سورة النساء | حـ 825 | 164 - 165| تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك، لأن الرسل كثيرون وفي حديث أبي ذر أنهم تجاوزوا الثلاثمائة، ثلاثمائة وثلاثة عشر عشرة وأنهم من أنبياء وصلوا في العدد إلى مائة وأربعة وعشرين ألف نبي فيبقى إذن الأنبياء كثيرون والقرآن ليس كتاب تاريخ بل هو كتاب هداية يأخذ من التاريخ عبرة ويعطينا هدايته ولذلك
اليهود قالوا ما هذا وما لزوم هذا القرآن إن القرآن يذكر لنا العبر والهداية فقط ولا يذكر التفاصيل كنا نريد أن يذكروا التفاصيل كم كان طول آدم، إنهم يقولون ستين ذراعا، ستين ذراعا يعني أربعة وعشرين مترا، يعني ثمانية أدوار من العمارة هكذا طولها ثمانية أدوار، الله لم يخبرنا في القرآن بهذه الحكاية، الله تحدث عن قضية التكليف وقضية التشريف وقضية المعصية وقضية التوبة وقضية العصمة وقضية النعمة سيدنا آدم قضية المساواة قضية كذلك هناك يقول لك انظر
ربنا يقول ماذا فأزلهما الشيطان أزلهما هما الاثنان هناك يقول لك لا هذه حواء هي التي خدعت آدم وعن طريق الشيطان الذي كان حية والحية هذه لما دخلت جعلته يأكل من شجرة لا أعرف الحنطة تفاصيل وهنا لا يوجد هذه التفاصيل تماما هنا فيها الهداية، ولذلك لا يسرد المائة وأربعة وعشرين ألف نبي لأنه ليس كتاب تاريخ ولا كتاب بهذا الشكل يسرد هكذا، سيتعبك لو سرد لك المائة وعشرين ألف نبي وقال لك يجب أن تدرس وتؤمن وتحفظ مائة أربعة وعشرين ألف نبي، لا بل قال لك يوجد نبوة ووحي وربنا لم يترك الخلق هملا
ولا عبثا قال لك اتق الله كن على سنن ومنهج وطريق الأنبياء آمن بهم والتمس هدايتهم ولذلك قص علينا القصص وجعل لنا في قصصهم عبرة لأولي الألباب ولذلك نتأمل سورة يوسف فنستخرج منها أسس القضاء العادل ونستخرج منها بعض قواعد الاقتصاد نقرأ سورة الأنبياء نستفيد منها من قصة سيدنا موسى كيف واجه وكيف تعامل حتى مع الدين، قصة البقرة هذه قصة عجيبة تقضي على فوضى
الخطاب الديني الذي نشكو منه الآن لماذا؟ لأنه قال لهم لا تسألوا كثيرا، اجعلوا العمل أكثر من الأسئلة، واليوم كثرت الأسئلة وقل العمل في حين أن عندما يكثر العمل وتقل الأسئلة ولا يسأل الإنسان إلا مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم بعد ذلك يطبق ما فهمه وعرفه قوم يخرج إلى نطاق النور ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما كلم الله موسى كلاما حقيقيا فواحد يقول لي أين الكلام حقيقية لم يقل حقيقية قال وكلم الله موسى تكليما
قلنا من قبل ونقول إن ربنا لا يستعمل المفعول المطلق إلا إذا كان ذلك على سبيل الحقيقة نافيا للمجاز يعني أنت تريد أن تقول إن الولد ضرب أخاه ضرب أخاه في ماذا في البورصة ضرب أخاه يعني ضرب أخاه مقلبا ضرب هل تكون مجازا أم ضربة يعني إيذاؤه بجسمه هكذا يعني الضرب المعروف، أنت تريد أن تقول هكذا فتقول ماذا؟ ضرب الولد أخاه ضربا، لغة العرب هكذا، حالما تقول ضربا يكون ضربا حقيقيا، لماذا؟ قالوا لما فيها من تأكيد،
ماذا؟ ضرب ضربا، أين التأكيد؟ قال إن ضربا هذه يوجد فيها وضربا جوها الضرب يعني كرر الضرب مرتين يعني ضربه ضربا يعني وصل إليه الضرب، معناها هكذا، كلمة تكليما يعني كلاما فما فائدتها؟ تقول كلاما حقيقيا يعني، يستفاد من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى جل جلاله كلم سيدنا موسى كلاما حقيقيا وليس كلاما مجازيا أنه أوحى إليه، وليس
كلم الله موسى تكليما، معناها أنه أرسل إليه ملكا فكلمه، وليس كلم الله موسى، معناها أنه ألقى في قلبه يقينا بشيء، لا، لو كان يريد ربنا ذلك لقال وكلم الله موسى، فريق واحد منا يقول كلاما حقيقيا والآخر يقول كلاما مجازيا، يمكن أن تحتمل وقد لا متى لما قال وكلم الله موسى تكليما فسيكلمه تكليما منعت احتمال المجاز وأكدت الحقيقة ولذلك سمي موسى بكليم الله لو كان
سيدنا موسى ربنا كلمه كلاما مجازيا بوحي أو إلهام أو إلقاء أو ملك طرق كثيرة قوية لكان سيدنا موسى يكون شأنه شأن الأنبياء وليس شأنه يعني متفردا فيما كان يسمى كليم الله، ولكن لما كان الكلام كلاما حقيقيا سمي بكليم الله وأصبحت هذه الصفة ميزة لسيدنا موسى، وكلم الله موسى تكليما. هذه المزية رفعت سيدنا موسى إلى مصاف أولي العزم من الرسل. سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا
محمد وسيدنا نوح وسيدنا إبراهيم، هؤلاء يسمون أولي العزم. من الرسل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض حتى الرسل فيهم درجات أعلاهم في اعتقادنا سيدنا محمد أنا سيد ولد آدم ولا فخر أنا لا أفتخر هذا الذي حدث هكذا هذه نعمة من عند ربنا جعله سيدا للخلق فالحمد لله الذي جعلنا أتباعا لسيد الخلق وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين، هؤلاء الرسل جاؤوا من أجل الترغيب والترهيب، من أجل بيان طريق الحق وطريق الباطل، يدفعون الناس ويأمرونهم
بطريق الحق ويمنعونهم من طريق الباطل، يبشرونهم بالثواب وينذرونهم العقاب، ولذلك فإن الإيمان بيوم القيامة ركن من أركان الإيمان، أركان الإيمان كم؟ ستة، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إنه ركن من أركان الإيمان والقضاء والقدر خيرهما وشرهما، ستة أركان الإيمان، أركان الإسلام خمسة تعرفونها، فهؤلاء الرسل يبشرون وينذرون بحسب يوم
القيامة، ولذلك من أنكر يوم القيامة فليس بمؤمن، يوم القيامة هذا ركن من أركان الإيمان، فعندما تأتي جماعة ينكرون وجود يوم القيامة بالقول بتناسخ الأرواح أو القول بأنه العالم سوف يظل هكذا أبدا أم كذلك يبقون خارجين عن مقتضى الإيمان لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما يعني ولله الحجة البالغة أرسل الرسل وأيدهم بالمعجزات وأنزل عليهم الوحي حتى لا نأتي يوم القيامة ونقول لله لم ترسل لنا من يوضح ونحن لا ندرك بمحض عقولنا ولا باجتهادنا فقد قطع الله على الناس الحجة ولله الحجة البالغة وإلى لقاء
آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله