سورة النساء | حـ 824 | 163 - 164| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 824 | 163 - 164| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان، وآتينا داوود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما في هذه الآيات المباركات يثبت ربنا سبحانه وتعالى أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم ممتدة
في التاريخ وأن أمة النبي لا تقتصر على الأمة المحمدية فقط بل إنها بدأت مع بدء الخلق وأن الله سبحان الله تعالى لما أرسل آدم بالتوحيد وكلفه بعد أن شرفه، فهذه هي الأمة المحمدية أي صف الرسل عبر التاريخ على قلب واحد، ولذلك ففي هذه الآية دلالة على الوحدة وحدة الأمة، ولكن الوحدة الراسخة الضاربة في التاريخ، بعد ذلك هناك وحدة الأمة التي جاء إليها النبي صلى الله عليه منها أمة الإجابة ومنها أمة الدعوة إنا أوحينا إليك كما أوحينا
إلى إذا فهذه سنة الله سبحانه وتعالى عبر التاريخ لا تتخلف أبدا وهنا نلاحظ قضية كبرى هي بين المؤمنين وغير المؤمنين القضية الفاصلة الأساسية وهي قضية الوحي فالمؤمن يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يوحي إلى أنبيائه عن طريق كتبه ويكلف وغير المؤمن أما أن ينكر وجود الله وإما أن ينكر الوحي ويقول إن الله لا يوحي لأحد من البشر، إذ قد خلقنا وتركنا فنفعل ما نشاء، وهنا هو المحك بين الإيمان والكفر.
المؤمن هو ذلك الذي يؤمن بالله وأنه لم يترك خلقه عبثا أبدا في أي وقت. من الأوقات ولا في أي مكان من الأماكن، بل إنه أرسل الرسل تترى كثيرة متتابعة تحمل الوحي وتبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم. إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده، فلم يقتصر الأمر على سيدنا نوح وهو أبو البشرية الثاني. لأنه مع سيدنا نوح هلك
من في الأرض كلهم جميعا بالطوفان ونجا نوح وأبناؤه فأصبح نوح هو الأب الثاني للبشرية الحالية الموجودة الآن فكل منا إذا ما رفع نسبه إلى آدم فلا بد أن يظهر فيه نوح لأنه هو الذي نجا مع أبنائه الثلاثة وأوحينا إلى إبراهيم يسمى أبو الأنبياء لأن أنبياء كثيرين من نسله حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم قالوا من هذا يا رسول الله قال هذا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أنبياء
متتالون ولذلك وفي التحيات نقول اللهم صل على سيدنا محمد كما صليت وقال كما صليت على سيدنا إبراهيم قالوا له لماذا هكذا أي أن سيدنا محمدا في درجات الأنبياء هو سيد الخلق فكيف نشبه الصلاة عليه بالصلاة على سيدنا إبراهيم قال لأن آل إبراهيم أنبياء آل إبراهيم كانوا أنبياء وآل النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا بأنبياء ولذلك عندما نصلي عليه كما صلى على إبراهيم فهي صلاة ترجع إلى أهل البيت في مقابل أهل إبراهيم، أتدرك ذلك؟ إذن فإن
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في وسط أهله تشبه الصلاة على إبراهيم في وسط أهله، فالمشابهة هنا بين نبي مع أهله ونبي مع أهله. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا كما صليت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وأوحينا إلى إبراهيم ويقال إنها في لغتهم إبراهيم فما هو إلا اسم أعجمي ولذلك قلنا أوحينا إلى إبراهيم عليها فتحة فكيف بعد إلى تكون عليها فتحة وهو أصلا ممنوع من الصرف والممنوع من الصرف يجر بالفتحة وليس يجر بالكسرة مثل
جميع الكلمات لا يتاجر بالفاتحة، طيب إبراهيم في لغتين أب رحيم، إبراهيم هذه كأنها صفة أب رحيم، ما هو في أنبياء لهم الاسم له معنى، إبراهيم واسمعوا اسمعوا يا الله اللهم استجب يعني يا رب استجب دعاءنا، إسماعيل اسمع يا إيل، هذه من أسماء الله في اللغة العبرانية إبراهيم وإسماعيل وإسحاق انتبه فهو لا يزال منصوبا أم ليس منصوبا هو مجرور لكن عليه فتحة لا تقل منصوبا بل قل مفتوحا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أيضا
مفتوح كل هذه أسماء أعجمية باللغة العبرانية والأسباط ها قد رجعت إلى أصلها لأن الأسباط كلمة عربية السبط هو الحفيد أو الابن أو العائلة فالأسباط كانوا أيضا من النبيين والأسباط كلمة عربية ولذلك انكسرت وعيسى هذا موسى وعيسى وأيوب أيضا أعجمي ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا آتينا
داود هذا مفعول به إذن منصوب لكن حتى سليمان كان يجب أن يكون ماذا كل هذا مجرور لكن نجر فعلا بالآية بالفتحة لأنه من الأسماء الأعجمية وأرسلنا يعني أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وهناك أيضا وحي إلى رسل كثيرة وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما ولذلك عد
في حديث أبي ذر عدد المرسلين قال له ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا وعدد الأنبياء قال مائة وأربعة وعشرون ألف نبي يعني أن هناك أناسا كثيرين لا نعرفهم، لكن الأمة المحمدية تؤمن بجميع الرسل وتؤمن بجميع الأنبياء، حتى قال الشيخ الباجوري فلو جاءك شخص وقال هل تؤمن بدانيال نبيا؟ أنت لم تسمع عن دانيال هذا من قبل، تقول أؤمن به إن كان نبيا، إياك أن تقول نعم لأن الأمر محرج، إن كان نبيا فهذا محرج، وإن لم يكن نبيا فهذا محرج أيضا، فتتردد وتقول هكذا سأؤمن به إن كان نبيا، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله