فقه السيرة | أ.د علي جمعة | 18 - 2 - 2007

سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. شكرا لهذه الدعوة الكريمة لمعالي الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الرئيس الأعلى للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومرحبا بكم حول فقه سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والقارئ للسيرة يخرج بعبر ودروس قد لا يلحظها ولا يستفيد منها عندما يقرأ
الأحاديث النبوية ومن هنا كان لا بد من أن نقرأ الاثنين معا أن نقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى الأحاديث التي نقلت عن سيدنا رسول والتي تمثل سنته في صورة قولية أو صورة فعلية أو صورة تقريرية أو صورة وصفية كما قالوا فإن سنة رسول الله على هذه الأنحاء الأربعة قولية وفعلية وتقريرية ووصفية والكتب التي ألفت في السيرة كثيرة بدأها ابن إسحاق وسيرته وصلت إلينا في صورة مختصرة في ذاتها وطبع منها جزء إلا
أنه ليس بكامل وبه ثغرات كثيرة وكذلك الواقدي وكانوا يسمون السيرة النبوية بالمغازي فمغازي الواقدي وصل إلينا أيضا وفيه سقط ونشر وطبع وأول سيرة وصلت إلينا كاملة هي سيرة ابن هشام وأيضا بذل فيها العلماء المحققون الجهد الكبير وهناك شروح عليها والشروح قد طبعت هذه الشروح أيضا مرارا أخرى إلا أن هناك علامات في التأليف في السيرة النبوية، هذه العلامات تتمثل في الكتاب الممتع الذي نشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
كموسوعة كبيرة وهو سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للحافظ الشامي وكان معاصرا للإمام السيوطي إلا أن أحدا منهما لم يسمع بالآخر فهذا في مصر وهذا في الشام والحافظ الشامي صاحب السيرة الشامية أو صاحب سبل الهدى والرشاد جمع فأوعى ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أحصاها في كتابه الماتع الواسع الذي نشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية هناك كتاب آخر وهو كتاب إمتاع الأسماع لما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسلحة والملابس وكذا والمتاع في نهاية ما سرده فيما يقرأ بنصف صفحة تقريبا لكتابه وهو المقريزي صاحب
الخطط وكلاهما مطبوع هناك كتب أيضا ألفت وشاعت واختصرت ومن ضمن هذه الكتب التي شاعت وتحدثت كثيرا عن دقائق السيرة في السيرة المختصرة الأنوار المحمدية للشيخ يوسف النبهاني كل هذا كان على سبيل السرد والتجميع والتصنيف إلا أننا وجدنا عالما كبيرا هنديا هو الشيخ شبلي النعماني رحمه الله تعالى يبدأ في كتابة سيرة تحليلية للنبي
صلى الله عليه وسلم وللعصر المحيط برسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان ورجع في كتابه هذا إلى مصادر باللغات المختلفة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية بل وبعض المصادر القديمة اللاتينية واليونانية وتمكنه من بعض هذه اللغات مكنه من النقل منها ولكن لم يمهله العمر فمات بعد أن أنشأ المجلد الأول وجزءا من المجلد الثاني وورث مكتبته الشيخ سليمان الندوي فأكمل تلك الموسوعة الرائعة ولكن كان ذلك باللسان الأردي وظلت حبيسة في اللسان الأردي إلى سنة
ألفين وستة حيث مكننا الله سبحانه وتعالى من نقلها من لسان الأردو إلى اللغة العربية ولأول مرة بعد أن انتقل الشيخ سليمان الندوي أو الندوي وكلاهما صحيح وانتقل الشيخ شبلي النعماني قبل ذلك هذه الموسوعة في سبعة أجزاء صدرت في أربعة مجلدات كبيرة وهي موجودة الآن في الأسواق وفي المجلد الرابع يبحث بحثا واسعا عن عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مهم جدا لأنك لو قرأت ما الذي حدث في عصر النبي وما الذي كان لوجدت أنه كان لا بد أن يبعث ذلك النبي وبهذه الصفة، وأنه فعلا هو الذي بشرت
