قواعد التوثيق بين السنة والسيرة أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله |

قواعد التوثيق بين السنة والسيرة أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله | - أفيقوا
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بناءً على أنهم قالوا هذه الرواية لا تثبت بقواعد المحدثين، هل هناك اختلاف بين المنهجين في السيرة والحديث في تناول الغاية أو الاحتجاج في أمور السيرة؟ ظهر في وسائل التواصل في الأيام الأخيرة بعض... الناس لا يردون الروايات التي تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد وُلد مختوناً ومسروراً، وذلك بدعوى أن هذا ليس هو
ما يُسأل عنه. إنما يُسأل عن توثيق السنة وتوثيق السيرة، وهل هناك فارق بينهما. إن قواعد النقل واحدة، سواء كان المنقول هو القرآن الكريم أو كان المنقول كان هو السيرة النبوية الشريفة إلا أننا لاحظنا أن السيرة وكأنها تحكي مواقفاً وتحكي أحداثاً وتحكي حياة بخلاف السنة التي تحتاج عندما نقرأ الحديث أن نجمع
رواياته وأن نتأمل في راويه متى أسلم وأن نربط بعضها ببعض وأن نبحث عن أسباب ورود هذه الأحاديث وهذا أمر شاق تدرَّب عليه الكبار. من المحدثين كالنووي وابن حجر والسيوطي وأمثالهم، والذي كرّس نفسه للسنة المشرفة بكليته وجلس يدرسها، لاحظ أن السيرة تفسر كثيراً مما في الحديث، وأن الحديث بمفرده وحده قد لا يُفهم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبتغاه.
ومثال ذلك مثلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه النساء يشكين الرجال في قسوتهم أو شدتهم على النساء، فكان النبي يأمر الرجال بأن يعاملوا النساء بالحسنى وبالرفق وباللين، فكانوا يلتزمون بذلك، فتتمرد النساء على الرجال حتى يأتي الرجال يشكون من النساء أنهن قد غلبنهم، قد غُلِبنا نحن الرجال في الحياة ولم
يعد الرجل يستطيع أن يقود البيت أو يأمر. المرأة بشيء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين للنساء فضل الرجال وفضل الزوج والأب وهكذا ليصنع توازناً. في النهاية موجود هذا التوازن في القرآن: "خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". هذا هو الأساس، "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". فإذا نظرت إلى القرآن ولهن... مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال
عليهن درجة. إذا نظرت إلى القرآن "الرجال قوامون على النساء" بها باء السببية "بما فضل الله بعضهم على بعض" وبها باء السببية "أنفقوا من أموالهم"، فجعلها مسببة، والتسبيب هنا جعل قوامة الرجل مسؤولية، فهو لا بد عليه أن يكون هو الأفضل. قال تعالى: "ولا تنسوا قال رسول الله: "اليد العليا خير من اليد السفلى"، فالمجموع يظهر منه شيئاً طيباً يرتضيه بنو الإنسان كلهم عبر العصور. ولو أننا أخذنا حديثاً واحداً ونزعناه من سياقه لوجدنا:
"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". فإذا سمعت هذا الكلام امرأة من كندا... فإنها تنفر لأنها لم تعلم بقية المنظومة وأن هذا قيل في سياق وسباق وأن المقصود هو إحداث السكن والمودة والرحمة، والمقصود هو حفظ الأسرة، والمقصود هو تربية النشء، والمقصود هو راحة البال وسعادة الدارين. لو أنها فهمت هذا في التوازن وفي السياق لا تلتفت إليه، ولو أنها
قد انتزعت هذا. انتزاعاً كما يفعل رجالنا الآن ينسون كل السنة وكل السيرة وكل القرآن، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. أتسجدين إذن؟ ما هذا؟ أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟ وهكذا الفهم المختل. أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فالسيرة قامت بدور كبير جداً من بيان. أسباب الأحاديث وبيان ربط فسيفساء إن صح التعبير، الفسيفساء هي
الحجارة الصغيرة التي نضعها على الحائط لترسم لوحة فنقول عنها فسيفساء. الفسيفساء هي قطع هكذا من البورسلين توضع بعضها بجانب بعض بألوان مختلفة فتكوّن لوحة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أو ترسم لوحة على هذا النحو. وهذه الفسيفساء المملوكية في زخرفة المحاريب، وكذلك إذا كانت فسيفساء، فمعناها أن القطعة الواحدة من الحجارة الصغيرة هذه لا تعني شيئاً، أو لم تعطك النتيجة النهائية، لكن كما يقولون في الإنجليزية "بانوراما"، فالبانوراما عندما تجتمع هكذا تعطيك شيئاً وتفهم
