شروط التكليف - درجات المعرفة #4 | د. علي جمعة

شكراً، أهلاً بكم مشاهدينا الكرام، ونستكمل هذا الحديث مع فضيلة الدكتور علي جمعة حول العقل والأسس التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يصل إلى نتائج صحيحة تؤدي به إلى الحقيقة في النهاية، وهي أن يستطيع أن يصل إلى خير الدنيا وخير الآخرة. أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلا بكم مولانا، أهلا وسهلا، أهلا بكم مولانا.
ما هي المعايير التي من خلالها نستطيع أن نحكم على هذا الفكر بأنه إما فكر صحيح أو أنه فكر خاطئ؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لما خلق الله سبحانه وتعالى الكون لم يتركه عبثاً ولم يدعه مع قوانينه تسير كيفما اتفق من غير هداية يهدي بها الخلق. "اهدنا الصراط المستقيم" ونحن نتوسل إليه في كل ركعة من ركعات صلواتنا أن يهدينا الصراط المستقيم، فالهادي هو الله. "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، يضل من يشاء ويهدي. من يشاء فإذا القضية هو أنه وما من أمة إلا خلا فيها نذير أن الله سبحانه وتعالى لما
خلق الخلق وخلق الإنسان خلق التكليف يعني خلق أنه يأمر الإنسان وينهاه وقصة الخلق ليست عبثاً وإنما هي لوضع هذه المعالم والملامح في طريق الإنسان مع الله سبحانه وتعالى ومع الحياة ليست قصة آدم قصة لا خرافية ولا رمزية ولكن لها معانٍ ولها أسباب وهذه المعاني والأسباب والأسس والمناهج التي أشارت إليها هذه القصة تجعلنا متمسكين بصفات معينة من هذه القصة أن آدم خُلق من تراب فيكون إذاً كل بني آدم سواسية يعني قبل
أن تدعو الثورة الفرنسية للمساواة فكل البشر مخلوقون من تراب "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"، يتحدث هنا عن الإجابة على الأسئلة الثلاثة الكبرى التي شغلت الفلاسفة: من أين نحن؟ ماذا نصنع الآن؟ ماذا سيكون غداً؟ الله خلق، هذه هي الأولى، وخلقك أيها الإنسان من هذه الأرض، إذاً فأنتم سواسية. كان مشايخنا وهم يعلموننا. في الطريق يقولون كلمة عجيبة بعض الشيء: "أنا تراب بن تراب"، أي أنه لا داعي للكبر، ولا داعي للتفاخر، ولا داعي للذات المتعالية التي في نهايتها نصل إلى الفساد في
الأرض وإنكار الحقائق. ليس هناك داعٍ لذلك؛ لأنك قد خُلقت من تراب، والغريب أن هذا الجسد الفاني بما... نراه بأعيننا يتحول إلى تراب بعد مدة، ويحفظ الله سبحانه وتعالى أجساد من يشاء كالأنبياء وبعض الشهداء وبعض الصالحين. لا يهم، فهذه قضايا ثانوية لها معانٍ أخرى، ولكن عموم الإنسان يتحول إلى تراب وفعلاً في المقبرة. ولذلك كنا نقول ماذا ونحن نخاطب الغربيين أن شعائر الدفن الإسلامية هي أكثر الشعائر مواءمة للبيئة من ناحية أنه يعود مرة أخرى إلى الأرض التي هو منها فيتحول
إلى التراب الذي هو منه، حتى أبو العلاء المعري يقول: "ما أرى أديم الأرض إلا من هذه الأجساد". أتلاحظ كيف يعني إذا نظرت كيف أن هذه الفكرة تؤيد قضية عدم العرقية وعدم التفاخر بالقبائل. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. انظر ماذا سيفعل عملك وانظر كيف سيكون نفعك. أريد أن أقول لسيادتك أن الهادي هو الله سبحانه وتعالى وأن الإنسان يتلقى هذه الهداية من عند الله سبحانه وتعالى. سؤالك الأصلي كان ماذا الذي أنت... الطريقة التي في بعض الناس أنه في بعض الناس عن... طريق هذا العقل والتخلية