به الكتب من قبله وهو الذي كان ينتظره الناس صلى الله عليه وسلم، وهناك عمل آخر قام به الشيخ محمد الصادق عرجون في أربعة مجلدات تحت عنوان السيرة النبوية، حاول فيه أن يجمع بين الروايات وأن يحللها وأن يتوصل من خلال ذلك إلى معيار للقبول والرد، فيقبل هذه الروايات ويرفض تلك الروايات بناء على منطق وضعه لنفسه أول الكتاب إلى آخره رحمه الله فأثبت بذلك أنه كان صاحب عقلية فذة تليق بعلماء الأزهر وبتاريخ الأزهر رحمه الله تعالى فلو ضممنا هذا الكتاب الأعجوبة إلى كتبه في السماحة موسوعة
السماحة في التسامح في الإسلام وكلامه عن السنن الإلهية وقد كان قد سبق عصره فيها وكلامه وضممناه إلى كلامه في كثير من المجالات لنعرف من هو الرجل ولنحيي ذكراه ونرجو أن نهتم بمثل هذه العقول الكبيرة التي شرفت تاريخ الأزهر، هناك أيضا موسوعة في سبعة مجلدات لسيدة فاضلة هي السيدة سهير الشامية تحت رعاية الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وعلماء الشام وهذه أيضا صدرت ونشرت في دمشق، لكن بعد فقه السيرة مباشرة وهو
عنوان المحاضرة يؤلف فيه الشيخ البوطي كتابا ممتعا وعلى غير نهجه وبطريقة أخرى وبمذاق آخر يؤلف الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى فقه السيرة أيضا وكل من الكتابين لا يغني عن الآخر لأن هذا مذاق وهذا مذاق آخر ويذكرني ذلك برواية عن الشيخ محمد بخيت المطيعي أثناء الطلب كان يقرأ مراقي الفلاح على الشيخ محمد راضي، ثم بعد ذلك يقرأ مراقي الفلاح على شيخ آخر وهو كان اسمه الشيخ الغزي. قرأ على محمد راضي وذهب يقرأ مراقي الفلاح على شيخ آخر الشيخ الغزي، فقيل له في ذلك فقال لكل ماذا يعني هذا يحرر العبارة.
يتحدث في الفروع وهذا يتحدث في الأدلة ويتحدث في القواعد وهكذا فعلينا أن ندرك وأن نعلم أنه مع هؤلاء الأكابر لا يغني كتاب عن كتاب لو دخلنا إلى سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نضرب في هذه العجالة أمثلة تكون أدوات وتكون ضياء لنا في كيفية التعامل مع السيرة وما الفرق بينها وبين تعاملنا مع الحديث النبوي الشريف الذي هو مصدر من مصادر التشريع يحتل المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم وما الفرق بين قراءتي للبخاري مثلا وقراءتي لكتاب من هذه الكتب التي ذكرناها ما الفرق ولندخل
إلى هذا المعنى من خلال موضوعات نطرحها على سبيل المثال لا الحصر منها مثلا موضوع الطفولة، ما هي الطفولة، فلنقرأ الأحاديث ونجد عددا كبيرا من الأحاديث أمامنا قد يذهب ذهننا، ولأنه قد تربى ونشأ بطريقة فقهية على محاولة البحث عن الأحكام الشرعية ورأي الأحاديث، فمثلا يأتيني حديث ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة فرأى الحسن أو الحسين وكثيرا
ما يتم الخلط بينهما في الأحاديث وفي السيرة لتقارب السن، يتمايل أي هكذا يمشي يتمايل في ثيابه، فنزل من على المنبر وهنا نأخذ حكما شرعيا بجواز قطع الخطبة وأن ذلك لا يفسد الخطبة، أو أنه كان يصلي فجاء الحسن أو الحسين وركب فوق ظهره الشريف فأطال السجود، إذا فأطلت السجود. بهذه الكيفية جائزة ولا تبطل الصلاة ويؤخذ منها حكم آخر أخفى من هذا وهو أن المستجمر بالأحجار لا ينقض لمسه الصلاة هكذا يقول الشافعية في كتبهم ماذا
يعني المستجمر بالأحجار يعني تطفل فلا بد أنه يمكن أن يكون قد عمل على نفسه ثم جاء وركب فوق ظهر النبي فما هي نجاسة أم هي طب المصلي لو أصابته نجاسة بطلت صلاته إلا هنا بطلت صلاته نعم عندما تكون نجاسة هو معرض لها نجاسة راض بها لكن هنا هذا فيها نص أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل هو الولد هذا وضعه كيف في هذا المكان أم خلاف ذلك بك الحسين يؤلف كتابا اسمه كشف الأستار عن حكم المستجمر بالأحجار، حكم المستجمر بالأحجار في الصلاة أي أن هذه المسألة لأن هؤلاء
الفقهاء يقولون إن سادتنا الفقهاء أن من أمسك بطوق كلب وهو يصلي بطلت صلاته أي هو واقف هكذا وأمسك بطوق الكلب الذي هو الطوق الخاص بـ الكلب ومعه السلسلة فاتصل جسده بالكلب فقام فبطلت صلاته فإذا لما تأتي النجاسة هنا تبطل صلاته لا ما تبطل صلاته طيب هذه واحدة وهذه ثانية ونقرأ أن رسول الله كان في الصلاة فاستمع إلى بكاء صبي فأسرع في صلاته يبقى نزل من على المنبر وترك الولد يركب ظهره طويلا في السجود أيضا فعل العكس سمع الطفل يبكي فأسرع في صلاته أيبقى كذلك
متعلقا بالدنيا أم ماذا؟ لا هذا سيد الخلق، هذه الأحكام الجزئية التي شغلنا عقولنا بها قد تخفي، ومن هنا تأتي أهمية السيرة قد تخفي فقه الحياة الذي عندما نقرأ هذا من خلال السيرة وفيها مواقف الحياة وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رحيما بالطفولة، نستطيع أن نأخذ قاعدة قد تكون قد خفيت علينا أثناء تدبرنا للأحاديث الجزئية تقول إن الطفولة توقف الأحكام، لم نسمع في الأزهر هكذا، لكن
ما رأيك في أن هذه قاعدة الطفولة توقف الأحكام، يأتي عند الطفل فيوقف الأحكام كلها كان يخطب فوقف في خطبته أو استمر، نزل من منبره أو صلى، أنهى صلاته أو أطال فيها أو ما رأيك أن تتبع الطفولة بعد هذه القاعدة لتفهم الدين فهما جديدا ويكون موقفك من الخلق ليس من الطفولة فحسب بل موقفا جميلا تصدر فيه الرحمة ولا تصدر فيه الجزئيات لتعكر على جوهر الدين الجزئيات مهمة ولكن
على مستوى الجزئيات بشرط ألا تحجب جوهر الدين، أما وقد وصلنا إلى حجب جوهر الدين بل ونسيانه، فيجب هنا أن نقف مع أنفسنا لنعود من أجل أن تحيي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا مرة أخرى الحياة إذا فعلنا ذلك بحثا. حول الطفولة لتعجبنا كيف أنها كانت توقف الأحكام، رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طرقات المدينة فتتعرض له بنات بني النجار فيترك يده الشريفة لإحداهن حتى تقضي منه وطرها، تذهب به حيث
شاءت. انتبه هذا من نحن نتحدث الآن عن سيد الخلق، هذا سيد الخلق أليس كذلك سيدنا عمر هذا سيد الخلق إذا مثال لكيفية قراءة السيرة والفرق بينها وبين قراءة الأحاديث أذهب في الحديث أجد أن الله سبحانه وتعالى أنزل كما في سورة الأحزاب إذنا لنبيه أن يقتل المنافقين فقال لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ونذهب إلى السيرة
فإذا بها لم يقتل ونذهب إلى الأحاديث الأولى فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقال إن محمدا يقتل أصحابه ويترفق أن يتمتع بما أباحه الله له بنص القرآن ويعلمنا سنة فعلية إذا أردنا أن نتخذه أسوة بهذه القضية لا يأتي أحد ليجادلني هنا ويقول هيا قم اذبح الله هكذا لا تكن مصطفويا نبويا لا تكن أنت لا مصطفويا ولا نبويا أنت هكذا جالس تفهم القرآن على هواك أنت لست نصا نعم نص لا يقول نعم يقول لكن أين رسول الله في هذه الحكاية
