#شبابنا | الحلقه التاسعة عشر | الشباب والزواج

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات شبابنا. من الأسئلة التي تلقيناها في هذا المجال الشباب والزواج، وهناك أسئلة. كثيرة منها سن الزواج، هل هناك
مانع من أن تتزوج الفتاة بشخص يصغرها في السن؟ هذا كان سؤالاً كبيراً يأتي من جهات مختلفة. في الشريعة الإسلامية ليس هناك أي مانع من زواج الرجل الأصغر سناً بالمرأة الأكبر سناً، وليس هناك أي مانع أن يتساوى الزوجان في السن، وليس هناك أي إن تجارب المصريين قد أوجدت عندهم نوعاً من الأعراف من الناحية الاجتماعية وليست من الناحية الشرعية، حيث يفضلون أن يكون الرجل أكبر من المرأة، وأصبح هذا
كأنه عرف. فالذين يعترضون على زواج الشاب الصغير من الفتاة التي تكبره سناً إنما يعترضون اعتراضاً اجتماعياً وليس اعتراضاً شرعياً، فالشرع لا يتدخل في الفارق في السن بين الرجل والمرأة، أما عندنا في الإسلام فقد تزوجت السيدة خديجة وهي أكبر من سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أسرة مثالية وأنجبت له البنات والبنين. قيل إنهم وصلوا إلى سبعة، وقيل ستة، وقيل غير ذلك، لكن الذين عاشوا هم
البنات: السيدة زينب والسيدة رقية. والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة عليهما السلام، وأما الأبناء فقد توفوا وهم صغار، وهم السيد عبد الله والسيد القاسم والسيد الطيب، وقيل إن الطيب هذا هو عبد الله نفسه وكان يُكنى بالطيب. سبعةٌ أنجبت سبعة، والنبي عليه الصلاة والسلام كان أصغر منها، وعندما كوَّن النبي عليه الصلاة والسلام أسرته لم عاشت خديجة وماتت وهي الزوجة الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك نقول للناس أن من عنده أسرة ينبغي عليه إذا أراد أن يسير خلف
خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يتزوج على زوجته، وإن كان الزواج على الزوجة قد أباحه الإسلام وأباح التعدد، فإن من أراد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليفعل ذلك، عندما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك السيدة سودة، وعندما تزوج السيدة عائشة، وعندما تزوج أمهات المؤمنين، لم ينجب منهن. وكانت السيدة عائشة عليها السلام، بسبب حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة، كأنها تُنبهه. إنها تغار منها، فكان يقول: "لقد رزقني الله منها الولد"، رزقني الله منها الولد، يعني كوَّن
معها أسرة كاملة ومتكاملة. طيب، كيف يتزوج الشباب؟ وما هي المقصود؟ هل لا بد أن كل زواج يكون قد بُني على الحب؟ سيدنا عمر بن الخطاب كان يقول: "ليس كل البيوت حسن الخُلق". في بيوتٍ بُنيت على حُسن العِشرة وطول العِشرة، في بيوتٍ بُنيت على الأخلاق الكريمة الواسعة، فليس من الضروري أن يكون هناك ابتداءٌ في الحب ثم بعد ذلك زواج. ليس هذا بالضرورة، وليس هذا يعني شيئاً مطروقاً لا في التاريخ ولا
في أحكام الشريعة. يقول: ما هو أنسب سن للرجل والمرأة يتزوجون في الحقيقة هذا يختلف باختلاف البيئات وباختلاف الحاجات. الإسلام واسع، لكننا جزء من الإسلام في عصرنا وفي زماننا وفي مكاننا وفي بلدنا. نحن جزء من الإسلام ولسنا كل الإسلام، فمن الممكن أن الإسلام يتيح لنا أو يبيح لنا شيئاً لكنه لا يكون متاحاً لنا في عصرنا، كان متاحاً قبلنا متاحٌ بعدنا، متاحٌ عند غيرنا، لكن عندنا نحن غير متاح. فالإسلام دائماً تفهم منه أنه أوسع من الزمان، وأوسع من المكان، وأوسع من المسلمين، بل وأوسع من
