ضوابط الإجماع - درجات المعرفة #30 | د. علي جمعة

ضوابط الإجماع - درجات المعرفة #30 | د. علي جمعة - التفكير المستقيم, درجات المعرفة
أهلاً بكم مشاهدينا الكرام وحلقة جديدة من برنامج درجات المعرفة، وأنا أستكمل هذا الحديث الطيب مع فضيلة الدكتور علي جمعة حول فكرة الإجماع، ونستكمل ما كان فضيلته قد بدأه في الحلقة الماضية. مولانا أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بفضيلتكم. مولانا اسمح لي أن أعود بالحديث إلى نقطة سابقة أو... تأسيسية يعني فترة أن أسأل
حول مواصفات هؤلاء المجتهدين الذين على أساس آرائهم ينعقد الإبداع. ما هي مواصفاتهم؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الاجتهاد هو بذل الوسع في تحصيل الحكم الشرعي من أدلته التفصيلية، وعلى ذلك فالمجتهد ينبغي أن... يكون ذكياً ينبغي أن يدرك اللغة العربية على أعمق ما يكون الإدراك، لأنها هي وسيلة الفهم للكتاب والسنة. ينبغي أن يكون مطلعاً على الكتاب ومطلعاً على السنة توثيقاً وفهماً حتى يتم هذا الاستنباط. أن يدرك أسس الفهم التي تسمى أصول الفقه، فتكون حاضرة عنده
بتراتيبها: الحجية، التوثيق، الفهم، القطعية والظنية. الإلحاق والتعارض والترجيح وشروط المجتهد. هذه، فإذا جمع بين هذه الأشياء: مصادر ولغة وذكاء وملكة وضربة، يستطيع أن يكون مجتهدًا ويقبل اجتهاده أو لا يقبل اجتهاده. فإذا كان مسلمًا قُبِل اجتهاده، وإذا كان غير مسلم لم يؤمن على الإسلام فلا يقبل اجتهاده حتى وإن كان رأيه صحيحًا أو اجتهاده من قبل المسلمين وعلماء المسلمين، يكون قد أخذنا المسلمين ولم نأخذه هو. نعم، تماماً. إنها ليست قضية تعصبية، أولاً انظر إلى أنه غير
مسلم وبلغ الاجتهاد. هل تنتبه؟ بعض الناس يقولون لك: نحن نريد أن يدخل الناس ليدرسوا في الأزهر من غير المسلمين، أهلاً وسهلاً، لكن عليهم حفظ القرآن لأن حفظ القرآن مادة من المواد، فإذا كان غير مسلم وحفظ القرآن يأتي ليدرس، فنحن طوال حياتنا هكذا، نحن طوال حياتنا في الأزهر نقبل غير المسلمين في الدراسة لكن بشرط، أي أنه لن ينجح إلا إذا حفظ القرآن، ولن يتخرج إلا إذا حفظ القرآن. حسناً، شخص غير مسلم وحافظ للقرآن، لا بأس. لا يجري شيء، خلاص، سيصل إلى مرحلة الاجتهاد ويصل إلى رأيه، فنعرض هذا على علماء المسلمين، فإن وافقوه فسنقلد من داخل النظام حتى لا نفعل شيئاً من خارج النظام يكون غير مأمون.
هذه هي القضية، وهذه هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الإنسان، لكن ليس من ضمنها الإسلام مثلاً. ومن ضمنها التقوى في الإسلام، والتقوى يُؤخذ بها العمل بالاجتهاد، ليس في قيام الاجتهاد، بل العمل بالاجتهاد. حسناً، في هذه الأيام يا مولانا، حتى يعني بمناسبة الأيام الطيبة التي نحن فيها، يعني صارت فكرة أن حتى المسلمين غير قادرين على أن يجمعوا على الأهلة ومواقيت الأهلة، نجد المسلمين حتى الآن يختلفون. يبدأ شهر رمضان في مصر بشكل مختلف عما يبدأ في الخليج، وفي دولة من الدول بشكل مختلف عما يبدأ في دولة من الشام، ومع دولة من شمال إفريقيا. لماذا؟ لماذا حتى الآن لم يجتمع المسلمون ويتفقوا على هذه البديهيات؟ أهذه رحمة أم نقمة؟ نحن نريد أن نعرف أن الإسلام
يخاطب العالمين، والعالمون مختلفون. المشارب مختلفة، المشارب مختلفة، والقدرات كذلك، ولذلك العثماني عندما جاء ألّف كتابه وسمّاه "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة". فأحدهم يقول لي: يعني اتفاقهم ليس رحمة؟ لماذا؟ اتفاقهم مزيد رحمة، لكن اختلافهم رحمة واتفاقهم مزيد رحمة، رحمة فوق رحمة، لا يحدث شيء، لكن اختلافهم يمكنني من أن أختار ويحدث فيه شيء. اسمها الاختيار الفقهي من بين هذه الآراء، ولا أكون ما بين الأبيض والأسود، أو الحق والباطل، أو الضلالة والهدى إلى آخره، بل تكون عندي مساحة ضخمة لأننا جميعاً نكون أتقياء أنقياء مطمئني القلوب فاعلين للخير،
وكما قال البوصيري: "وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم". واقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم، إذًا الاختلاف نوعان: اختلاف تضاد وتناحر وهذا له وجود، واختلاف رحمة وتنوع. واختلاف التنوع هو الذي رَبَّيناه منهجًا، جعل تقبُّل الآخر الذي ندعو إليه، تقبُّل الآخر طوال عمرنا في الأزهر. نُنهي درس السيرة صباحًا بعد الفجر. وبعد ذلك نذهب لنتناول الإفطار بجوار الأزهر، فبينما أنا أسير مع زميلي يقول لي: "عندكم في المذهب الشافعي مسألة لمس المرأة ينقض الوضوء".