التي ستأخذها منه الذي ستتلقى منه كيف يطبق المطلق القرآن الكريم على الواقع المتغير، انظر كيف تسير الأمور، يقول لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه عليه الصلاة والسلام، حسنا فما فائدة هذا الحديث للسيرة؟ نعم السيرة، ستذهب وتجد أمرا أغرب من ذلك وهو أنه لم يقتل أحدا قط من المنافقين. هذه السيرة إذن تلفتك إلى معنى آخر وهو أن هذا قرار، وأن هذه طبيعة، وأنها ليست حادثة قال فيها هذا ثم قتل وما إلى ذلك، بل إن هذا منهج حياة. فتتعلم من السيرة منهج حياة في كيفية
التعايش مع الآخرين حتى لو كانوا من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل كيف تعيش وتتعايش أصلا إذا ذهبنا نضرب المثال فنجد في الأحاديث أنه يحث على صلاة الضحى ويقول من صلى الضحى كذا ركعة كذا بنى الله له قصرا في الجنة ويكثر من الحث على صلاة الضحى، وإذا ذهبنا إلى السيرة نجده أنه لم يصل الضحى قط وحاول العلماء تفسير ذلك فقالوا لعله أن يكون صلاها يوم مكة كحديث مهانئ إنها
وجدته يصلي ركعة قالوا لا هذه صلاة الفتح وليست صلاة الضحى والراجح أنه لم يصل الضحى قم هنا في الحديث على مستوى الحديث لن تستفيد شيئا لأنه يقول لك في موضع ما بالكاد أنت تعرف ماذا ستستفيد أن هذه ليست سنوات كذلك شغلنا أنفسنا بالتوصيف، فلماذا لا تأخذ من هذا دلالة على أن رسول الله يعلمنا أن الإنسان يأمر بالمعروف ويدفع الناس دفعا إلى فعل الخيرات حتى لو لم يفعلوا، الانفصال بين الفكرة والإنسان وأن الفكرة تتجاوز الإنسان وحتى يعلمنا هذا المعنى
أن الفكرة تتجاوز الإنسان يفعل هذا في نطاق الفروض لكنه يعلمنا أن أبلغك الخير، الدال على الخير كفاعله وهو لم يفعل، هذا الدال لم يصل الضحى أي لم يصل الضحى، التي استفدناها من السيرة تجلس تفكر فيها، فإذا بك لا تكون شرطيا على الناس كما هو منهج الكثير من المدعين اليوم يريدون أن يدخلوا بينك وبين جلدك وبينك وبين قلبك ويراقبك تحت دعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر ليس كذلك والله أعلم بما هنالك وهذا لن يكون له معنى عقلي مشتاقة لرسول الله تعيشه في
حياتها إلا عندما ندخل السيرة لدراستها وفقهها وألا نقف عند الحديث فقط عن رسول الله وهو يقول صلى الله عليه في الحديث إنما أنا رحمة مهداة، ويقول في الحديث أنا منكم مثل الوالد للولد، والله يصفه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين حسنا، ويقول في الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، جميل وكل هذا نقوله ونردده بناء على قيمة الرحمة في الإسلام حسنا. إنما بقي لما يأتي وفي السيرة ويصلي على المنافقين ما
هذا، يعلمنا شيئا آخر تماما، هذا يعلمنا قواعد لو أدركناها لانتشر الإسلام في العالم بالمثال الصالح دون قول منا، ويذهب فيخلع عباءته ويعطيها لعبد الله بن أبي بن سلول الحاقد المنافق رأس المنافقين حتى يتدثر بها في قبره ويعترضونه عمر رضي الله عنه من العقليات، الصحابة الكرام يا رسول الله ألم ينهك الله عن الصلاة على المنافقين؟ قال: ماذا قال؟ استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم
سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. قال: أين النهي؟ هذا يعني أنهم يناقشون في الأصول، في أصول الفقه. قال له: لو علمت أنهم سيغفر لهم لو استغفرت فوق السبعين لاستغفرت لهم، احذر عني يا ابن الخطاب وفعلوا هكذا هو وصلى عليه، ما هذا؟ هذه قضية يجب أن نقف عندها ونرى ما معنى رحمة وما معنى علاقة مع شخص منافق، الله سبحانه وتعالى يقول له ما من مانع أن تقتله، نعم القتل من ناحية عظم الجرم، ولكن من ناحية الحياة لا، هذا كان شيئا آخر. سيد الخلق أباح الله له طلاق نسائه فلم يطلق، أباح الله له تأديب
