طريق الجنة | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

طريق الجنة | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مجالس الطيبين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين في هذا الشهر الكريم. اللهم يا ربنا اغفر لنا ذنوبنا. وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار وأقمنا في الحق وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وأعنا على أنفسنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا، اللهم يا ربنا اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم وهو مجتمع مع أصحابه من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا قال
أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن يعني هذه الخصال هذه الأفعال في امرئ إلا دخل الجنة إذا هذا هو طريق الجنة أنظر إلى ماذا يفعل أبو بكر كان عابدا من أصبح منكم اليوم صائما كان صائما من تبع منكم اليوم جنازة يتعاون مع الحالة الاجتماعية من أطعم منكم اليوم مسكينا إذا هذا
سيقوم بشيء متعد لا يقوم بالصيام والصلاة فقط بل بشيء يتعدى خيره إلى الآخرين قال فمن عاد منكم اليوم مريضا في مواساة ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة فطريق الجنة واضح ولكن بعض الناس يحاول أن يجعله صعبا وهو سهل على من سهله الله عليه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا نساء المسلمات لا تحقرن أو لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة،
يعني ولو كان فرسن شاة، الفرسن شاة هذا يعني رجل الماعز، رجل الماعز هذه شيء لا ليس فيها لحم وليست شيئا مهما ولكن لا يحقرن أحد من المعروف شيئا وهو نفس معنى اتقوا الله ولو بشق تمرة طبعا شق التمرة هذا يعني نصف تمرة يعني ماذا ستفعل لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن لا تحقرن من المعروف شيئا فإذا أعطاني الجار هدية لا أستقلها بل أقابلها بحسن استقبال ولو كانت رجل معزة
لأنه نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التكلف وأمرنا بالبساطة ولكن أمرنا أيضا بالتعاون ولذلك ما دامت الأخلاق شكلها هكذا يبقى ألا يحقرن أحدنا من المعروف شيئا عن أخيه مرة يتهمون الناس بالبخل ومرة يتهمونهم بالإسراف ومرة يتهمونهم بالترف ومرة يتهمونهم بالقبض وهكذا من غير شيء يعود إلى إفحاش هو الاحتقار نهينا عن الاحتقار لكن لم ننه عن الأمر بالمعروف وعن النهي عن المنكر وعن أن ندرك الفرق بين المعاني المختلفة الشجاعة والتهور ما بين الكرم والإسراف ما بين الحرص
والبخل ما بين المعاني الجيدة والمعاني السيئة بينها خط فاصل وهذا الخط يرجع إلى النية ويرجع إلى العرف ويرجع إلى العادة ويرجع إلى أمور كثيرة في الحقيقة والنبي صلى الله عليه وسلم انظروا إلى هذا الحديث الجميل عن زينب زوجة عبد الله زينب هذه كانت زوجة لعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعبد الله بن من فقهاء الصحابة الكبار ومن القراء لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أردتم أن تسمعوا القرآن كما أنزل فاسمعوه بقراءة ابن أم عبد وكان عبد الله بن مسعود أيضا ضعيف البنية وكان ساقه
رفيعة وكان عبد الله بن مسعود فقيرا ليس من أغنياء المسلمين كانت صفات عبد الله بن مسعود العالم التقي النقي القارئ الفقيه الذي كان أيضا في الوقت نفسه ضيق الحال أو أن الدنيا ضيقة عليه، أي لم يكن من الأغنياء، فزوجته اسمها زينب، فزينب امرأة عبد الله رضي الله تعالى عنها قالت: كنت في المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم النساء يقفن في الصلاة خلفا والرجال يقفون أماما لأن المرأة قد تأتيها الحيضة فتنصرف وتنسحب من الصلاة ولكن لو
