عهود قطعها الرسول علينا | خطبة جمعة بتاريخ 2007 01 12 | أ.د علي جمعة

عهود قطعها الرسول علينا | خطبة جمعة بتاريخ 2007 01 12 | أ.د علي جمعة - خطب الجمعة, سيدنا محمد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد في الأولين، وصل
وسلم على سيدنا محمد في الآخرين، وصل وسلم على سيدنا محمد في كل وقت وحين، وصل وسلم على سيدنا محمد في العالمين، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار إلى يوم الدين، يا أيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله
الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدي هدي سيدنا محمد رسول الله وإن شر الأمور محدثاتها فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد فيا
عباد الله أكد علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نكون أمة واحدة وأخذ العهد علينا أن نؤمن بالله وحده وأخذ العهد علينا أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وأن يذكر بعضنا بعضا وأخذ العهد علينا أن نقدم النصيحة وأخذ العهد علينا أن يكون بعضنا أولياء
لبعض وأخذ العهد علينا أن نتبرأ من النفاق والمنافقين وأخذ العهد علينا أن تكون قلوبنا بعضها على بعض تتعلق برب السماوات والأرض من فوق سبع سماوات ويكون الحنان والرحمة فيما بيننا وأخذ العهد علينا وأخذ العهد علينا على ألا يطول علينا الأمد وألا تقسو قلوبنا وألا تلتفت عن ذكر الله أخذ العهد علينا
وتركنا صلى الله عليه وآله وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والله سبحانه وتعالى أكد هذا العهد وجعله في كتابه المبين في آياته المحكمة قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، فأمرنا بالإيمان وكلفنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعل هذا
تكليفا وتشريفا لأمة النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم فلا بد لكم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جعله الله سبحانه وتعالى صفة لهذه الأمة لا تنفك عنها إلى يوم الدين فإذا ما تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بيننا فإننا ننتهي كأمة
ولذلك فإن الله ونعى على أمم سابقة كانت لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر قال فيهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ضلوا وأضلوا والله سبحانه وتعالى جعل ذلك من علامات النفاق المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن
المنافقون هم الفاسقون، هل تريدون أيها الناس أن تكونوا من طائفة غضب الله عليها وحذر منها وجعلها في الدرك الأسفل من النار؟ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، أم تريدون أن تكون أحوالكم أحسن الأحوال؟ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، في النفاق لم يقل أولياء لأنهم ليسوا كذلك، العلاقة بينهم مبنية على المصالح الآنية،
والعلاقة بينهم مبنية على الدنيا الفانية، والعلاقة بينهم مبنية على غير وجه الله، ووجه الله هو الباقي الثابت وكل شيء سواه يتغير. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض لأنهم في أمة واحدة وكذلك يريدهم الله. أن يكونوا فهذه منة من الله إلا أنها تكليف على المؤمنين أن يجعلوا قلوبهم مع
قلوب المؤمنين وألا يتخذوا من غير المؤمنين أولياء، نعم علاقتنا مع العالم كله مبنية على الود لكنها مبنية أيضا على قضية الإيمان فنحن نواجه العالمين بتبليغ رسالة رب العالمين إليهم، آمن من آمن وكفر من كفر ونحن مع العالمين في رحمة مهداه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين بسم الله الرحمن الرحيم إلا أننا أيضا من ناحية الولاء نوالي المؤمنين والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم هذا هو هذا حال المؤمنين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهذا هو حال المنافقين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، وهذا هو حال الأمم السابقة التي لامها الله وعاتبها ثم عاقبها على أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فلبئس ما كانوا يفعلون.
لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم عذابا يدعو صالحوكم فلا يستجاب لكم وإنا لله وإنا إليه راجعون والله سبحانه وتعالى من أجل أن يرقق قلبك بين لك أن ذلك من فعله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فلا بد عليك من أن تتخلق بأخلاق الله وأن تتعلق بجلال الله فأمر
بالمعروف وانه عن المنكر وكن بذلك قائما كعبد رباني في هذه الأرض، الله سبحانه وتعالى شرفنا وكلفنا وأمرنا ونهانا ووضح لنا، فكيف نأمر بالمعروف وكيف ننهى عن المنكر؟ إنما ينكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه، فما كان محل اجتهاد بين الناس لا ننكره، ولكن ما كان محل اتفاق بين أمة الإسلام كشرب
الخمر والزنا والفحش كعقوق الوالدين كالاعتداء على الصغير وترك أطفال الشوارع بيننا هكذا يدمرون ولا يعمرون كالكفر بالله يتشدق به الملحدون بعد أن تجاوزهم الزمان كالأمر بالمنكر والنهي عن المعروف فلنا أن ننكر كل ذلك لأن هذا من هوية الإسلام أما إذا كان الأمر محل خلاف بين المجتهدين فلا ننكر ما كان محل خلاف ولو كان الخلاف يسيرا، واجب
على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن لا يترتب على أمره ونهيه فساد أعظم مما ينهى عنه أو أعظم مما يأمر به، ولذلك درج رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال إذا رأيت إذا رأى أحدكم منكرا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان، وحينئذ لما أن ترى المنكر يجب عليك أن تنكره ولو بالاعتراض. من
رأى منكم منكرا فليزله أو فليبتعد عنه حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزول من مكان المنكر أو أن تعترض على الذهاب إليه نوعا من أنواع الهجرة فرض وقال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يسبب لك اعتراضا من المفسدين في الأرض فلا تلتفت إليهم وتوكل على الله واستمر في إحداث
ثقافة سائدة تسود عقول الأمة فتحميها من الفساد في الأرض ومن الفسق الذي لنا فيه من ربنا برهان يا عباد الله اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر تشريفا وتكليفا وتخلقوا بأخلاق الله وتعلقوا بجلاله سبحانه تعبدا له
ادعوا ربكم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده نصر عبده أعز جنده وهزم الأحزاب وحده وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم يا ربنا اجزه عنا خير ما جزيت
نبيا عن أمته واللهم يا ربنا انفعنا به في الدنيا واجعله لنا الأسوة الحسنة وفي الآخرة شفيعا لنا، احشرنا تحت لوائه واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنة الخلد يا أرحم الراحمين واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وأبصارنا وجلاء همنا وحزننا واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واهدنا بالحق واهد بالحق واهدنا بالحق وانصرنا بالحق وانصر الحق بنا واهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت
اللهم اقض حوائجنا وحوائج المسلمين وسدد الدين عن المديونين وانصر المظلومين وثبت رمي المجاهدين ورد علينا القدس ردا جميلا، اللهم ارفع أيدي الأمم عنا، اللهم ارفع أيدي الأمم عنا وبلغ بنا دينك كما أردت يا أرحم الراحمين، اللهم يا رب العالمين اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا لا تجعل فينا شقيا ولا محروما، اللهم تقبل منا طاعاتنا، اللهم ابدأ بنا عهدا جديدا معك يا أرحم الراحمين، فالمعصوم من عصمت فاعصمنا يا أرحم الراحمين من الخطأ والخطيئة والزلل، وكن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا،
واجعل هذا البلد آمنا مسالما دار أمن وإيمان وسلم وإسلام بلاد المسلمين، اللهم يا أرحم الراحمين ارحمنا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار، يا عفو يا غفار، اللهم نسألك بأسمائك الحسنى أن تتقبلنا في هذه الساعة ولعلها أن تكون ساعة الإجابة، اللهم هب مسيئنا لمحسننا واقبلنا عندك جميعا يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا ونور قلوبنا ويسر غيوبنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، نقنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد كما ينقى الثوب الأبيض
من الدنس، اللهم يا أرحم الراحمين استجب لنا، اللهم يا أرحم الراحمين كن لنا، اللهم. يا أرحم الراحمين اقبلنا اللهم يا رب العالمين أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأقيموا الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون