سورة النساء | حـ 833 | 171 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة النساء | حـ 833 | 171 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة النساء يقول ربنا سبحانه وتعالى: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق. ولقد تحدثنا من قبل عن معنى الغلو وعن بعض عناصره. كثيرة وعن أن الله سبحانه وتعالى أكرم الأمة المحمدية فحفظها من أنواع من الغلو حتى لو أنها قد وقعت في أنواع أخرى من الغلو، حفظها من أنواع ووقعت في أنواع فمما حفظها الله منه أن تحرف كتابها ومما حفظها الله منه أن
تعبد نبيها وهما معجزة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أنه بشر الناس من بعده ببقاء الكتاب وبشر الناس من بعده ببقاء أهل بيته الكرام وبشر الناس من بعده بأنه لا يعبد ولذلك قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي
أهل بيتي، ولا يعلم أين يموت إلا الله وبشر معروفا وهو مما اختص الله به نبيه فإن قبور الأنبياء غير معروفة على جهة اليقين حتى قبر سيدنا إبراهيم في الخليل فإنه محل كلام وبقية الأنبياء كلهم إما لا نعرف قبورهم أصلا كموسى وإما إننا لا نعرف ذلك على جهة اليقين أما النبي المصطفى والحبيب المجتبى فإن قبره معروف لدى الجميع يعرف أن هنا محمدا، أن هنا محمدا صلى الله عليه وسلم، الكافر والمسلم على حد سواء، من آمن
ومن كفر، لم يختلف أحد أن هنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأنقذنا الله سبحانه وتعالى من ذلك الغلو كرامة للنبي ومعجزة له إكراما، ولكن مما وقعت فيه الأمة التشدد وعدم الاعتصام بحبل الله، ربنا أمرنا فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فلم نعتصم وتفرقنا، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ألا يسلط علينا عدوا من غيرنا يستأصل
شأفتنا، يعني يقضي علينا كما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر فاستأصلوهم، وسلط الإنجليز في أستراليا على السكان الأصليين استأصلوهم تبحث الآن عن السكان الأصليين تجدهم ماذا يعني قليلا هكذا مصطنعين من أجل السينما يأتون بهم في السينما أو شيء من هذا القبيل الهنود الحمر كذلك لم يحدث هكذا مع الأمة المحمدية تضرب المشركين واليهود يضربون الدعوة الفرس والروم الصليبيون والتتار المغول الاستعمار ضرب وهي تزداد لا أحد
يعرف أبدا يا أخي كيف يستأصل شوكتها وكم كان الأمر عندما حدثت سراييفو في النهاية كان هناك خطة واضحة للإبادة الجسدية للمسلمين أيضا لم يعرفوا لم يعرفوا لماذا إذن لأن المسلمين ليس معهم قنبلة ذرية ولا أسلحة دمار شامل ولا هم لديهم أي ضغط على السياسة الدولية لم أي أن نكون واضحين أن النبي دعا لهم، النبي قال وسأل الله ألا يجعل عدوا من غيرهم فاستجاب له، انتهى الأمر وانتهينا والأذى الذي تلقاه أهل سراييفو، من مات شهيدا ومن عاش عزيزا، ماذا سنفعل؟ هل نحن الذين فعلنا ذلك؟ نحن الذين
يفعل بنا، حسنا وسأل الله سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يجعل بأسكم بينكم شديدا ألا تقاتلوا بعضكم البعض، أي فلم يستجب لي سبحان الله لم يستجب له، فتبقى أوضاعنا هذه الأمور ألقيت علينا، نحن لازم نحن الذين نجتمع ونعتصم بحبل الله وإلا نتفرق، لن نجد في هذا المكان معجزة مثل المعجزة التي حدثت هناك عندما ضربنا في الأندلس حدثت معجزة،
عندما ضربنا أيام التتار حدثت معجزة، عندما ضربنا في سراييفو حدثت معجزة، أما نحن عندما نقتل بعضنا البعض فلن تحدث معجزة لأن الله لم يستجب لسيدنا النبي، فماذا علينا؟ علينا تكليف أن نحب بعضنا البعض، أن نتحد، أن نكون معتصمين بالله، واعتصموا بحبل جميعا ولا تتفرقوا لما آتي وأبحث عن إمكانية أن نتحد أم لا يمكن، أن يكون كل شيء جاهزا للاتحاد فيكون ذلك تكليفا لنا ومسؤولية علينا أننا إن لم نفعل ذلك فسنكون آثمين لأن
الله أمرنا بالوحدة وأردنا لأنفسنا غير ذات القوة أردنا لأنفسنا الضعف أن نتفرق ونصبح كل شخص يسير في حالة كهذه عندما أمرنا أن نعتصم بأمر الله جميعا فأبينا يكون ذلك غلوا في الدين أمرنا بأن نتعلم فلم نتعلم عندما تذهب إلى الجماعة السوفييتية تجد نسبة الأمية صفرا في المائة كل الشعب يقرأ وهو ينتقل من بيته إلى المصنع أو إلى المحل الذي يعمل فيه يأخذ يمسك بيديه كتابا جالسا
يقرأ فيه، كل الشعب يقرأ فيكون هو حجة، هذه ستكون حجة علينا، هذه فأنا أول ما أنزلت لكم أنزلت "اقرأ" وكررتها لكم مرتين وقلت "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، وعرفتكم أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة و"قل رب زدني علما" فيكون العلم دائما وفوق كل ذي علم عليم يبقى العلم دائما قاعدة وإنما يخشى الله من عباده العلماء وأنتم تبقى الأمية خمسين ستين في المائة يا أمة الإسلام ما الذي حدث غلو في الدين غلو وحالنا يقول على الله غير الحق عندما يأمرنا ربنا
سبحانه وتعالى أن نغير ما بأنفسنا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كنا لا نغير فيبقى هذا غلوا في الدين. كل ذلك بالإضافة إلى ذلك العنف الذي اكتسح كثيرا منا. لماذا؟ لأنه يرى القذى في عين أخيه ولا يرى جذع النخلة في عينه. وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم. ورحمة الله وبركاته