#شبابنا | الحلقه التاسعة و العشرون | الشباب و مصر

#شبابنا | الحلقه التاسعة و العشرون | الشباب و مصر - شبابنا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات شبابنا. هذه الحلقة يمكن أن نعطي لها عنواناً "شباب مصر" نعالج فيها جوانب متعددة
نريد فيها وقد ذكرنا مرة عن الانتماء ومرة عن المسؤولية ومرة عن المال، نريد أن يتعلم شبابنا الانتماء وحب هذا الوطن وأننا أهل هذا البلد لا ينبغي أن نفر منه، ولذلك فهناك ظاهرة هي ظاهرة الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية، في القديم لم تكن هناك هذه المشكلة، مشكلة. هجرة العقول، وفي
القديم كان الذي يهاجر يشعر بالغربة، فكان أهل المهجر منهم إليه أبو ماضي مثلاً يكتب القصائد التي تُشعر الإنسان بالوحدة وبالغربة، لأنه ذهب إلى مكان يختلف في لغته، يختلف في عاداته وتقاليده، يختلف في مجريات حياته، يختلف في القيم الضابطة يومياً لسير العلاقات بينه وبين الإنسان، يختلف. في الوجوه التي تربى في وسطها وهكذا كان يشعر بالغربة وبالوحدة، والوحدة شعور قاتل
لأن الإنسان جُبِل وخُلِق من عند الله سبحانه وتعالى في مجتمع، ولذلك لم يُخلق آدم وحده بل خُلِق له ومنه زوجه وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً، فالقضية هي قضية الاجتماع البشري وأن الإنسان لا يمكن أن يعيش وحده ولذلك أحوجه الله سبحانه وتعالى إلى غيره في المأكل والمشرب والملبس ونحو ذلك. والهجرة الشرعية تدخل البلاد بالقوانين وتدخل البلاد من باب مقبول، فهذا البلد يستقبلك ويعطيك إقامة ويعطيك جنسية ويعطيك عملاً ويدرس لك علماً ويقبل
منك مالاً أو تجارة. ولكن أضفنا إلى الهجرة الشرعية هجرة أخرى كانت أكثر من وقع في المصيبة وهي الهجرة غير الشرعية، والهجرة غير الشرعية رأينا بأعيننا أن أناساً يلقون بأيديهم إلى التهلكة، وهذا معناه مغامرة غير محسوبة، ومعناه أنه أحبط هنا في بلده، ومعناها أنه ليس هناك تعاون بين الناس. في مرة من المرات كانت هناك هجرة شرعية لمائة
شاب من منطقة واحدة، كل واحد منهم دفع خمسة وعشرين ألف جنيه، بمعنى أنه مليونان ونصف في هذه الرحلة، رحلة الهلاك. والسؤال: ألم يستطع المائة - وهم من مكان واحد - أن ينشئوا مصنعاً أو ينشئوا مشروعاً خدمياً أو تجارياً أو زراعياً بهذا المبلغ؟ وهذا مبلغ ليس مبلغاً تافهاً ولا قليلاً. ألا يمكن؟ أن يكونوا يفعلون هذا، نحن في أزمة حقيقية في قلة موارد التمريض وفي قلة موارد الطب والصحة وفي قلة موارد العلاج
بشكل عام، والشباب منهم من يصاب بفيروس سي فتهد قواه ولا يستطيع الحراك، فلماذا وبهذه الأموال التي أهدرت وذهبت في البحر، وعاد من عاد ومات من مات، لماذا لا نفكر أن ننشئ شيئاً بحيث أنه يعلم الناس العمل ويعلم الناس الإنتاج في أمور تختص بمعالجة أزماتنا ومعالجة مشكلاتنا. إذا نحن نفتقد القيادة ونفتقد شعور التعاون ونفتقد أيضاً العمل والعمل الجاد الذي
يرتبط بالإدارة. لقد افتقدنا إذاً كل هذه الأشياء ولذلك نحن مثل السيارة المفككة، سيارة ولكن كل جزء منها مفكك. عن الآخر، وجَّه الخطاب الديني الناس إلى كيفية الصلاة وكيفية الوضوء وكيفية الصيام، وهذا أمر طيب، لكن كان الدين منعزلاً عن الحياة، والحقيقة أن الدين جزء من الحياة. كان ينبغي أن يُدخَل إلى الدين من هذه المداخل: كيف تعمل، كيف تدير، كيف تتعاون، ماذا تريد، وماذا تعني عمارة. الكون ماذا تريد وماذا
يعني عمارة الكون؟ كيف نجعل عمارة الأكوان من حولنا عبادة لله؟ "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ما علاقتها بقوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"؟ وما علاقتها بقوله تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"؟ وما علاقة ذلك بمجموعة من الأخلاق يجب أن نتحلى بها؟ في قوله تعالى: "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها". عبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، وما علاقة هذا بأبنائنا الذين يغرقون في الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى أنهم يرتكبون
جريمة أخرى في العدوان على الدول التي يريدون أن يدخلوها غصباً عن حكوماتها وغصباً عن شعبها، وعندما يدخلون هناك. فإنهم يعطونهم الفتاة ويعطونهم الأقل لأنهم يعرفون أنهم قد دخلوا بصورة غير شرعية وأنهم مهددون من قبل النظام أو من قبل السلطة. كيف نغير عقول هؤلاء الشباب وما الدافع الذي دفعهم إلى الهجرة غير الشرعية؟ الدافع في الحقيقة هو أنهم رأوا غيرهم قد نجحوا، يعني هناك أناس ذهبوا في هذه الدول التي يذهبون إليها ونتج
أنهم نجحوا وبعضهم جاء فتزوج وبعضهم جاء فاشترى قطعة من الأرض وبعضهم جاء فأكمل البيت في القرية، إذاً هذا نجاح ونريد أن نكون مثل هؤلاء الناجحين حتى لو كانوا يسيرون السير الخطأ وحتى لو كانوا يرتكبون مثل هذه التصرفات الخطرة من ناحية والحمقاء من ناحية أخرى. ثانية والضار بالبلاد والعباد من ناحية ثالثة، هذا لا يهم، ولكن المهم أن نكسب في التنافس بيننا وبين من بنى البيت أو اشترى قطعة الأرض. هذا هو حال كثير من الشباب الذين يلقون بأيديهم إلى التهلكة،
حال كثير من الشباب الذين يلقون بأنفسهم في البحر ويلقون بأنفسهم في المخالفة وحال. كثير من الشباب الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية في دول أخرى من أجل أن يعيشوا هناك، ولكن الحق يقال إنهم قلة، حتى لو كان هناك مرة سبعين ومرة مائة ومرة مائتين، فإن هؤلاء قلة من الشباب. الشباب عندنا أكثر من عشرين مليون شاب، إذا كان قد أخطأ منهم ألف أو... ألفين أو ثلاثة أو عشرة آلاف، فإن نسبتهم تكون عشرة آلاف على عشرين، أي واحد في كل
ألفين. ألفا شاب أمامي، واحد منهم فقط هو الذي يخطئ. نرجو الله لهم السلامة، وأن يرجعهم إلى صوابهم سالمين غانمين كما دعا رسول الله للباهلية. ونرجو الله لهذا البلد الصلاح والإصلاح. السلام. عليكم ورحمة الله وبركاته،