مثل عبّاد التبت أو مثل جماعة عبّاد التبت هؤلاء تحدث لهم روحانيات وما إلى آخره، فتقول لي: حسناً، هذا يؤيد كلامي أن كل من سيتخلى عن القبيح ستحدث له تجليات وتحدث له شفافية وستحدث له بصيرة يستطيع بها أن يكون على قدر عالٍ. من الروحانية، حسنًا، هذا ما يُرضي الله. من شروط التكليف التي ذكرناها: العقل. ومن شروط التكليف قلنا: العقل، وماذا أيضاً؟ سلامة الحواس، وقلنا سلامة الدماغ، وقلنا المعلومات السابقة التي تمثل البلوغ، وقلنا الواقع المحيط. أيضاً من شروط التكليف: بلوغ الدعوة بصورة لافتة
للنظر. حسناً، الشاب العابد... الذي في التبت هذا الذي يجلس يا عيني يجعل قلبه خالياً من كل قبيح، لم تصله الدعوة. يعني الذي سيأتي لاحقاً سيسكن بعد التخلية هي التحلية، التحلية تحل المحل بعد الخلو. حلوٌ أن يخلي قلبه من القبيح، ولم يكن متكبراً، ولم يكن حاقداً ولا حاسداً، ولا يضع يده في كذا. إلى آخره، لكنه ليس مسلماً. الرسالة إذاً غير موجودة. لماذا ليس مسلماً؟ لماذا ليس مسلماً يا سيدي الثابت؟ فيقول لي: أنا لم يبلغني الإسلام هذا بصورة لافتة للناظر. ألا يسمع الراديو ويجد المسلمين هم القتلة، وهم الذين يهينون المرأة، وهم الذين يقضون على الطفولة، وهم... هذه هي الصورة. مشوَّهة هكذا، لم تصل إليه الدعوة بصورة لافتة
للنظر، فسيقول إن ما هو فيه أفضل من هذا الكلام كله، فما موقفه عند الله؟ كثير من الناس يسأل هكذا، ما دام لم تبلغه الدعوة فهو من أهل الفترة عند أهل السنة والجماعة. ماذا يعني أنه من أهل الفترة؟ يعني "وما كنا معذبين". حتى نبعث رسولًا، يعني هذا بفضل الله، الله هذا ليس مسلمًا. نعم هو ليس مسلمًا لأنه لم يصله الإسلام بصورة لافتة للنظر. إذا كان هناك أناس يعيشون معنا ونعيش معهم في أوروبا وفي الشرق وفي الغرب، والمثال السيء الذي يقدمه المسلمون ليل نهار لا يجعل الإسلام قد وصل إليهم. بصورة لافتة للنظر ونقول لهم ليل نهار: أنتم تصدون عن سبيل الله بغير علم، أنتم حجاب بين الخلق والخالق، أنتم تشوهون صورة الإسلام في أعين الناس
وفي أذهانهم وتصدونهم عن الإيمان بالله. الكلام الذي نقوله نحن هذا ليل نهار لمن؟ لأولئك الذين يصدون عن سبيل الله ولو بغير. بدون علم، أي أنه ليس قصده ذلك، لكن في النتيجة أنه بغير علم أصبح صاداً عن سبيل الله. ماذا يفعل هذا المصدود؟ هذا المصدود قال الله تعالى عنه هكذا: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً"، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر". إذاً إذا عُدّ كل... الطائفة ما هي ما ليس لها دعوة، ذلك لأن هؤلاء أدّوا ما عليهم أدّوا على حد علمهم. وبعد ذلك قال في موضع آخر أن الله لا يضيع أجر
