل غسل مسح وجاء بالرأس في الآخر قال لا، غسل مسح غسل، التفريق بين المتجانسات يفيد ماذا؟ الترتيب، إذن يجب أن ترتب أولا تغسل وجهك وبعد ذلك تغسل يديك وبعد ذلك تمسح رأسك وبعد ذلك تغسل رجليك، من أين جئت بالترتيب؟ ألم يقل ترتيبا، قال أين الفرق بين المتجانسات؟ إذن التفريق بين المتجانسات يفيد فائدة أخرى وما هو الترتيب؟ فلما جاء مرفوع
منصوب مرفوع دل ذلك على أن الترتيب هذا مراعى تماما: الإيمان ثم إقامة الصلاة ثم إيتاء الزكاة، فالإيمان هذا أمر عظيم جدا وصلنا إليه من العلم أو وصلنا إليه من طمأنينة القلب، ثم بعد ذلك لا بد أن يظهر في سلوكك وعملك الأهم حاجة الصلاة ولذلك النبي يقول الصلاة خير موضوع ويقول ذروة سنامه الصلاة ذروة السنام الخاص به هي الصلاة فتبقى الصلاة هذه ليست أمرا هينا ولا سهلا ولا كذلك ولا صغيرا لا بل هي كبيرة وكبيرة جدا إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان
إنما يعمر مساجد الله من آمن إلى اللقاء الآن وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته