#شبابنا | الحلقه الثامنة | الشباب والتنشئة

#شبابنا | الحلقه الثامنة | الشباب والتنشئة - شبابنا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات شبابنا. في هذه المرة وهذه الحلقة يمكن أن نعطي لها عنواناً: الشباب. والتنشئة، يسأل الشباب: هل يمكن للأسرة أن تقوم بتربية
سليمة للأطفال حتى ينشؤوا نشأة سليمة؟ هل يمكن بعد أن ينشأ الشباب النشأة السليمة أن يفسده المجتمع؟ ما الحل في مثل هذا؟ هل يؤثر مجتمع الأصدقاء على هذه التنشئة؟ كيف يجب أن يتعامل الأب والأم مع شباب اليوم؟ أسئلة تجول في خاطر الشباب وهذا يؤذن بالخير لأنهم أصبحوا أكثر وعياً وأصبحوا أكثر معرفة وهم كذلك أكثر مما نظن نحن من اتصالنا ببعض الشباب الذي فيه موار موج
هائج، نظن أن الشباب كله هكذا وأن الشباب كله قد انفلت منا ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً، عشرون مليون شاب. في مصر ليسوا على عقلية واحدة ولا نفسية واحدة، توجد اختلافات ويمكن استغلال هذه الاختلافات لمصلحة البلاد والعباد. أنا أريد اختلافات إيجابية نستطيع بها أن نزيل الإحباط عن الشباب ونعمر الدنيا ونتقدم ببلدنا. التعليم له أساس كبير، وقالوا قديماً وهو صادق وما زال صادقاً إلى اليوم: التعليم في الصغر كالنقش. على الحجر لأن التعليم
في الصغر يضاف إلى المعلومات الملكات والمهارات، ولذلك نرى أن الجيل الجديد أكثر قدرة على فهم التكنولوجيا وفهم الإنترنت وفهم الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة من الجيل القديم الذي يقف أمامها وكأنه حائر أو لا يعرف هذه الدوائر المتداخلة التي قد تخصص فيها الشباب منذ الطفولة والتنشئة. مهمة الوضعية إذا أردنا أن ننشئ الشباب تنشئة دينية فعلينا أن نعلمهم ما يسمى في الإنجليزية مثلاً "البرادايم" بمعنى في العربية النموذج المعرفي. وما هو النموذج المعرفي؟ النموذج المعرفي معناه رؤية كلية
للإنسان والكون والحياة ينبثق عنها نظام. هذا هو النموذج المعرفي. وما رؤيتنا؟ من نحن؟ وماذا نريد؟ يعني ما... رؤيتنا للإنسان والكون والحياة في قمة البساطة، كلنا نعرفها ولكنها تحتاج إلى صياغة حتى تصل إلى القلوب وحتى يكون كل بند من بنودها أو عنصر من عناصرها محل اهتمام. نحن نؤمن وهذا غيرنا قد لا يؤمن، ولكن نحن نؤمن بالله بأن هناك خالقاً قد خلق هذا الكون، نحن نؤمن. أن الله لم يتركنا عبثاً. بعض الناس يقول أن الله خلق هذا الكون مثل الساعة وهو يسير وحده والله
لا دخل له بعد ذلك فإن الساعة تمضي. عقيدتنا مختلفة عن ذلك، فالله لم يتركنا هكذا وإنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وكلفنا بالتكاليف وحدد لنا برنامجاً بسيطاً مهماً قوياً محدداً. ماذا؟ نفعل في هذه الحياة الدنيا فقال لي صلِّ وصم وحج البيت وأخرج الزكاة واعتنِ بالفقراء وبرَّ والديك واعمل الخير واعمر الأرض وزكِّ النفس بمجموعة كبيرة من الأخلاق وأمرنا وقال لنا أن في يوماً آخر سنرجع إليه فأصبحت الدنيا لها غاية ولها هدف تخيل أنه ليس هناك يوم قيامة. إذا فالحق أن أفعل شيئاً في هذه الدنيا، لكن تخيل أنه في يوم القيامة وجئت
أريد أن أسرق أو أقتل أو أزني فيقول لي: لا، ففي يوم القيامة ستُحاسب على ذلك. فأصبح يوم القيامة يتحكم في سلوكي؛ لأنني بدلاً من أن أذهب وأفعل هذه الأعمال، أمتنع عنها. إذاً هذا. النموذج المعرفي هذا، هذه العقائد، هذه الرؤية الكلية تفيد حتى في السلوكيات. ماذا يريد منا الله سبحانه وتعالى؟ ربنا في القرآن في ستة آلاف ومائتين وستة وثلاثين آية، خمسة في المائة فقط في كل الأحكام الشرعية، وخمسة وتسعين في المائة في الأخلاق. السنة فيها حوالي ستين ألف حديث، ألفان فقط. في كل الأحكام الشرعية وخمسة وتسعين في المائة من السنة في الأخلاق، والله لا يؤمن
من بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم، لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، من تواضع لله رُفع، أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه. أمرنا أن نحافظ على الأوقات وأن نكون جادين في حياتنا. فقال: ليِّنوا في أيدي إخوانكم. العمل في الفريق يعني أن نعمل مع بعضنا. ولذلك تجدنا في الصلاة مع بعضنا جماعة، وفي الحج جماعة، وفي الزكاة جماعة، ونصوم مع بعضنا ونفطر مع بعضنا. بعض وهكذا لم يقل ماذا كل واحد يصوم ثلاثين يوماً الذي هو يختار، لا وكأن الدنيا
قد جنت على الوحدة والتكاتف والتعاون، "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". أيضاً يقول لي ماذا أفعل في برنامج عملي للإنسان، ولذلك في التعليم والتنشئة في غاية الأهمية، والتعليم والتنشئة. يؤثر في حياة الشباب، وما دور المجتمع إن لم يكن كذلك؟ وما دور أصدقاء السوء؟ ألا وإن المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. إذا كان صديقي يتعاطى المخدرات أو يشربها أو كان منحرفاً، وهو صديقي وحبيبي، ولا بد أن أعيش معه، فماذا أفعل حينئذٍ أثناء؟ ما الذي يشتمه، وماذا أفعل
أثناء شربه، وماذا أفعل أيضاً بالأسماء حين يفسد أو لا يرى عمله جيداً. ومن هنا أصبحت الصداقة مهمة للغاية ينبغي أن نلتفت إليها. ماذا أفعل مع صديقي الذي تربيت معه ثم انحرف؟ إن الله تعالى قد أوجد شيئاً يسمى النصيحة، وأوجد شيئاً يسمى الدين. فالدين إخواننا الكرام، فعندما تحب صديقك من قلبك إياك أن تتركه، بل أحببه وانصحه. وإياك أن تقول أبدًا: أنا مع الناس، إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت، فالجميع يفعلون هكذا. لا، بل إن أحسن الناس فأحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا، بل أحسنوا أيضًا. هذه هي
التنشئة وهذا هو أثر الأصدقاء. رحم أتمنى أن يكون كل هذا هو الصداقة الصحيحة، وأن يكون كل هذا هو التربية والتنشئة الصحيحة. فماذا نفعل في المجتمع إذا كان المجتمع يتجاذبنا؟ أول شيء يجب أن نعوِّد أنفسنا عليه - وكثير جداً من الشباب لا ينتبهون إليه - هو الدعاء. فالدعاء يقوي الإيمان عندما يكون دعاءً بالصلاح. ادعُ ستجد الناس يحبونك، انظر إلى المجتمع. يُقال "من قال هلك الناس فهو أهلكهم". لا تقل أبداً أن الناس قد هلكوا، بل
قل "الله يكون في عون الناس، يا رب اهدِ الناس، يا رب قف مع الناس". وهكذا، لو تعلمنا هذا الكلام سندرك أن التنشئة والتعليم وأصدقاء الخير تجعلنا ننظر نظرة. أخرى للمجتمع. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.