فأقول له: "وماذا عندكم في المذهب المالكي؟" فيقول لي: "لا، هذا لا ينقض إلا إذا كان قاصداً" أو "لا ينقض إلا إذا كان متعمداً". وهو مخطئ ويشرح لي. الذي معي ونحن ذاهبون لنأكل الفول أبو ليمون هذا زيت وليمون، ما هذا؟ قبول الآخر في شيء إذا ما تدبرنا وتفكرنا فيه كان يسبب القتال، أن أنا سأذهب لأصلي من غير وضوء عنده، أو هو يذهب ليصلي من غير وضوء عندي، أو صلاته باطلة لأنه لم يقرأ البسملة، أو صلاتي. أنا فيها زيادة فتكون باطلة أيضاً لأنني قرأت البسملة، هذا لم يحدث، الذي حدث هو قبول الآخر، فإذاً الاختلاف نوعان، لكي نفهم ما الذي حدث: الاختلاف تنوع، وضربوا له
مثلاً بوجوه المكعب الستة. ما رأيك في وجوه المكعب الستة؟ أهي مختلفة أم لا؟ وإلا لم يكن مكعباً. حسناً، هذا غير هذا وهذا غير هذا وهذا غير هذا، لكن كلهم مكعب. ولذلك فالحق واحد لكن له وجوه متعددة. الكعبة تعطيني هذه الفكرة لأنها مكعبة. الحق واحد، الكعبة واحدة، لكن لها حوائط مختلفة ولها اتجاهات، هذا الركن اليماني وهذان الركنان الشاميان وهكذا. فأنا إذاً أمام اختلاف لكنه للتنوع وأن... الاختلاف المذموم الذي فيه عدم الرحمة هو اختلاف في التضاد،
والحمد لله تراثنا وفقهنا خالٍ من هذا الاختلاف الذي هو للتضاد بيننا. الأمر الآخر: هل يخشى مولانا مع هذا أن يتحول الإجماع إلى إجماع إقليمي، بمعنى أنه إجماع علماء مصر على شيء، وإجماع علماء سوريا على شيء، وإجماع علماء السعودية... ليكن. أو المغرب، افترض حصل هكذا، وهذا ما حدث فعلاً في القوانين: أن مصر تعتبر الوصية واجبة، والسعودية لا تعتبرها كذلك. مصر تعتبر أن الذي يقول: "أنت طالق ثلاثة" تكون طلقة واحدة، والسعودية تعتبرها واحدة. أما الشام فيقول لك: لا تقع ثلاثاً. مثلاً يعني، هذا ما حدث، أن كل بيئة تفتي بما يناسبها. لكن هذا ليس إجماعًا، فهذا ليس إجماعًا بل هو اختلاف، وهذه نتيجة عدم الإجماع وليست نتيجة الإجماع. يعني هذا في حد ذاته لا يؤدي إلى -
لن أقول تفريق الدين بكلمة صعبة قليلًا - ولكن الاختلاف في ثابت من ثوابت الدين. أين الثابت؟ لو كان ثابتًا لكان إجماعًا، أنا... أريد إذن أن يكون هناك شخص في البلاد كلها يتوجه إلى القبلة، والآخر يتوجه إلى جنوب إفريقيا، لا، هذا غير موجود. إنما نحن نريد فقط أن نفهم الواقع على ما هو عليه. نحن متخوفون من ماذا الآن؟ متخوفون من التناحر، متخوفون من الاختلاف الذي هو ماذا إذن؟ الاختلاف الذي... حصل فتناحرنا بموجبه أو الإجماع الذي حصل فتناحرنا بموجبه، لا يوجد شيء هكذا لأن الكلام دقيق للغاية أننا اتفقنا على ما اتفقنا عليه. طيب مولانا، لدينا هيئة كبار علماء في الأزهر الشريف وهناك عدد من المجالس الإسلامية لديها كذلك أنظمة أو كوادر مماثلة، هل يُعتبر هؤلاء هم بمثابة
أهل الإجماع في هذا العصر إطلاقاً إطلاقاً إطلاقاً، هؤلاء بعض، يعني أين أساتذة الجامعة الكُثُر؟ هيئة كبار العلماء مكونة الآن بعد وفاة من انتقل إلى رحمة الله تعالى من واحد وعشرين عضواً، ونحن عندنا أربع مائة وسبعين أستاذاً في الأزهر. هؤلاء واحد وعشرون مقابل أربع مائة وسبعين، ونصفهم يصلح لأن... يكون في هيئة كبار العلماء نعم، لا. هيئة كبار العلماء لا تحتكر العلم. هيئة كبار العلماء هم مجموعة من الناس لها خبرتها، ولها سنها، ولها تاريخها في الأداء العلمي، جعلها تتصدر. مرة أحد الغلمان الأتراك جاء عندنا
