#شبابنا | الحلقه الثامنة عشر | الشباب وحب المراهقة

#شبابنا | الحلقه الثامنة عشر | الشباب وحب المراهقة - شبابنا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في لقاء جديد وفي حلقة جديدة من "شبابنا: الشباب والحب". وردت إلينا أسئلة كثيرة من هذه.
الأسئلة: متى يصبح الحب عند الشباب ليس مراهقاً؟ الشاب يحب فيقولون له: إنك مراهق. كلمة مراهقة في اللغة العربية في الحقيقة أنها للطفل الذي لم يبلغ بعد، فراهق البلوغ يعني قارب البلوغ، أي أنه أوشك على أن يتم خمسة عشر سنة فيقولون عليه مراهق، لكن المراهق في... لغتنا اليوم غيرت معنى المراهق في اللغة العربية. المراهق في لغتنا اليوم معناها الشاب في حالة التغيرات الجسمية والنفسية والشخصية
والعقلية التي يمر بها الشباب من سن ثمانية عشر سنة إلى سن واحد وعشرين سنة، أو من سن ستة عشر سنة إلى سن واحد وعشرين سنة، وتختلف باختلاف البيئات المراهقة هم يقولون عنها غير المراهقة في اللغة. المراهقة في اللغة هي التي تكون قبل البلوغ، يعني نهاية الطفولة وبداية الدخول في مرحلة الشباب. الثانية لا، في الثانية الجسم ما زال ينمو طولاً، والجسم ما زال يزداد وزناً، والعضلات ما زالت تتكون، ولذلك تستمر هذه الحالة من سن ستة عشر سنة تتم هذه التغيرات الحيوية في الجسم التي تجعل الإنسان له صفات معينة
رصدوها فوجدوها غير مستقرة كثيراً، خاصة في عصرنا هذا. ما ميزة عصرنا؟ إن إيقاعه أو وتيرته سريعة جداً، فاليوم يمضي بسرعة، وسبب ذلك هو الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة. الحديثة. وما أثر هذه القصة في الحب؟ إن الأب والأم يخافان على الشاب لأنه في هذه الفترة يغير أشياء كثيرة في حياته، يغير من رغباته، يغير من مشاعره، يغير من الأمور التي سيدخل فيها. لم
تكن الدنيا هكذا في زمن الصحابة، فقد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام لكي يدخل كان عمره في المعركة أقل من خمسة عشر سنة فقال له: "لا، أنت ما زلت صغيراً"، وكرر ذلك ثلاث مرات حتى وافق على أنه نعم، اكتمل جسمه ووضعه في ذلك الوقت الذي نسميه المراهقة، حيث تتم تغييرات كثيرة في جسد الإنسان وبالتالي في نفسيته والأب والأم. يكونون خائفين عليه عندما يأتي ويقول: "أنا أحب فلاناً"، فيقولون له: "لا، هذه مُرهِقة". ماذا تعني كلمة "مُرهِقة"؟ تعني أنك ستغير رأيك. إن الحب في أصله عطاء. أنت ستعطي. الذي يحب لا يكره.