العالمين. كثيرٌ من الناس لا يفهمون هذه النقطة، فيبدؤون بالخلط بين ما هو مباح وما هو متاح. قد يكون شيء... مباحاً لكني لا أفعله ويكون غير متاح، ومن هنا علماء الأصول قالوا لنا قاعدة جليلة جداً تفهمنا هذا، يقولون ماذا؟ يقولون: لولي الأمر تقييد المباح حسب ماذا؟ حسب المصلحة، حسب العرف، حسب المآلات، حسب الحفاظ على مقاصد الشريعة. إذاً هذه أربعة أمور: المقاصد والمصالح والمآلات والعادات والتقاليد لأجل الكلام الذي... نحن نقول له إن هذا كله جاء عندما
قرر ولي الأمر قائلاً: "يا جماعة، أنا أرى من خلال الواقع أن الفتاة لا تكون مؤهلة لتحمل مسؤوليات الزواج ومسؤوليات الإنجاب ومسؤوليات الأسرة ومسؤوليات البيت ومسؤوليات الحياة إلا بعد بلوغها ثمانية عشر عاماً". وهذا لم يأتِ من باب التحكم أو فرض القيود، من واقع الدراسات، ونابعًا من رغبة شديدة لدينا في التمسك بالمقاصد الشرعية: حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ كرامة الإنسان وعرضه، وحفظ المال - وهو الخامس - ومن أجل هذا
وضعنا قاعدة أن لا تتزوج الفتاة قبل سن الثامنة عشرة، وكذلك الفتى لا يتزوج قبل سن الثامنة عشرة، فيكون السن المناسب للزواج هو السن الذي تتهيأ فيه الفتاة لقيادة البيت، لأن سيدنا الرسول يقول: "المرأة راعية وهي مسؤولة عن رعيتها في بيتها"، فالمرأة في بيتها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، وكما أن الرجل راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، فالمرأة أيضاً راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، ولذلك أنسب سن للزواج ما بعد الثامنة عشر طيب، لكن هل ما دام بعد الثامنة عشر نتزوج إذاً فلا بد أنه عند
الثامنة عشر نتزوج؟ لا، إنما هذا يختلف باختلاف التجهيز. "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" حماية تحميه من الفاحشة والزنا والانحراف، ولذلك الشباب متى يتزوج؟ يتزوج عندما يستطيع، وهنا الشرط الذي شرطته الشريعة في أحكامها وهي الاستطاعة. ينبغي أن يستطيع سواء كان الفتى أو الفتاة. يقول سؤال آخر: هل الزواج هو مرحلة جديدة من الحب قبل الزواج؟ وبالعشرة يتولد الحب. هذا ميل قلبي، ولذلك
بعد مرحلة من الزواج خاصة مع حسن الخلق وخاصة مع... الدين وخاصة مع استقرار الأحوال يأتي معه شيء من الميل القلبي وهو الذي سميناه بالحب أو الحب عطاء. هل المشاكل الزوجية بداية لنهاية الحب؟ طبعاً المشاكل الزوجية لو تركناها تتفاقم فإنها كفيلة بأن تشوش على الحب إذا كان موجوداً، يعني لو كان هناك حب ثم جاءت المشاكل أو المشكلات الزوجية. هذه المشكلات الزوجية لا يجب تركها، بل لا بد من فهمها والتفاهم بشأنها، ولا بد من حلها، ولا بد من أن نضع قواعد لها، وإلا فالمشكلات الزوجية قادرة على
إفساد الود والسكينة والحب، ويصبح هناك نكد. ولذلك عندما أباح الله الطلاق قال: "يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ". إلى لقاء آخر، عليكم ورحمة الله وبركاته،