#شبابنا | الحلقه الخامسة عشر | الشباب والمال - الجزء الاول

#شبابنا | الحلقه الخامسة عشر | الشباب والمال - الجزء الاول - شبابنا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات شبابنا. الحلقة اليوم عن الشباب والمال، والسؤال من الشباب: ما تأثير تردي؟ الأحوال الاقتصادية في البلاد على الشباب في الحقيقة لها تأثير
مختلف. بعض الشباب يُصاب بالإحباط، وبعض الشباب يُصاب بشيء من العزلة أو الحزن الشديد، وبعض الشباب يُصاب بشيء من التحدي، فيدفعه ذلك إلى أن يبحث عن العمل ليتغلب على قلة المال وحالة التردي، وبعض الشباب يحصل لديهم نوع من أنواع... التوازن النفسي الذي يُدرك فيه أن التردي الاقتصادي سيمر وقته، لكنه لن يمر إلا بالشغل والعمل. كانوا يقولون قديماً مثل الإمام الماوردي أن الدول والمجتمعات تقوم بالعمل الصحيح والأمل الفسيح.
المشكلة ليست في المال، فالمال يأتي ويذهب في الحقيقة، ولكن المهم في الغاية. المشكلة أنه لا بد علينا أن نعمل علينا أيضاً وعلى نفس قدر العمل أن يكون لدينا الأمل الفسيح أما المال ففي موتها الأهوية. وكان مشايخنا يقولون لنا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المدينة فعل شيئاً، بنى دولة لأن هناك مال. عندما كان في مكة مكث أربعة عشر سنة في مكة لكن. لم يكن هناك مال فلم نبنِ دولة، وهذا معناه أن الله يعلمنا أنه حتى سيدنا النبي وهو مؤيد من
عند ربه، ولكن لمدة أربعة عشر سنة لم يستطع أن يؤسس المؤسسة التي تنتج الدعوة وتنتج الدولة وتنتج هذه الأشياء والقوانين. بقي في مكة أربعة عشر سنة، على فكرة خلال الأربعة سنة أسلم معه مائتان وشخص واحد فقط، وعندما سافر إلى المدينة وهاجر إليها كان عدد المهاجرين معه نحو تسعين شخصاً. هؤلاء المائتان أين ذهبوا؟ ثمانون منهم ذهبوا إلى الحبشة فبقي حوالي مائة وعشرون شخصاً معه في مكة. وعندما هاجر إلى المدينة أصبح معه
تسعون تقريباً، أي أن هناك ثلاثين بقوا. في مكة وعرفوه شهادة وأصبح عندنا ثمانون شخصاً في الحبشة وأصبح عندنا تسعون شخصاً في المدينة وأصبح عندنا ثلاثون شخصاً تقريباً في مكة أو أقل من ذلك. خلال الثلاث أو الأربع سنوات أو الخمس سنوات أو الست سنوات بدأ الناس يهاجرون من مكة من هؤلاء الثلاثين ومن أسلم بعد مغادرة والسلام مكة، لكن في النهاية الصورة العامة أن سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان في مكة ولم يكن هناك مال، فكانت الدعوة أولاً محدودة، وثانياً لم يستطع
أن يقيم الدعوة، فذهب إلى المدينة ونصره الأنصار ودخلوا في دين الله أفواجاً وأيدوه بأموالهم ومدينتهم، فاستطاع أن ففي دم استطاع صلى الله عليه وسلم أن يقاوم وأن يجاهد في سبيل الله، يبقى المال في منتهى الأهمية. من غير مال لن نستطيع أن نعمل، ومن غير مال. هذا المال هو الوقود، فالسيارة التي بدون بنزين لن تسير حتى لو أردنا أن تسير، وحتى لو دفعناها فإنها لن ستمضي ولن تدور، لكن متى يأتي الدور؟ عندما يكون هناك البنزين أو المال. هذا ليس مقصوداً بذاته، ولكنه البنزين الخاص
به. إن أثر تردي الأحوال المعيشية للشباب هو أثر مختلف، ولكنه في النهاية غالباً ما يكون أثراً سلبياً، وقليلاً ما يكون أثراً إيجابياً حيث يحفز الشباب على العمل ويحفزهم. على الخروج من الدائرة المغلقة فيقولون: حسنًا، ما هي أسباب الفقر؟ سوء توزيع الثروة والدخول، وسوء التنظيم، والاتكال على الغير، والتقاعس عن العمل، وعدم التكافل الاجتماعي، والحروب. فهل هذا صحيح؟ لدينا واحد وخمسون في المائة من الشباب، لدينا الشباب الذي نتحدث عنه من ثمانية عشر إلى تسعة. وعشرين