من أحسن عملاً، أي أن أي شخص أحسن العمل هو كذلك. أما المعاند الذي وصله الإسلام بصورة لافتة للنظر وأقيمت عليه الحجة فأبى واستكبر في... قضية تكون بينه وبين الله، والله في العقيدة الإسلامية لن يتركه، لأن الدين عند الله الإسلام، وأنت لماذا لم تُسلم بعدما قامت عليك الحجة ولفت نظرك إليها، هل أنت منتبه؟ فالأمر واضح جداً، خاصة في عقائد أهل السنة والجماعة، وهو محسوم ومحسوم منذ القدم، ليست هذه مسألة. الآن حادثة أو مسألة جديدة، حسناً، فكرة الأدوات يا مولانا التي ستساعد الإنسان للوصول إلى الحقيقة، لتساعد عقله للوصول إلى الحقيقة، ما هي هذه الأدوات؟ ما هي المسالك التي تُمكنه من الوصول إلى الحقيقة؟ الكتابان: كتاب الله المسطور وكتاب الله
المنظور، وهناك ما يسمى بالقراءة "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، المنظور خلق. الإنسان من علق، المقدور اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم الذي هو الوحي الذي هو المسطور. علم بالقلم، انتبه، جاءوا بمسطور من "نون والقلم وما يسطرون" الوحي. فيكون إذاً الإنسان عن طريق المعرفة التي يتوصل بها من هداية الله الخاصة بالوحي ومن خلق الله الذي هو الكون وعلم الإنسان. ما لم يعلم وفتح عليه بأشياء كثيرة في إدراك الحقائق المتتالية، يبقى عندنا هذان الكتابان هما المكون الأساسي
لما يصل إليه العقل. أحياناً العقل يعمل بالعرج، ما هو هذا العرج؟ شخص أعرج، أعرج يعني ماذا؟ يعني أن الإنسان الذي جعله الله يمشي على قدمين، قامت إحدى الرجلين بالانقطاع. فأصبح أعرج يمشي متعرجاً، نقول في لهجتنا المصرية "يزق". إن الذي يذهب إلى كتاب الله المسطور ويترك الكون يكون أعرج، والذي يغلق على نفسه العالم أو الكون، نعم، ويجلس فقط مع الكتاب فقط، نعم، يكون أعرج. ورأينا أناساً هنا داخل الإسلام يقولون لك إن الشمس هي التي تدور حول الأرض. لماذا يا سيد يقول:
"قال تعالى"؟ طيب، وقال تعالى: لا بد أن تفهمها بالواقع المحسوس: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم". قال أم لم يقل؟ قال في سورة يس، لكن ليس معناها هكذا. "والشمس تجري" هذه عندما يراها البدوي، ها هي الشمس تجري من الشرق إلى الغرب، بعد أن عرفنا حجم الأرض. وحجم الشمس والبعد بينهما عرفنا أنه هذا مستحيل وأنه لابد أن الأرض هي التي تدور. وعندما نظرنا بالتلسكوبات والمجهر الكبير عرفنا فعلاً حقيقة هذا. وعندما أجرينا [فحوصات/دراسات] توصلنا إلى حقائق أوصلت الإنسان إلى القمر. فيأتي إليَّ شخص ويقول لي: لا، ويؤلف كتاباً اسمه "استحالة وصول الإنسان إلى القمر". طيب والثاني ألّف
لي كتاباً اسمه "الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة"، والثالث سنة "الصواعق المحرقة على أهل الهيئة المتزندقة". يا حلاوة! ما هذا؟ هذا عرج لماذا؟ عرج لماذا؟ لأنه أنكر الإدراك من الكون. لكن الثاني سيدنا الشيخ بخيت ماذا فعل؟ ألّف كتاباً اسمه ماذا؟ إنها ليست الكتب العجيبة. العجيبة التي فيها غرابة هذه، إنما ألَّفَ كتاب "توفيق الرحمن بين آيات القرآن وآيات الأكوان"، سبحان الله، انظر كيف ينظر إلى التكامل، إلى التكامل وليس التنافر، ما بين الكتاب المسطور والمنظور. متى فعل ذلك؟ عام ألف وتسعمائة وعشرين، ألف وتسعمائة وعشرين، مبكراً. إنه هو الذي قال. لي
