شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | باب الوقف | أ .د علي جمعة

شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | باب الوقف | أ .د علي جمعة - شرح متن الزبد, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. باب الوقف، والوقف يخرج فيه المسلم من ملكه ويجعل الشيء ملكا لله بحيث أن تبقى عينه هكذا لا تتغير ولا يتصرف فيها لا ببيع ولا بشراء ولا بهبة ولا بأي تصرف كان، ولذلك اشترط الشافعية فيه أن يكون عقارا أرضا أو مباني ولا يكون منقولا كالسيارة مثلا ولا يكون نقودا، أما المالكية فأجازوا أن يكون
الوقف من النقود وهو موافق لعصرنا حيث إننا نوقف مبلغا معينا من الأموال ونضعها للاستثمار تحبس عينها ثم نصرف إيراداتها في وجوه الخير، وهذا أرفق بالأعمال خاصة في ظل الكثير من القوانين التي جعلت العقار وكأنه لا قيمة له، تثبيت الإيجار وعدم خروج الساكن وهكذا إلى آخره، فكأنه لا قيمة له. فحقيقة الوقف أنك تأتي بشيء له قيمة من عقار أو نقد، النقد ليس معتبرا عند الشافعية الذين الكتاب الخاص بها عند الملكية ونضعه فنخرجه من
ملكنا ونجعله في ملك الله ومعنى ملك الله أنه صار ملكا لجماعة المسلمين ثم بعد ذلك يأتي الواقف ويضع شروطا لوقفه فيقول هذه الثمرة هذا الربح هذا الريع هذا الدخل الذي يأتي من الوقف أين يذهب فيجعله مرة على طلبة العلم أو على الفقراء والمساكين أو يجعله على شؤون الصحة أو يجعله على شؤون رعاية الأمن بين الناس أو يجعله في سبيل الله ينفق في الدفاع عن الأوطان أو يجعله وهكذا في أي سبيل من السبل التي يقوم بها المسلم في نفسه أو المجموعة في مجموعها أو الأمة في ذاتها وشرط
الواقف كنص الشارع يعني لا يجوز أن نغير ما اشترط لأننا لو غيرناه لذهبت الثقة بالوقف وأراد الأغنياء أن يوقفوا ثم يتشككون في أنك تأتي من بعدهم وتغير مرادهم وهم يريدون أن تذهب هذه الأرباح هذه الأموال إلى جهات معينة بالذات وأقام الله سبحانه وتعالى كل قلب فيما يشغله شغل كل قلب بشيء فشغل بعضنا بالعلم وشغل بعضنا بالفقه والعطف على المساكين وشغل بعضنا بالصحة والعطف على المرضى وشغل بعضنا بالأيتام وشغل وهكذا فالله سبحانه وتعالى شغل كل قلب بشيء مختلف عن الشيء الآخر لكن الكل يكتمل
في رعاية شؤون الأمة والوقف تركه كثير من الناس وبدأ كثير من المسلمين في العصر الحاضر يعودون إليه بعد أن حاربه المحتل عندما كانت إنجلترا هنا وفي العراق ألغت الوقف فعندما ألغت الوقف في العراق كان الخطيب يأخذ من الأوقاف وليس من الحكومة الوقف هذا الذي يقولون عليه الآن مؤسسات المجتمع المدني ولكن كلام أجنبي مترجم لكن عندنا الوقف يعني ماذا يعني أوقفته لله تملأ ربنا في الحكاية تملأ كلمة ربنا عندنا عندهم ما يوجد يقول لك مؤسسات المجتمع المدني
التي هي التراست أو المؤسسة أو ما هو المجتمع المدني الناس يعني طيب أين ربنا ما عليه ربنا هذا بعدين طيب ما عليه نحن إذن عندنا الوقف هذا قام بدور التعليم كل التعليم والدعوة والصحة والأمن كان تابعا للوقف، ولذلك الأوقاف التي وقفت على الأزهر لا يعلم مقدارها إلا الله، حتى أنهم وقفوا على شيخ الأزهر أن يضيف الضيوف، فقد كان بيته مفتوحا دائما والناس تأتي لتأكل ليلا ونهارا، وجعلوا له أوقافا بحيث إذا نزل عن بغلته أمام الأزهر فقرأ الفاتحة للواقف استحق شيئا من الوقف يأكلون
