#شبابنا | الحلقه الخامسة و العشرون | الشباب و الاعلام

#شبابنا | الحلقه الخامسة و العشرون  | الشباب و الاعلام - شبابنا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات شبابنا. في هذه الحلقة يمكن أن نسميها "الشباب والإعلام"، والإعلام قد يكون مرئياً وقد يكون مسموعاً وقد يكون مكتوباً. والإعلام
بدأ بصورته الحالية من القرن السادس عشر، وساعدت فيه المطابع، ثم ساعد فيه بعد ذلك اختراع الكاميرا والصورة، وبعد ذلك وسائل الاتصالات المختلفة. الشباب في الإعلام، فما الإعلام؟ الإعلام في الحقيقة يعالج أربع قضايا كبيرة، القضية الأولى هي قضية الخبر، وأساساً الصحافة مبنية على الخبر، والخبر له محور وهو الصدق، وبدون الصدق فإن الصحافة تكون مضللة لأنها تتحدث عن أمر غير واقعي. وعندما
نتحدث كثيراً عن الأمور غير الواقعية، ثم بعد ذلك عن الأمور الهامشية غير المهمة في حياتنا، ثم بعد ذلك عن الأمور المخالفة للحقائق، فإننا بذلك نساهم في بناء العقلية. الخرافية السطحية غير القادرة على اتخاذ القرار المتحيرة حتى قالوا عندما فضَّل بعض الصحف أن تكون للإثارة وليس للإنارة: حائر في عالم محير. الخبر هو القسم الأول من قضية الإعلام، والقسم الثاني في الإعلام هو الرأي، ومبنى الرأي
الحرية. نصيبها في الآراء، فكل شخص يُخرج ما في نفسه. يعطيني قوة للمجتمع حيث أنني أملك رأيي ووجهة نظري التي قد تكون صواباً معروضة على الجماهير من أجل تبنيها أو رفضها أو مناقشتها. القسم الثالث هو الحقائق، والحقائق قد تكون حقائق واقعية وقد تكون حقائق علمية. تهتم الصحافة بعرض هذه الحقائق من أجل الوصول إلى بناء
العقلية المفكرة، وهذه العقلية عقلية جماعية، والقسم الرابع في الإعلام هو الخدمات مثل تقديم ترفيه، فمثلاً تجد في بعض الجرائد الكلمات المتقاطعة أو السودوكو أو صدق أو لا تصدق أو حدث في مثل هذا اليوم. أمثال هذه الترفيهات من الخدمات، أيضاً صفحة الوفيات من الخدمات، والإعلانات لكافة مناحي الحياة، لدرجة أن هناك صحافة تخصصت. في قضية الإعلانات، وهناك غلبة للإعلانات في المرئي وفي المسموع وهكذا، هذه الأقسام الأربعة ينبغي أو كان ينبغي أن يوجد الشباب فيها. والشباب يسأل: هل
نحن في الحقيقة من ثمانية عشر لتسعة وعشرين قد صُوِّرنا تصويراً حقيقياً في الإعلام؟ هل عالجوا مشاكلنا أم أنهم يعرضون المشاكل دون حل؟ ويقول في... مشكلة في التعليم، مشكلة في البطالة، مشكلة في الصحة، مشكلة في المستوى الثقافي للشباب. عندما نسأله من هو سعد زغلول فيقول: "إنه واحد من الفراعنة"، وعندما نسأله متى قامت ثورة ألف وتسعمائة اثنين وخمسين فيقول: "قامت سنة تسعة عشر". إذاً هناك خلل في المجتمع من الناحية. الثقافية... هل الشباب قد مُثل في الإعلام الحقيقي؟
مثل هذه الأسئلة يجب أن تكون الإجابة عليها بوضوح وتحديد أنه ليس كل الإعلام اهتم بالشباب وأحسن الاهتمام بالشباب. هناك وزارة للشباب تقوم بجزء من دورها في الاتصال بالشباب، والإعلام يقوم بجزء من دوره، لكن علينا ألا نرى أنه لا يوجد إطلاقاً. شيء نحاول مع الشباب والشباب ضائع، ولا نرى أننا قد وفينا الأمر في جهة الشباب أبداً. لا هذا حاصل ولا حصل. الشباب جئنا في فترة من فترات الزمن وعملنا لهم شيئاً اسمه الساحات الشعبية كي يذهبوا ليلعبوا فيها الرياضات