هنا في مصر، وبعد ذلك قال لشيخ الأزهر: "أنت الآن، أنا قادم". جئت إلى مصر لأتعلم الرياضيات، وبعد ذلك لم أجدكم في الأزهر تدرّسون الرياضيات، وأنت لا تعرف شيئاً في الرياضيات. هكذا تجعلونني آتي بناءً على السمعة؟ وبعد ذلك قال له: ومن الذي قال لك إننا علماء أصلاً؟ العلماء في مدارسهم وبيوتهم، نحن مجرد خدم للعلماء، هل تفهم هذا؟ نفس السؤال الذي تسألني عنه الآن، هيئة كبار العلماء... لا، هؤلاء هيئة كبار العلماء هم خدام العلماء. العلماء موجودون في الجامعة وموجودون في الأزهر وغير ذلك إلى آخره. وهيئة كبار العلماء هؤلاء خدام العلماء، لكنهم يملكون، يعني نعم، وضعتهم
الدولة في حالة تصدر، يعني قال له نحن متصدرون، لكن قال... قال له: "اختصر الكلام، أين أدرسُ الرياضيات الآن؟" قال له: "عند الشيخ الجبرتي"، وأخذه إلى الشيخ حسن أبي عبد الرحمن صاحب التاريخ ليدرس عليه الرياضيات العليا واللوغاريتمات، لأنه كان هو الحُجة في الشرق كلها عندنا هنا، وهو أزهري في كل شيء، ولكن مَن الذي قال لك أنه... أنا شيخ الأزهر، أنا خادم للعلماء. هكذا هو يقول له، يقول له: أنا شيخ الأزهر، لكنني خادم للعلماء الذين هم منقطعون للكتاب وللقراءة وكذا وكذا، إلى آخره. بارك الله فيكم مولانا. سنخرج لفاصل، وبعد الفاصل إن شاء الله، هذه الحلقة الثلاثون، فالنصف الثاني من هذه. الحلقة إن شاء الله سيكون لزاماً علينا أن نتوقف مع إجماع وإجمال من فضيلة الدكتور لما
تفضل وتكرم به علينا من معلومات، نجمل أهمها وأبرزها إن شاء الله في دقائق في النصف الثاني من الحلقة. نراكم بعد الفاصل. أهلاً بكم فضيلة الدكتور، يعني طبعاً أشكر حضرتك جزيل الشكر على ما قدمته. إنها لي شخصياً فرصة عظيمة تُضاف إلى فرص أخرى سابقة أن أتشرف بالجلوس أمام فضيلتكم، ولكن الحقيقة أن هذه المعلومات والعلم الذي تعلمناه من فضيلتكم على مدى الثلاثين يوماً الماضية أو الثلاثين حلقة الماضية شيء عظيم، ويجب قبل أن نختم هذه اللقاءات أن أترك لفضيلتكم المجال مرة أخرى لأن تذكرنا لما قد يكون فاتنا شيء، أبرز النقاط
التي تود أن تؤكد عليها فيما سبق فضيلة الإمام: مركز القضية الإسلامية هو الإنسان. مرة، واحد من أساتذتنا ألف كتاباً - يمكن الدكتور غلاب - "أؤمن بالإنسان"، طبعه له المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. مركز القضية عندنا تبدأ بالإنسان: تعال أيها الإنسان. حَوْلَكَ الكَوْنُ، تَأَمَّلْ فِيهِ، فِي عَالَمِكَ السُّفْلِيِّ المُحِيطِ، فِي عَالَمِكَ العُلْوِيِّ المُدْرَكِ، وَتَوَصَّلْ مِنْ هَذَا بِمَا آتَاكَ اللهُ بِهِ مِنْ عَقْلٍ يَتَمَثَّلُ فِي سَلَامَةِ الحَوَاسِّ وَفِي سَلَامَةِ الدِّمَاغِ وَفِي المَعْلُومَاتِ السَّابِقَةِ وَفِي خَصَائِصِ هَذَا الدِّمَاغِ الَّذِي يَشْتَغِلُ وَيَرْبِطُ بَيْنَ المَعْلُومَاتِ وَفِي الوَاقِعِ المُحِيطِ، تَوَصَّلْ بِهِ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ
غَايَةَ هَذَا. الكون إذا أراد الله لك الهداية والسير في الطريق إليه هو عبادته وعمارة هذه الأرض وتزكية النفس من خلال هذا فإن الله وهبك كتاب الله المستور فتدبره أفلا يتدبرون القرآن وكتاب الله المنظور فتأمله الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. أقرأ في كتاب الله المنظور (الكون) باسم ربك الذي خلق. أقرأ في كتاب ربك المستور (القرآن) فإنهما قد صدرا عن الله ولا فرق بين القراءتين إطلاقاً لأنهما من عند الله. ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. وبحيث ما قرأت بداية من الرحمن
علم. القرآن خلق الإنسان أو بداية من "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، خلق فسوف تصل إلى نفس النتيجة إذا ما جعلت القلب فوق العقل والعقل فوق السلوك، ديدنك هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اجعلهما هما المرشدين لك في الطريق إلى الله. تعلم الأدب مع الله، اجعل قلبك. من كل قبيح خلِّ قلبك بالصحيح، والتخلي مع التحلي يُحدث التجلي، فإذا اطمأن قلبك بذكر الله واطمأن في قلبك، فإنك ستكون في رضا الله. وندعو الله سبحانه وتعالى حينئذ ونقول: "اللهم انقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك". ووصيتي للشباب
أن يتقنوا اللغة العربية، لأن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة. وصيتي للشباب أن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأن يتدبروا في المآلات، وألا يخرجوا في ثورات متتالية لا تنفعهم ولا تنفع الأرض بشيء. فكما قال سيدنا الشيخ محمد متولي الشعراوي أن الثائر الحق هو من خرج لإنهاء وهدم الفساد، ثم هدأ لبناء الأمجاد. هذا كلام الحكماء عبر التاريخ. عنه الشيخ بعبارته البليغة: إذًا فنحن أمام طريق له مراحل، له بداية، له وسط، له نهاية، فيه الذكر، وفيه التخلي، وفيه التحلي، ولكن مقصود
الكل هو الله، ومن غير الله نضل البوصلة والتوجه، ونضيع في هذه الحياة الدنيا. إذًا نحن عرفنا هذا، عرفنا أن المعرفة لها درجات، والمعرفة أيضًا بعكسها. لها دركات كما أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار فإنه يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، ولذلك كان اختياراً موفقاً لهذا البرنامج أن نسميه درجات المعرفة. نريد من درجات المعرفة الهرم المعدول، الهرم الذي يزيدنا قرباً إلى الله، وليس الهرم المقلوب الذي يزيدنا بعداً عن الله. سبحانه وتعالى عندما تعلمنا أول ما تعلمنا تعلمنا بسم الله الرحمن الرحيم، جلس الشيخ فيها أكثر من ستة أشهر وهو يشرح كيف
الرحمن الرحيم، فإذا ما وصلنا إلى "وقاتلوا فقاتلوا المشركين" عرفنا أن هذا القتال إنما يكون بالرحمة وليس العكس، ولذلك فهمنا معنى قوله تعالى أن الله لا يحب الفساد. وأخذنا من أن الله يحب أن الله لا يحب نظاماً أخلاقياً مع بقية أسمائه الحسنى وصفاته العلى. هذا هو ملخص ما أردنا أن نقوله. اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. وعن أبي الحسن عن جد الحسن: أحسن الحسن الخلق الحسن. مولانا حقيقة يعني في. خلال هذه الحلقات ظهر مدى حرصكم على وضع الشاب المسلم
والفتاة المسلمة والرجل والمرأة على الطريق الصحيح للتفكير. نجد أن التفكير هو شاغلكم الأول في هذه الحلقات، كيف يفكر المسلم والمسلمة. إلى هذه الدرجة أنتم مهتمون بطريقة التفكير، ليس فقط تقدمون المعرفة وإنما تساعدون الناس في معرفة كيف يفكر أو. كيف تفكر هذا لا بد منه لأننا نفرق ما بين الفقه والفكر. الفقه موضوعه النص والأحكام الشرعية نتاجه، ولكن الفكر موضوعه الواقع، ولذلك نهتم بإدراك هذا الواقع إدراكات عميقة كما رأينا سوياً، ونهتم بمعرفة خصائصه وبكيفية إيقاع هذا المطلق على ذلك النسبي. فالفكر في الحقيقة يفيدنا كثيراً في أحد. أركان التعامل
مع الدين وكيف نعيشه ونعيش به، ومن هنا تعرضنا إلى مفهوم العقل ومكونات العقل ودرجات تلقي العقل للمعلومات، وتعرضنا للفلسفة اللغوية التي تمثل الوجه الآخر للفكر. تعرضنا لقضية الفكر السطحي، الفكر العميق، الفكر المستنير الذي يصل بنا إلى الله، يصل بنا إلى مرتبة "إنما يخشى الله من". عبادة العلماء وكل هذا من أجل الوصول إلى الله في الحقيقة لأن الله أظهر من الظهور وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد. الله هو الحقيقة التي لا تهتز والحقيقة العقلية والفكرية والشرعية التي يراها الإنسان أمامه