يعني أعمل أي شيء سأعطيك ويأخذ الشيخ لكن لا يبني بها عقارات ولا يعذب ولا كذلك وإنما يردها على طلبة العلم فقط يبقى الشيخ خاصتهم يعني لأن اليد العليا خير من اليد السفلى فكان يعطي من عنده فلما جاء الإنجليز ألغوا الأوقاف، جاءوا وقالوا نريد أن نلغي الأوقاف يا إخواننا، قالوا لهم كيف؟ قالوا ننظمها، ما هو أول شيء تبدأ فيه؟ في التنظيم، ننظمها، قالوا ستنظمونها كيف؟ أنت الشيخ تأخذ كم؟ قال له ثلاثة جنيهات في الشهر، قال له حسنا خذ ستة جنيهات، سننظمها، نأخذ منكم الأوقاف وننظمها ونعطيك ستة جنيهات قال له ما من مانع أنا لا أمانع أبدا الثلاثة ستصبح ستة حسنا الأول كان
يصعد على المنبر ويقول ما يريده ويلعن من دخل الإنجليز والأمريكان وجميع المحتلين واليهود وهو غير خائف لأن رزقه من الأوقاف لا أحد له سلطان عليه خذ الستة جنيه جلبوه قال لهم لا تتكلموا مرة أخرى بهذا الكلام قال لهم لا أتكلم أنا رجل حر قالوا له يا حبيبي نقطع عنك الراتب الذي هو الستة جنيهات فدخل في الدائرة وجاء اعتراض من السفير الفرنسي إلى الباب العالي بأنه يجب على تركيا أن تلغي الأوقاف قال الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى فتعجبنا في المشيخة ما شأن فرنسا والأوقاف، نحن ما شأنها بالأوقاف عندما
تطلب رعاية الأقليات رعاية الكاثوليك في البلاد رعاية، كان من المعقول أن فرنسا كاثوليكية وترعى رعاياها أو دينها يعني معقول، لكن ما شأنها وما شأن الأوقاف، أوقاف أي التي هم يتكلمون فيها هذه؟ ما فعله الإنجليز في العراق أنهم ذهبوا فألغوا الأوقاف ونظموها وجعلوا الرجل الذي يخطب على المنبر يجب أن يقول الكلام الذي في النص المكتوب، وإن لم يقل الكلام الذي في النص المكتوب فماذا يفعلون به؟ يلغون الراتب ويخصمون من الستة جنيهات ويلغونها فيصبح الرجل مشردا ومعنى ذلك أنه إن تكلم انظر ماذا فعل الوقف، علم الناس الحرية، علم الناس الكرامة،
علم الناس العزة مع رعاية مؤسسات المجتمع المدني لقضايا لا تستطيع الدولة أن تقوم بها. هذا الوقف أخذوه منا بعد ذلك وأطلقوا عليه اسم تراست أو مؤسسة أو لا أدري ماذا وطبقوا هذه الفكرة ونجحت وأصبح هناك وقف فولبرايت. وفي وقف فورد وفي وقف كذا وكذا ورعى الأبحاث العلمية وفتح المستشفيات لمكافحة الأمراض والسرطان وكذلك إلى آخره وتطورت الأبحاث في كافة المجالات من هذه المؤسسات أو هذه المؤسسات أو هذه المؤسسات من فكرة الوقف الإسلامي التي فيها خرج الملك من ملكك إلى ملك الله حين تعرف أن هذا ملك لله تعمل ماذا؟ هذا المسجد ملك لله،
قم احترمه وقدسه، وإذا جاء أحد نقول له مثلا أصلح لنا مصباحا فيقصر في عمله كهربائيا، قم قل له: في بيت ربنا اغش خارج بيت ربنا ولكن في بيت ربنا، يعني يستعظمون هذا الأمر، أو كان الوقف كذلك في قداسة هذا الذي ولكن تجرأ عليهم التتار وأفسدوا فسادا عريضا فيها وسرقوا مالها والعياذ بالله تعالى فضربت الحضارة الإسلامية في مقتل ولكنها لم تمت بإذن الله بعد ما أخذت الطعنة من الفجرة الحرامية أيضا لا تزال باقية كما هي هكذا نامت ولم تمت يبقى إذن لا بد أن تكون مالكا لما تريد أن يتبرع به أهلا
