سورة النساء | حـ 823 | 163 - 164| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 823 | 163 - 164| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ورسلا قد قصصناهم عليك من ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما، في هذه الآية أرشدنا
ربنا كما وضح لنا وزاد في الإيضاح وكرر علينا وزاد في التكرار من أجل مصلحتنا أن الإسلام نسق مفتوح وأنه ليس بينه وبين العالمين مشكلة، وإذا كانت هناك مشكلة فهي مشكلة غيرنا مع أنفسهم ومعنا، فنحن نؤمن بكل الرسل تفصيلا وإجمالا ونحن مستعدون أن نعيش مع جميع الخلق ووضع لنا أسس التعايش لكم دينكم ولي ديني سبحانه وتعالى لم يأمرنا
أن نصدق بطرق الخلاص التي وضعها البشر لأنفسهم وإنما نحن نؤمن بأن الخلاص لا يكون إلا من خلال شريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقول غيرنا خلاف ذلك والتعايش لا يقتضي أن أترك ديني لدينه ولا أن يترك معتقده لمعتقدي، إنما نعيش سويا لعمارة الأرض وفي حسن الجوار على أن يكون حب الله سبحانه وتعالى هو الذي يشملنا جميعا، ولذلك لما عرضوا عليه حال المجوس قال سنوا بهم سنة أهل الكتاب، ولما دخل المسلمون الهند ووجدوا الهندوس عندهم كتاب سنوا بهم
سنة أهل الكتاب، ولما جاءوا ومروا على بوذا سنوا به سنة أهل الكتاب لأن أصحابه يقولون ولو كان بعضهم إن عنده إنجيل يسمى بإنجيل بوذا وهو الآن مترجم إلى العربية، وهكذا ما هذا لأنهم كانوا في وضوح أنهم في تعايش مع الآخرين دون اضطرار وقد اعترفنا بالجميع. أن نأخذ من عقائدهم أو أن نعظمهم في عقائدهم، وإنما نحن نعظم عقائدنا ونؤمن بها إيمانا جازما. إذن الإسلام هو الدين المؤهل للأخوة الإنسانية لجمع كلمة الناس للتعايش
لعمارة الأرض وفي سلام وقوة، لا في ضعف ولا وهن وإنما في قوة ووضوح. إنا أوحينا إليك والوحي هذا مشابه لما أوحينا به إلى نوح هناك في زمن بعيد، زمن بعيد جدا، التوفيق والأنبياء من بعد، يعني من بداية الإنسانية الثانية، ما هو سيدنا آدم للإنسانية الأولى، بعدما غرق كل من في الأرض وانحصر من في الأرض في نسل سيدنا نوح، أصبح نوح هو الأب الثاني للبشر، أعمام
نوح وأمام أعمامه هلكوا ذهب والباقي هو نوح بأولاده الثلاثة ملؤوا الأرض مرة أخرى فكان قد كرر مرة أخرى ما فعله سيدنا آدم من نوح والنبيون من بعده حملوا الرسالة وأوحينا إلى يبقى إذن في إجمال وفي تفصيل وهو هذا الذي نقول عليه الإيمان في إجمال والإيمان في تفصيل والنبيين من بعده هذا إجمال هذا وبعد ذلك بالتفصيل حتى لا يقول أحد كذا أو كذا وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق هذه ما تدل
عليه أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق وأن هاجر عندما جاءت بابنها البكر فإن سارة لم تكن قد جاءت بابنها بعد فيبقى إسماعيل هو الكبير يقول في أربعين آية في من القرآن يمكن أن تستنبط أن الذبيح هو إسماعيل، وهناك خلاف بين علماء المسلمين مبني على كلام أهل الكتاب من أن الذبيح هو إسحاق، لكن كثيرا من العلماء المسلمين يقولون إن الذبيح هو سيدنا إسماعيل وليس سيدنا إسحاق الذي ورد في الكتاب المقدس أنه إسحاق، والعلماء المسلمون مختلفون في ذلك. القرطبي مثلا