ولا يريد أبدًا حتى لا يتوه في هذه الحياة الدنيا حتى يحصد. سعادة الطريق لا يريد أبدا أن يتخلى عنها وأن يتركها أخيرا في الدكتور هل فضيلتك مطمئن على مستقبل هذه الأمة ومطمئن على مستقبل أبنائها في طريقة تفكيرهم بعد كل هذه النصائح طبعا ولكن هل حضرتك مطمئن لما هو قادم إن شاء الله النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا بأن الأمر ممتد وأننا سنكون من أحسن إلى أحسن في قضية ويلقي الإسلام بجرانه بشبكته في الأرض فالنبي صلى الله عليه وسلم حتى لما قال إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً أوّلها العلماء بأنه بدأ غريباً فانتشر ثم سيعود غريباً وينتشر فنحن لا نعرف اليأس والأمل
موجود ومعقود والإمام الماوردي في الأحكام يتحدث السلطان عن أركان الدولة ويقول إنه العمل الصحيح والأمل الفسيح، فهناك أمل فسيح لدينا مع العمل الصحيح، ولا بد حتى نصل إلى رضا الله في الدنيا ورضا الله في الآخرة. فضيلة الدكتور، أرجو من فضيلتك أن تدعو لنا وللمسلمين جميعاً إن شاء الله في هذه الأيام الطيبة. اللهم صلِّ وسلم. على سيدنا محمد في الأولين وفي الآخرين وفي كل وقت وحين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه بإحسان يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، وأرنا الحق حقاً واهدنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وجنبنا اتباعه، وارزقنا يا ربنا رزقاً واسعاً
وعلماً نافعاً وقلباً خاشعاً. وعينا من خشيتك دامعة ونفساً قانعة وشفاءً من كل داء، اللهم اهدنا في من هديت، وعافنا في من عافيت، وتولنا في من توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، نوّر قلوبنا، واغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسّر غيوبنا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن. عبادتك واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا علّمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وانصرنا بالحق وانصر الحق بنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، اللهم كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا
وحاضرنا وغائبنا، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنة الخلد يا أرحم الراحمين. اللهم يا رب العالمين افتح علينا فتوح العارفين بك، وأنزل السكينة على قلوبنا، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا، ووحد كلمة. المسلمين وصد عنا عدوان المعتدين يا رب العالمين أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين واحد كلمتنا وهدئ بالنا واصلح حالنا اللهم يا رب العالمين توفنا مسلمين واحشرنا في الصالحين وافتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا حبب لنا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره لنا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومن المهتدين ومع القوم الصادقين المتقين يا رب العالمين وصلِّ اللهم على
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور، أهلاً وسهلاً، شكراً جزيلاً، وكل عام وأنتم بخير، وفضيلتك بخير، وشرفت مرة أخرى بالجلوس أمام فضيلتك، شكراً جزيلاً مولانا، شكراً لك. شكراً جزيلاً لكم مشاهدينا الكرام، وأرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ في هذه الأيام للوقوف أمام فضيلة الدكتور وأمام حضراتكم. شكراً لكم،