لذلك التبرع ألا يكون طفلا صغيرا ولا مجنونا ولا كذلك ولذلك يقول صحته من مالك تبرع الصحة الخاصة به أن تكون مالكا وأن تتبرع بهذا الشيء بكل عين جاز أن ينتفع بكل عين فتبقى النقود ليست أعيانا كل عين تبقى المباني والأراضي هذا عند من عند السادة الذين نحن نقرأ لهم الآن ولكن الفقه الإسلامي أوسع وأرحب مما نقرأ والعين هذه ينتفع بها فلا توقف لي شمعة تنطفئ وانتهت ولا توقف لي مثلا مصباحا ينكسر انتهى ذهبت عينها لا هو يريد عينا باقية حتى تسمى وقفة وإلا فعندما أتبرع للمسجد بشمعة أو بزيت أو
بمصباح فما هذا يكون تبرعا يكون صدقة وتبرعا لكنه لا يكون وقفا، يجب أن يكون الوقف عندهم يكون الذي يكون مثل العقار والأرض، فلنفترض أن العقار انهدم قال انتهى لا بأس علينا نستبدله إذن، فلنفترض أن قطعة الأرض ظهر فيها طريق صلاح سالم أنا عملت قطعة أرض هكذا ووقفتها لله وبعد ذلك بعد منذ مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة جاء شيء يسمى طريق صلاح سالم أو طريق الأوتوستراد وافتتح فيها فماذا نفعل؟ أن نستبدلها ونبيعها ونأتي بقطعة بعيدة نستبدل بها شيئا آخر حتى يظل الثواب مستمرا بكل عين يجوز أن ينتفع بها مع الباقي منجزا عليه ويجب أن يكون هذا الآن حالا لا تقول أنا سأوقف هذا إن شاء الله بعد غد، يجب أن تقول أنا أوقفت هذا
حالا الآن منجزا موجودا، لا تقل أنا البيت الذي سأبنيه سأوقفه، ما أنت لم تبنه بعد، يجب أن يكون شيء موجودا حتى تملكه وتؤهله ويصبح واردا أن ننقله من ملكنا، الملك الذي الملك جاهز أن أسلمه ووسط وآخر إن انقطع فهو إلى أقرب واقف رجع الوقف نوعان وقف خيري ووقف أهلي والوقف الأهلي هذا معناه أن أوقف شيئا على أولادي وأحفادي وهذا ألغي إلغاء هنا في مصر سنة ستة وأربعين وألف وتسعمائة وستة وأربعين والوقف الخيري وهذا باق إلى اليوم واليوم فيما قيل في الأهرام يدعو فيها الدكتور شوقي الفنجري إلى إعادة
النظر في قوانين الوقف وتعديلها حتى يستطيع الناس بسهولة أن يوقفوا وأن يعود دور المسلمين في رعاية أمورهم مرة أخرى فيبقى إذا انقطع هذا الوقف وأعطيناه لأقرب شخص والشرط فيما عدا نفي المعصية لا يجوز أن توقف لمعصية أوقفت لله هذا على أن يدار به حانة، كيف قال؟ والله لكي يستمتع الناس، لا يصلح هذا، الحانة هذه حرام، الخمر حرام. قال: نعم، ولكن عندما أشربها هكذا أسكر وأنسى همومي. قال له: أنت تنسى ماذا؟ قال له: كنت أظن وعقلي دفتر، ما هو سكران لا يصلح، لا يصلح أن نقف على معصية. يجب أن تكون جهة
خارجية وبشرط ألا تكره التتابع والتسوية والمعارضة والتقديم والتأخير، نظارة تعمره وتؤجره، كلما نقوم بوقف نجعل له ناظرا يدير شؤونه ويرممه ويؤجره ويجعله محلا للانتفاع، يقول للناس تعالوا اسكنوا هنا في هذا البيت كنزل أو كفندق مجانا لابن السبيل، وهكذا يقوم بتنفيذ ذلك للشرط الخاص بهذا الرجل والوقف لازم وملك البال انتهى يا هذا اخرج من ذمتك ولا يعود ثانية وهو ملك لله ومعنى ملك لله يعني ملك لجماعة المسلمين فالله لا ينال منه نفع ولا
ضرر هذا كله لنا الوقف والمسجد كالأحرار يعني الحر لا يدخل تحت اليد والوقف لا يدخل تحت اليد، هل ينفع أن تبيع واحدا محبوسا؟ قال لا ينفع، قال له لا ينفع أن تبيع وقفا طبعا إلا إذا كان هناك استبدال وهذا يكون بنظر الناظر أو بنظر القاضي، فيكون الوقف هذا مسألة فيها تبرع صدقة جارية، إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من أو ولد يدعو له أو علم ينتفع به