سنة وهؤلاء نحو عشرين مليوناً، عشرة ملايين وأكثر منهم فقراء. هذا الفقر يُقاس كيف؟ فقراء أم أغنياء أم غير ذلك إلى آخره. فنحن لدينا ثلاث حدود كلها تبدأ بحرف الكاف: كفاف، كفاية، كفاءة. ثلاثة مستويات، والحقيقة أن هذه الأمور كانت محل بحث من الأمم المتحدة فيما يتعلق بالغذاء، لأن كان من ضرورات الإنسان، ولذلك دخلوا من قضية الغذاء، والغذاء يتعلق أيضاً بالسعرات الحرارية التي يتناولها الشاب أو الإنسان عموماً، أي يتناولها الإنسان في
اليوم. فقالوا إن الفتاة تحتاج إلى ألفين ومائتي سعرة حرارية في اليوم، وإن الفتى يحتاج إلى ثلاثة آلاف ومائتي سعرة حرارية في اليوم، وبدأوا يضعون ما بالمجموعات الغذائية أ وب وج ود إلى آخره، وأيضاً الأيه إم سي دي بالإنجليزية. هذه المجموعات، كل مجموعة تتميز بشيء معين: مجموعة تتميز بأن فيها بروتينات سواء كانت نباتية أو حيوانية، ومجموعة ثانية متميزة بأن فيها خضروات، ومجموعة ثالثة متميزة بأن فيها سكريات وسعرات إلى آخره، والإنسان لابد أن يتناول متوازنة شيء من هذه المجموعات بحيث أنه يكتفي
بثلاثة آلاف ومائتين أو ألفين ومائتين سعر حراري، والسعر الحراري حددوه بأنه كمية الحرارة التي ترفع درجة حرارة واحد جرام من الماء من رقم ثلاثة عشر إلى رقم أربعة عشر، هذه الكمية محددة، كمية حرارة تجعل الجرام الواحد يرتفع من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر هو السعر الحراري، وبعد ذلك بدأوا يقيسون الأغذية كلها على السعر الحراري واحتياج الإنسان وكيفية تحوله إليه، وبدأوا يقيسونها على المائة جرام. كل هذا الكلام لماذا؟ هذا الكلام تم حسابه لكي أرى في النهاية أن هذا الغذاء يمثل تقريباً في الحالات العادية أربعين في المائة
يجب أن يكون عليه الإنسان بمعنى أنه افترض أن الطعام الذي أريده سيكلفني مثلاً مائة جنيه في الشهر، فستكون هذه المائة جنيه تعني أنني أحتاج في الشهر مائتين وخمسين جنيهًا. من أين أتتني؟ أن هذه المائة جنيه تمثل أربعين في المائة من دخلي، يعني ينبغي للإنسان أن يصل في نحو... أربعون في المائة من دخله على الأكل والشرب، حسناً، والملابس، حسناً، والمواصلات، حسناً، والسكن، حسناً، والعلاج، نعم، هذا هو الفرق المهم. ولذلك يقول لك: نحن والله نريد الحد الأدنى للأجور، الحد الأدنى للأجور ينبغي أن يُحسب على هذه الحسابات المتعلقة بالطعام والشراب، بعد أن نحسب من الأكل والشرب. إذن الذي يدخله مائتان وخمسون مثلاً في
المثال الذي نتحدث عنه، من الممكن جداً أن يصبحوا ألفين وخمسمائة، وهذا للفرد الواحد. افترض أن شخصاً متزوج، فيجب أن يكون دخله خمسمائة جنيه. وافترض أنه أنجب، فيجب أن يكون دخله سبعمائة وخمسين جنيهاً، وهكذا. ولذلك حتى يقول الشخص الواحد أنه... سيبني أسرة فيحتاج إلى كم في سنة ثمانين؟ كان هناك شيء يسمى المجالس المتخصصة، وتوصلت إلى أن حد الكفاف مئتان وثمانون جنيهاً. بعد ذلك ارتفع حد الكفاف هذا حتى وصل إلى ما لا يقل عن ألف ومئتي جنيه للإنسان الواحد أو للشخص الواحد. الأسرة النووية ثلاثة، فيكون لدينا... ثلاثة آلاف وست مئة جنيه هو حد الكفاف، وحد الكفاية يُضرب في اثنين، وحد
الكفاءة يُضرب هذان الاثنان في أربعة لكي نصل إلى حد الكفاءة. مرة أخرى سنلتقي على هذه السورة في قضية الشباب النووي لأنها في منتهى الأهمية وفي منتهى الخطورة، ويجب أن نفهمها مع بعضنا البعض. السلام عليكم وبركاته. شكراً للمشاهدة.