كانوا مختلطين الرجال مع النساء وأيضا صلاتنا فيها سجود ولا يسجد لله رب العالمين اليوم في العالم كله في صلاتهم إلا المسلمون فقط هم الذين يسجدون لله فالمرأة عندما تسجد كانت تستحي أن يراها الرجال لو كان متقدما ولذلك كله وإكراما للمرأة وعملا
بخصائصها ووظائفها كانت في الصفوف الخلفية فرأت النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه بعيد هكذا فقال وهو في الدرس وهي في الخلف تصدقن ولو من حليكن كانت زينب تنفق على عبد الله يعني الزوجة هي التي تنفق على الزوج لأن عبد الله بن مسعود كان فقيرا فزينب تنفق عليه وعلى أيتام في حجرها، في حجرها يعني في حجرها يعني كانت تنفق على سيدنا عبد الله بن مسعود وكانت تنفق أيضا على الأيتام الذين هي متكفلة بهم الذين نحن الآن نقول الأسرة الكافلة وكفالة الطفل، قال فقالت لعبد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيجزي عني أن أنفق عليك
وعلى أيتامي في حجري من الصدقة، يعني هل أخرج الزكاة ويحل لي أن أعطيها لك وأنت زوجي وأصرف على هؤلاء الأولاد منها؟ فقال اسألي أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبدو أن سيدنا عبد الله بن مسعود أي كان متحرجا من أن يتهم أو يسأل السؤال بطريقة معينة فيأخذ الإجابة، فقال لها: لا، اسألي أنت، أنا لا شأن لي بهذه الحكاية. فقالت: فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي، تريد أن تسأل أيضا، فمر علينا بلال فقلنا له: صلى الله عليه وسلم أيجزي عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري وقلنا لا تخبر بنا يعني
لا تقل من نحن زينب زوجة عبد الله بن مسعود وهذه الأنصارية تقول له لا تخبر بنا يا بلال فدخل فسأله فقال من هما نعم انتهى لا يستطيع بلال بعد ذلك سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم سأله مباشرة عنهما فقال زينب أيضا تريد أن تفي بما أرادته زينب فقال زينب فقال أي زينب أي زينب فزينب كثيرة هناك ناس كثيرون بنات كثيرات اسمهن زينب فقال امرأة عبد الله فعرفها صلى الله عليه وسلم فقال نعم لها أجران أجر القرابة وأجر هذه الصدقة ستحصل على
أجرين بذلك، أجر القرابة وأجر كونها زوجته وأجر الصدقة لأنها أخرجتها. ولماذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يعلم مدى حاجة السائل من عدمها، لأنه لو كانت زينب زوجة رجل آخر وهو يعلم غناه فإنه لا يجوز له الصدقة فالصدقة لا تجوز لغني ولا لذي قوة قوي يعني القادر على الكسب والعمل وكذلك إلى آخره لا تجوز له الزكاة إنما الزكاة للفقراء والمساكين إلى آخره إذن فسأل من أجل أن يحقق الواقعة زينب لم ترد أن تخبر حتى تستر على عبد الله أنها تنفق عليه أو كذلك إلى آخره وتأخذ السؤال
مجردا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مقام الإفتاء وهو في مقام التعليم وهو في مقام الوالدية أنا منكم مثل الوالد للولد كان لا بد عليه أن يسأل عمن فقال زينب قال أي الزيانب قال زينب امرأة عبد الله بن مسعود هل يكون بلال بذلك قد أخل بالوصية التي أوصت بها زينب؟ لا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلب لا بد أن نجيب، ولا بد على زينب نفسها أن تظهر هذا، ولذلك من أدب بلال الذي يعلمنا إياه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا قضى أمرا تكون لنا الخيرة في أمرنا هذا، الحديث فيه معان كثيرة جدا من التعاون وتركه
كثير من الناس، والزوجة الآن التي تنفق على زوجها لا تجعل ذلك في سبيل الله بل تجعله منة وهذا يذهب ثوابها ويذهب أجرها في حين أن لها أجرين إذا هي أخلصت وإذا هي أعطت هذا من قلبها عند الحاجة وعند الفقر إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.