في كتاب "الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي" وقال لهم: "يا إخواننا هذا احتباس ظل"، وإخواننا استمروا يحرمون التصوير الفوتوغرافي حتى أصبح حلالاً عندهم الآن. إذاً، أريد أن أقول لك إنها عرج. تمشي في الناحية الأخرى وستذهب أيضاً. الذي يتمسك بالكون فقط ويرفض الوحي سيمشي بالعرج، حسناً. مولانا الحديث إن شاء الله مستمر على دور العقل في هداية هذه الفرق. كيف يمكن أن نخاطب عقول هذه الفرق للعودة إلى الطريق الصواب إن شاء الله، ولكن بعد الفاصل. ابقوا معنا. مرة أخرى مولانا، هذه الفرق التي ضلت، كيف
يمكن أن نخاطب عقولهم مرة أخرى وكيف يمكن صياغة هذه. الرسالة لكي يعودوا إلى طريق الحق بالنسبة للإسلام. سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام تركنا على المحجة البيضاء، ولذلك فهذا الذي اقتصر على الوحي أو اقتصر على بعض الوحي، لأن لدينا أصبحت الفرق كثيرة: فرقة أنكرت القرآن وتمسكت بالسنة، وفرقة أنكرت السنة وتمسكت بالقرآن، وفرقة أنكرت اللغة العربية، وفرقة ثانية. أنكرت إدراك الواقع وأن هذا الواقع ليس ضرورياً أن تتحقق فيه مصالح أو أي شيء، فأنا أعتقد أن ما في عقلي لابد أن يتم. فرقة لم تميز بين إدراك النص وفهم النص، وغير المسلمين منهم من
أنكر النبوة المحمدية، ومنهم من أنكر تلك النصوص، ومنهم من أقام الشبهات، ومنهم من رفض الدين بالكلية، ومنهم من جعل هذا الأمر ليس محلًا للنقاش يعني: "وما شأني أنا؟ دعوكم من هذا الكلام كله، وإنما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر". يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون. فالناس كثيرة فيمن لم يتخذ هذا الأسلوب. ربنا سبحانه وتعالى قال... ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. سندعو كل الناس. ما الذي بيننا وبين العالمين، سواء ما بيننا وبين الملاحدة أو ما بيننا وبين داعش التي تفسد في الأرض بالقتل والنهب وما إلى ذلك. ما الذي بيننا وبينهم؟ الذي بيننا وبينهم رسول الله. ما القضية؟ إنها
أن هذا الرسول الذي آمنا به وصدقناه، وترتب هذا من التفكير المستقيم المستمر أيده ربه عبر القرون، هو الذي بيني وبين داعش، وهو الذي بيني وبين الملاحدة. يعني انظروا طبعاً، داعش هؤلاء يعني ماذا؟ هؤلاء خوارج، يعني متمسكون تمسكاً عظيماً لدرجة أنهم يفجرون أنفسهم وما إلى ذلك فيما يعتقدون، والشخص الملحد الذي يقول لا شك أن الذي بيني وبين الجميع هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو بابنا إلى هذه الدعوة، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك. الدعوة مهمة بالحكمة، والحكمة معناها وضع الشيء المناسب في الزمان المناسب عند الشخص
المناسب في المكان المناسب، وهكذا. ولذلك كان سيدنا علي يتكلم. عن هذه الحكمة يقول: ليس كل أمر جاء وقته، وليس كل ما جاء وقته حضر أهله، وليس كل ما حضر أهله صح قوله. يعني حتى أي شخص يتكلم إلى الناس بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة عليهم. نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم. فيبقى إذا... هناك حكمة وموعظة، وهذه الموعظة تكون حسنة، وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً، يعني شيئاً يخرج من القلب فيصل إلى القلب، فما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان وقف عند الآذان. الذي بيننا