يقول لك لا هذا إسحاق أخذوا من الرواية الخاصة به للكتاب ما يجري شيئا، لكن أغلب العلماء يقولون لك هذا إسماعيل. فهذه حوالي أربعين آية كان مشايخنا يقولون كذلك أن في أربعين آية تدل على أن الذبيح هو إسماعيل، من ضمنها أنه خاطب ابنه البكر الذبيح هذا. كان البكر، طيب، ما هو إسماعيل هو البكر، طيب، من أين تأتي، من أين؟ ما هو إسماعيل وإسحاق ويعقوب، الله يرتبهم زمنيا، ها هو يكون كان العبد يدل على أن إسماعيل هو الذي كان الكبير وليس إسحاق، وانظر الآن ساعة قلب المسلمين وعلماء المسلمين، ما من مانع أنهم يقولون إسحاق معه يقول إسماعيل هو الراجح عندي أنه إسماعيل، لكن ليس هناك خلاف، هذا
علم يحتاج إلى رسوخ والذي يتبع فكرة الخلاف فليتركها. انظر إلى الوحدة التي يدعو إليها الإسلام وإسحاق ويعقوب وكلها كما نراها مفتوحة، لا نستطيع أن نقول عنها منصوبة لأنها مجرورة ولكن مجرورة بالفتحة. لماذا؟ لأنه ممنوع من الصرف. حسنا، لماذا هو ممنوع من الصرف؟ لأنه علم أعجمي. حسنا، ما معنى ذلك؟ لماذا كان العلم الأعجمي ممنوعا من الصرف؟ فقال لك نعم، الأصل أن الاسم يمنع من الصرف
عندما يشابه الفعل. الصرف يعني التنوين. هذا الاسم عندما يشابه الفعل يمنع من الصرف لأن الفعل ليس مصروفا ضرب أكل شرب لا يصح أن تقول أكلن لا يصح ولذلك الفعل ليس كذلك ما هو مصروف الاسم الذي مثله إذن شبيه به فإنه أيضا لا يكون مصروفا قال لي فبالله هات لي عقلك ما علاقة إبراهيم بأكل شبيه به في ماذا قال له ألست منتبها شبيه بالفعل ليس في شكله ولا في معناه شبيها بالفعل في الاحتياج، قال له احتياج إلى ماذا؟ قال له الفعل يحتاج
إلى غيره، فالاسم الذي يحتاج إلى غيره يكون شبيها به في مسألة الاحتياج، قال له فالفعل هذا محتاج لغيره في ماذا؟ قال محتاج لغيره من ناحية الظاهر ومحتاج لغيره من ناحية الحقيقة الظاهرة التي هي الشكل أي اللفظ، والحقيقة هي المعنى، فكيف يكون الأكل محتاجا لغيره؟ قال من ناحية الظاهر أي الشكل واللفظ، فهو محتاج للمصدر "أكل" حتى يشتق منه "أكل"، فهو محتاج لغيره من ناحية المصدر، ومحتاج لغيره أي محتاج للفاعل لأنه لا يوجد أكل إلا ويجب أن يوجد طعام أكل الولد الطعام فيصبح محتاجا لغيره
من ناحية اللفظ ومحتاجا لغيره من ناحية المعنى فمحتاج إلى المصدر والفاعل ففهمنا الاحتياج إبراهيم أصبح محتاجا لغيره في ماذا قال محتاج للعالمية وللأعجمي فلما تقوم صفتان واحدة من ناحية المعنى وهي العالمية والثانية من ناحية اللفظ وهي الإعجمية فيصبح محتاجا لغيره يصبح مثل الفعل يصبح ممنوعا من الصرف، فهذا ما وضحناه من قضية المنع من الصرف، فإذا راجعتموها فلا تنسوها أبدا أنه ممنوع من الصرف للعلة، وإلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.