خادمه فلم يؤدبه، وحديث أنس تعرفونه. أخبر حذيفة بالمنافقين وكان عمر يترصد حذيفة حتى إذا رآه قد أحجم عن جنازة أحجم عنها ليعرف. إنه هذا منافق يعني فقال العلماء في فعل عمر وهذا عدم الصلاة عليهم لأنه بعد ذلك نزلت ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره بالنص إذن الصريح فقالوا انتهى بعهده يا ما لنا نأتي نسمع أن أحدا جاء المسجد وبعدئذ أحد تناقشوا مع الإمام فمر لي أخبر أحدهم أن هذا كان من المنافقين أو كان لا يصلي فقال: إذن لن أصلي عليه، هذا الكلام غريب جدا، كلام يحاول أن يطبق الفقه الجزئي حتى
يعمي على نفسه فقه الحياة، حتى يعمي على نفسه مثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقسو قلبه تحت دعوى الالتزام. وإنه ملتزم بالشرع الشريف وهذا ما يسميه العلماء الأقدمون بالورع الكاذب، نعم في الظاهر إنه ورع وحقيقته إنه كذب. يقول الإمام الغزالي: فمن تحرج من أموال الناس جميعا فقد ادعى درجة فوق درجة الأنبياء، فهو من الورع الكاذب، أدخل نفسه في مشاكل، في صدام مع العالم، مع المجتمع، مع نفسه. ويجلب مشاكل لا أساس لها ولا أصل لها، لا
أريد أن أطيل عليكم. كيف عامل النساء، كيف عامل العبيد، وانظروا إلى الحرية كيف كانت سيرته في الجهاد، وهذا أمر خطير نقرؤه حتى سموا السيرة بالمغازي. فكرة المواطنة التي كانت في صحيفة المدينة، هذا ما استترته أمامي، والسيرة لا تنتهي عجائبها على كل قارئ فيها بما شاء له أن يفتح، أرجو أن أكون قد دللت على خيوط توصلنا إلى المقصود وهو عدم الاكتفاء بالجزئي حتى يغبش علينا الكلي، وعدم الاكتفاء بالأحاديث النبوية الشريفة التي هي نور وسراج لنا ومصدر
من مصادر التشريع إلا بإكمال منهجها الذي يتضح غاية الوضوح في سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ولعل فقه السيرة بهذه الطريقة يرجعنا إلى إحياء سنة النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم وأخرج الترمذي في غير النسخ المشهورة من أحيا سنتي فقد أحياني هكذا في المخطوطات المعتمدة يعني عندما نرجع إلى الترمذي لن نجده هكذا من أحيا سنتي فقد في الموجود فقد أحبني ولكن في النسخ المعتمدة بقراءة ابن حجر العسقلاني وغيره فقد أحياني
صلى الله عليه وآله وسلم وكفى بها مكرمة يعني السؤال يقول ما معنى قول الإمام الجنيد التصوف تحل وتخل وتجل نعم مشارب الصوفية مختلفة هو قال تخل وتحل وتجل ومعناه يعني التخلي الأول قبل التحلي التخلي يعني أن تخلي قلبك من القبيح من كل خلق قبيح فلما يخلو قلبك لا يبقى القلب خاليا أبدا فلما خلا من القبيح يتحلى بالصحيح يعني الإنسان يترك الكبر فيصبح متواضعا يترك الحقد فيصبح راضيا يترك التبرم فيصبح مسلما يترك كذا فيصبح متوكلا على الله وهكذا فالتخلي والتحلي وجهان
لعملة واحدة يتم التخلي عن كل خلق قبيح فيتم التحلي بكل خلق حسن فلما يحدث هذا يحدث إشراق في القلب ونور يقذفه الله سبحانه وتعالى هو نور الإيمان فتسمى هذه الحالة بالتجلي أي أن النور قد تجلى وهذا الذي سأل عنه هرقل أبا سفيان أيزيدون أم ينقصون قال بل يزيد قال هكذا شأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب فهذا هو التجلي عندما نتخلى عن القبيح ونتحلى بالصحيح يحصل التجلي فحسب وانتهى شكرا لحسن استماعكم