أو عندما تصطدم معها في أول اصطدام، أو عندما تصطدم معه في أول صدام، ستكره. بعضكم يلعن بعضاً، هذا هو الذي يقولون عنه، حتى لا تكون هذه مرهقة، والشاب يسكت ويقول: متى يكون الحب غير مرهق؟ يكون الحب غير مرهق إذا كان ثابتاً، إذا لم يكن عن شهوة، إذا كنت تعرف حقيقته وأنه عطاء. أتعرف ماذا يعني العطاء؟ يعني أنك ستعطي ولن تأخذ، معنى ذلك أنت ستعطي لكن لن تأخذ. أجرينا بحثاً في الجامعة المصرية، كانت جامعة القاهرة حينها. أجرينا بحثاً عن الطلبة الذين أحبوا بعضهم، الشاب والفتاة أحبا بعضهما وتزوجا. والغريب العجيب أننا وجدنا
ثمانين في المائة من حالات الزواج التي كانت تسمى أنها عن حب انتهت بالطلاق. لماذا؟ لماذا انتهت بالطلاق؟ بحثنا في... الأسباب هذه للطلاق وجدنا سبباً غريباً عجيباً أن كل واحد منهم يعتبر أنه ضحى من أجل الطرف الآخر، وما دمت قد ضحيت لأجلك يجب عليك أن تضحي لأجلي. الحب ليس هكذا، وهذا ليس حباً، إنه عقد اتفاق مثل البيع والشراء، إنه عقد مبادلة "احملني وأحملك". هذا عقد أنني أقدم لك الخدمات التالية فقدم لي الخدمات التالية، حسناً. على فكرة، من الممكن جداً لو أسرة نشأت على هذا الاتفاق المتوازن
العادل أن تستمر، ولكن حكاية الحب هذه ليست اسمه حباً. الحب هو أن يعطي ولا يريد منها شيئاً، لا يوجد شيء في الحب اسمه. تضحية... هل يا ترى الشباب فاهم هكذا أم أن الشباب لديه نظرية العقد "خذ وأعطِ، أعطني وأعطيك"؟ ماذا يفهم الشباب؟ إذا كان يفهم المبادلة فهذا ليس حباً، وإذا كان يفهم أنه يستطيع العطاء دون أن يطلب، فإنه مهما كان من الطرف الآخر، لن يشعر أبداً بأنه مَدين له بشيء. منّا عليه ثمانون بالمائة من حالات الزواج التي كانت
عن حب في الجامعة المصرية طُلِّقوا، وعشرون بالمائة لم يُطَلَّقوا. وأيضاً ذهبنا وبحثنا لماذا هؤلاء لم يُطَلَّقوا، ووجدنا أنهم فهموا هذه القضية وفهموا أن الحب عطاء، ولذلك لم يطالب أي منهم الآخر بمديونية في ذمته ولا بأن هو... ضحَّى لأجله وضحَّى في سبيله. تذكرنا كثيراً جداً من قصص الحب عبر التاريخ، وكان هذا الحب كما يقولون قيس وليلى، كما يقولون مسير وعزة. يُروى عنهم أمور غريبة جداً. مجنون ليلى الذي هو قيس بن الملوح وليلى الأخيلية، يُقال أنه عندما
رفضوا تزويجه بليلى كان... يكتبونه، ولكي يجعلوه يأكل يحضرون اسمها ويقول شعر: "أمر على الديار ديار ليلى، أقبل ذا الجدار وذا الجدار، وما حب الديار شغفن قلبي، ولكن حب من سكن الديار". إن الحب شعور راقٍ جداً، ولكن علينا أن نفهم حقيقته لأنه يلتبس بمعانٍ أخرى كالشهوة، كالرغبة في التملك، كالإعجاب، كالاحترام، لكن الحب... ملخصه أن الحب عطاء وأن الذي يحب لا يكره. شخص يسأل كيف يعلم
أو تعلم أن زميلها يحبها حباً صادقاً. "صادق" هذه كلمة مشتقة من الصدق، وهو أمر يفوق الحب أيضاً. يعني هناك فرق بين الحب والصداقة، فصديق الحق هو من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك. الصديق هكذا. الصديق يضر نفسه لكي ينفعه، أما الحبيب فهذا شيء آخر، إنه هو وحده بدون اختبار، إذا أردت أن تختبره فأنت لا تحبه وتريد أن تتأكد منه، وهذا لن ينفع. هذه حقيقة يشعر بها لأنه يعيشها،
ولذلك دائماً الحب لا يأتي هكذا، لا يأتي بالاختبار، لا يأتي واحد ويقول لي أنا... أريد أن أختبر الشخص المقابل لي وأرى إن كان يحبني أم لا. الحب ليس هكذا، إنه قصة أخرى. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اشتركوا في