المختلفة، وعملنا لهم شيئاً آخر اسمه مراكز الشباب، وعملنا لهم شيئاً اسمها وكلها هذه الهياكل الأساسية بُنيت فعلاً نوادٍ اجتماعية ونوادٍ للشباب، وأنشأنا لهم حركة تسمى حركة الكشافة. بعض هذه المراكز وبعض هذه النوادي وبعض هذه المنشآت تعمل إلى الآن. إذًا فالشباب قد تكون أمامه فرصة لكنه لا يستغلها، لكن هذه الفرصة مع زيادة السكان - وزيادة السكان هذه مصيبة كبرى تستهلك وتستنزف كل الجهود التي نبذلها. عندما أنشأنا مراكز الشباب وعندما أنشأنا النوادي، كان عددنا لا يزيد
عن ثلاثين مليون نسمة. اليوم نحن تسعون مليوناً، أي ثلاثة أضعاف. هذا يعني أننا نحتاج إلى بناء مرتين من المباني الحالية، ونحتاج إلى إعادة بناء كل هذا النظام مرة أخرى من أجل أن ثمناً غالياً من حياتنا ومن رفاهيتنا ومن تطورنا. الشباب في الإعلام أيضاً له علاقة بالشباب والدراما، فهل الشباب ممثَّل في الدراما تمثيلاً جيداً؟ يعني في الأفلام وفي التمثيليات وهكذا. في بعض الأفلام التي تتحدث عن الشباب، ماذا تحدثت عنه؟ تحدثت عن الانحراف،
تحدثت عن الانفلات، تحدثت عن المخدرات وكأنها أمور... متصلة بالشباب، كل هذا موجود في بعض الشباب، لكن هناك شباب آخر لم يسر هذا المسار، بل هو الأغلب. الشباب الذي تعاطى المخدرات هو الأقل، والشباب الذي انحرف في حياته هو الأقل، والشباب الذي ألحد هو الأقل. وعندما أجرينا بحثاً مطولاً في قضية الإلحاد وعلاقة الشباب بالدين، اتضح أنه... اثنا عشر في المائة، من عشرة إلى اثني عشر في المائة في الوطن العربي، يعني بينهم وبين الدين أزمة. طيب، اثنا عشر في المائة، اثنا عشر
ونصف، هذه تُمثل الثُمن، أي واحد من كل ثمانية. إذاً أين حال السبعة الباقية؟ فسبعة من كل ثمانية ليست لديهم هذه المشكلة، ونحن عندما نتحدث عن الشباب، نتحدث عن جميع الشباب. هذا الشخص الذي بينه وبين الدين مشكلة، وقد تصل هذه المشكلة إلى الإلحاد والغضب من الله والتمرد على التكاليف، وقد تكون غير ذلك، لأن الإنسان إنسان، ولأن الشباب شباب. ونحن في معالجتنا لن ننسى هذا المتمرد الذي غضب من الله أو ألحد، لن لكن أيضًا لن ننسى السبعة الآخرين الذين ساروا بشكل صحيح. موضوع الشباب والإعلام
ينبغي ألا تكون فيه إجابات قاطعة باتة نهائية، أبيض وأسود. لا، توجد مساحات بيضاء ومساحات سوداء. ينبغي علينا أن نبني الخريطة وأن نبين ما هو القصور والتقصير ونعمل عليه، نبني خطة من أجل القضاء على هذا السواد. ونُبيِّضه وكذلك نضع خطة للحفاظ على المساحة البيضاء، ومن هنا فإن كل الإجابات الأحادية مثل أن الشباب بخير وانتهى الأمر، أو الشباب بشر وانتهى الأمر، أو الإعلام لا يقوم بدوره وانتهى الأمر، أو الإعلام يقوم بدوره وانتهى الأمر، هي إجابات مخالفة للواقع. فالواقع
أكثر تركيباً، وأكثر تعقيداً، وأكثر تطوراً، وأكثر توخياً من الإجابات الأحادية، انتبهوا جيداً. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.