طريق الجنة | خطبة جمعة بتاريخ 2011 04 08 | أ.د علي جمعة

طريق الجنة | خطبة جمعة بتاريخ 2011 04 08 | أ.د علي جمعة - خطب الجمعة
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء يا رب العالمين. الحمد لله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. الصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده
ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وخليله وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين فاللهم انفعنا به في الدنيا وشفعه فينا في الآخرة واحشرنا تحت لوائه وأدخلنا الجنة ببركته غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك
والملأ الأعلى أننا نحبك ونحب نبيك ونحب من أحبك وأحب نبيك، ونبغض من ألحد بك وبأسمائك ونبغض من أبغض نبيك، فاللهم اكتب ذلك في ميزان حسناتنا يوم نلقاك. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون
به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، أما بعد فقد أوصانا الله ورسوله في كتابه سبحانه وتعالى وفيما تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير وأثر أن نتعاون على البر والتقوى وأن نبتعد عن الإثم والعدوان،
قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم إن الله شديد العقاب أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى وأن نبتعد عن التعاون على الإثم والعدوان وجعل هذا من ملامح التقوى وتوعدنا وهددنا وحذرنا بأن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب يمهل ولا يهمل في بعض الأحيان يمل
الناس النعم وكأنهم يشتاقون إلى النقم اللهم سلم ولذلك عودنا ربنا أن نكرر في كل يوم في سبع عشرة ركعة الحمد لله رب العالمين، ولذلك فإن من حافظ على صلاته اعتاد الشكر لله رب العالمين والتعاون على البر والتقوى. النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما البر والإثم حتى نتعاون؟ على البر ونترك الإثم فقال له صلى الله عليه وسلم وقد أوتي جوامع الكلم البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وخفت أن يطلع عليه الناس البر حسن الخلق إذا فلا بد أن نتعاون على حسن الخلق حسن الخلق يقول
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم التبسم في وجه أخيك صدقة، ويقول صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. ويقول صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس خلقا أحسنهم خلقا. ويقول صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. ويقول صلى الله عليه وسلم: إياكم وكرائم أموالهم، وعليكم بحسن الخلق وكان صلى الله عليه
وسلم خلقه القرآن، كان رحيما رفيقا لأن القرآن يبدأ رسالته ببسم الله الرحمن الرحيم ويقول في شأنه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ويقول في شأنه وإنك لعلى خلق عظيم، البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان سبحانه وتعالى لا يموت، افعل ما شئت فكما تدين تدان البر لا يبلى لا ينسى لا ينتهي فإن كلمة
الخير تهز هذه الأكوان هزا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة ولا تحقرن من المعروف شيئا حتى ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق تعاونوا على البر والتقوى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين إيمان
ثم يتلوه عمل ينبثق عن هذا الإيمان وآتى المال على حبه وأقام الصلاة وآتى الزكاة وآتى المال على حبه إذا عمل ارتبط بعقيدة عباد الله أن البر هو حسن الخلق ويجب عليكم أن تتحدوا وأن تشاركوا في حسن الخلق ومن حسن الخلق البعد عن الكذب فإن الكذب من الفجور، ومن
حسن الخلق الصدق فإن الصدق من الهدى. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. إذن فليختر كل واحد منا طريقه، ولا أظن أن لا أحد منا يريد أن يختار طريق النار، ربنا ترك لنا الحرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن العاقل يحاسب نفسه فيجب عليه أن يختار
طريق الجنة وطريق الجنة الصدق وطريق الجنة الرحمة وطريق الجنة الرفق وطريق الجنة ألا تتحدث بكل ما تسمع، قال رسول الله صلى الله عليه كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، طريق الجنة أن تكون رفيقا رحيما واعيا، يتعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، والإثم أعظمه الظلم، وكان الإمام الشافعي يحب سورة العصر: والعصر
إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر والتعاون على البر والتقوى وكان يقول إن كثيرا من الناس يغفل عن هذه الآية ولا يعرف معناها وكان يقول لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكفت فقد جمع الله فيها كل شيء وتواصوا بالحق لا تتواصوا بالباطل وتواصوا بالصبر على ذلك الحق فإن أحب الأعمال إلى الله يديمها وإن
قلت فما بالك لو كثرت لا يكفي أن تتوجه إلى المشرق والمغرب بل لا بد لك من الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأن تؤتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ادعوا ربكم الحمد
لله ولا إله إلا الله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أستغفر الله وأتوب إليه وأؤمن به وأتوكل عليه ربنا أنت الغني ونحن الفقراء إليك فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي الذي اصطفيته فأخرجت به الناس من الظلمات إلى النور وأرسلته
رحمة للعالمين وجعلته معيارا للقبول والرد ومقياسا للحق والباطل والخلاف بيننا عباد الله وبين العالمين هو رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم آمنا به وكفر به آخرون وصدقناه ونصرناه وخذله المنافقون وأحببناه وعظمناه وهمشه المفسدون ووقفنا عنده كما أراد وأحببنا أه
صلى الله عليه وآله وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله عباد الله تعاونوا على البر والتقوى فالحالة التي نعيش فيها محنة فيها منحة وفرصة لك ولأهلك
أن تأخذ ما تعرف وأن تدع ألا تنكر وأن تقاوم نفسك في لسانك وفي قلبك وأن تقف عند حدود الله وأن تتوكل على الله وأن تثق بالله وأن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ ما تعرف ودع ما تنكر وأمسك عليك لسانك. صدقت يا سيدي يا رسول الله ونصحت وندعو
الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لكي نتبعك وأن نتبع نصائحك ووصاياك فقد رأينا كيف يفعل الله بمن نسيه ونسي نصائحه صلى الله عليه وسلم وخالفها يخالف به ولو بعد حين فاللهم يا ربنا اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا رقق قلوبنا لذكرك اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب استغفرناك
منه ثم عدنا إليه اللهم تب علينا بالتوبة النصوح اللهم يا رب العالمين اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم نحن في حاجة إلى رحمتك ولسنا في حاجة إلى مؤاخذتنا فلا تؤاخذنا بما فعلنا ولا ما فعل السفهاء منا، اللهم نسألك الستر فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض يا أرحم الراحمين، لا تفضح وجوهنا، استرنا واغفر لنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة. من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء
همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا، واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا، علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. اللهم يا رب العالمين اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت. نور قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا واقض حوائجنا وحوائج المسلمين واجعل هذا البلد سخيا رخيا دار عدل وإيمان وأمن وإسلام وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم يا رب العالمين استجب دعاءنا فاشف مرضانا وارحم موتانا ورد غائبنا واهد عاصينا اللهم يا رب العالمين تقبل منا صالح أعمالنا وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، حبب
إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين يا أرحم الراحمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أقيموا الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله لا تصنعوه