وبين الخلق رسول الله، وسنرى كيف ترك لنا محجة بيضاء وكيف شكلها. كيف نبلغها للناس؟ كيف نزيل شبهة كل ذي شبهات؟ كيف نقوم مقام البيان؟ هناك ثلاث طرق لإيصال الدعوة: إما الرد بقيل وقال، وإما الهجوم والبدء، وإما البيان. والله سبحانه وتعالى عندما وصف كتابه وصفه بالبيان، هل تنتبه؟ وعندما أمر العلماء أمرهم "لتبيننه للناس"، فهو... أمرُ بالبيان ما آمرُ لا بالردود التي تستغرق الأعمار ولا بالهجوم الذي قد يُساء فهمه ولا شيء من هذا القبيل. هذا البيان يتم على قدر العقل وعلى قدر الحال الذي هو عليه وعلى
قدر أيضاً الحكمة والموعظة الحسنة وعلى قدر المدخل وهو الباب الرئيسي سيدنا رسول الله صلى الله عليه. وسلم بهذا نستطيع أن نخاطب العالمين ونقول لهم لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وما أرسلناك عليهم حفيظا لست عليهم بمسيطر ما على الرسول إلا البلاغ نحن لا نريد أن نكثر من طبقة المنافقين أصلاً نحن نريد أن نبلغ عن الله سبحانه وتعالى بلغوا عني ولو آية بالإيضاح والحكمة والموعظة والبيان نفعل هذا والأمر لله لأننا لسنا أصحاب أن نخلق الهداية ولا التوفيق، خالق الهداية والتوفيق هو رب العالمين. ليس شأني أنا هذا الكلام إنما شأني هو البيان. طيب مولانا في
مسألة استخدام العقل للوصول للنتائج الصحيحة، يعني هناك من البشر من يستخدم العقل أو... من يستخدم العقل ويصل إلى نتائج صحيحة ولكن دون تخلية أو تحلية، يعني ولكن في النهاية وصل إلى نتيجة صحيحة سواء اقتنع بها أم لم يقتنع بها. ما هو الأعرج؟ الأعرج الثاني هو الذي يدرس الحياة الدنيا وزينتها ويؤدي إلى نفع كبير جداً لكنه عن الآخرة هو غافل. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ العَرَجِ. فَيَذْهَبُ وَيَكْتَشِفُ الدَّوَاءَ المُنَاسِبَ، أَهْلًا وَسَهْلًا، وَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى هَذَا الاكْتِشَافِ. لَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَا يَأْبَهُ بِالأَخْلَاقِ مَثَلًا، أَوْ
يُنْكِرُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أَوْ يُنْكِرُ الدِّيَانَاتِ، فَهَذَا الإِنْسَانُ هُوَ... عنده نوع من أنواع العرج المعرفي، ليس معنى هذا أن نقطع رجله الثانية. الرجل التي معه هذه رجل صحيحة، ورجل نريده أن يحافظ عليها، لأنه لو قُطعت الرجلان لن يصبح إنساناً، بل سيصبح كتلة هكذا، مكوناً غير مفيد. فينبغي إذاً علينا أن نفهم هذا الكلام، نفهم أننا نقول...
شخص يشرب الخمر ويصلي، نأمره بالمعروف ونقول له استمر في الصلاة. لا نقول له: أنت تشرب الخمر فلماذا تصلي؟ فهذا سيكون أمراً بالمنكر ونهياً عن المعروف. دائماً نحن مع الإيجاب لا مع السلب، نحن مع البناء لا مع الهدم. فالشخص الذي توغل في الدنيا وفي عمارتها، نحن لسنا ضده. أهلاً وسهلاً، ولكن نضيف إلى
هذا عمارة الآخرة، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً. أهلاً وسهلاً، شكراً للمشاهدة،