منها أشياء. إذاً، فالسيرة النبوية والقرآن الكريم والحديث قواعد النقل فيها واحدة من... النظر في الأسانيد والنظر في المتون والنظر في المفهوم العام الذي نقل بالتواتر وبالإجماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقض هذا كله عن طريق هذه الضوابط. ففي القراءات اشترطوا لصحة الرواية وتواترها أن تكون منقولة بسند صحيح متواتر وأن توافق وجهاً من وجوه العربية، ولابد إذاً فلا. لا بد من السند لأن القراءة سنة
متبعة، ولو فرضنا أن هناك قراءة كانت متواترة ثم لم يتوفر عليها العلماء لنقلها بطريق التواتر، فإنها تخرج عن حد التواتر وتسقط بالرغم أنها كانت في يوم من الأيام متواترة. ويضرب ابن الجزري على هذا مثالاً، وهو مثال قراءة ابن قتيبة وقراءة ابن كان فيها إمالة فاحشة، إمالة فاحشة، الإمالة كما تقول: "والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ولَلآخرة خير
لك من الأولى". أما الفاحشة فهي كما وردت عن ابن قتيبة وكانت متواترة إلى أن تلقاها ابن الجزري إليه ووعد أن يقرأ بها فلم يفعل، فلا يعرفها أحد. وانتهت وآخرنا مَن؟ سيدنا محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري شمس القراء. هذه القراءة أنه كلما وجدتَ "لا إله إلا الله" في القرآن تنطقها هكذا. كانت واردة مقروءاً بها، تلقوها عن سيدنا صلى الله عليه وسلم "لا إله إلا الله". ويسمونها بالإمالة الفاحشة لأنها...
غير مطروقة للذهن، لا إله إلا الله، ها هي جميلة هكذا، معتادون عليها. فإذا هذا لما تأتي السنة فنبحث في الأسانيد ونبحث في المتون ويبحثون أيضاً في أسباب الأحاديث، ولذلك نرى أن الأئمة الأربعة قد تركوا أحاديث في البخاري. لماذا؟ لأنهم قد أدركوا أسبابها وأدركوا اختلاف الناس فيها وأدركوا تعارضها القرآن أو مع السنة أو نحو ذلك رووها بأسانيدها بل وصححوها لكنهم عند الأخذ بها لم يأخذوا بها، من
ذلك أن الكلب والحمار والمرأة تقطع الصلاة وهو في البخاري، إلا أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الفضل بن العباس قد صلى وكان يجري بين تعطيه الكلب والحمار وتمشي المرض، فأخذوا بهذا وتركوا ما في صحيح البخاري. وفي صحيح البخاري أن رضاع الكبير يُحرّم، فأبقاه البخاري كما هو، وهو مذهب عدة من الصحابة منهم السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، إلا أن الأئمة الأربعة لم يأخذوا به وأخذوا بغيره
أنه "إنما الرضاعة من المجاعة"، ولذلك. حددوها في السنتين من عمر الطفل، وأيضًا في القرآن تأييد لذلك لمن أراد أن يتم الرضاعة. وكذلك رأينا حديثًا أخرجه الترمذي وهو حديث "فإن شربها في الرابعة فاقتلوه". فالخمر إذا جاءنا شارب الخمر نقيم عليه الحد مرة ثم الثانية ثم الثالثة، لكنه لو جاء في الرابعة نقتله، وهو معارض
بأحاديث. كثيرةٌ من أحاديث نُعَيمان أنه كان يأتي حتى قال عمر: "دعني أقتل هذا المنافق". فقال: "لا، إنه يحب الله ورسوله" رضي الله تعالى عنه. وكذلك الجمع بين الصلاتين بدون عذر، وهو حديث ابن عباس في الصحيحين، إلا أن الأئمة الأربعة لم تأخذ بذلك، وجعلت قوله تعالى: "إن الصلاة كانت على" المؤمنين كتاباً موقوتاً هي الأساس، ولم يُبح الأئمة الأربعة أن نجمع بين الظهر والعصر ولا بين المغرب والعشاء. إذاً، هناك أحاديث صحيحة لكنها عند المجتهد قد تتعارض مع
آية أو مع حديث، فيوقف العمل بها ويتركها روايةً لأن الإسلام أكبر منه، أكبر من المجتهد وأكبر من الراوي. فالإسلام أكبر من وأكبر من الناس أجمعين، أكبر من الزمان، الإسلام كلمة الله للعالمين. مرّت أيام وجاءت أيام، وفهمنا كلام الأئمة وما معناه. وعندما ذهبنا إلى بلاد الأمريكيين، تبين لنا أننا لا نقيم الصلاة إلا بالجمع، وإذا أردت أن تقيم الصلاة من غير جمع تركت الصلاة. فصلينا على النبي كي لا يجعل على. متى من حرج ومتى العالمون
أمة الدعوة وأمة الإجابة كما هنا في الشرق الأوسط. ماليزيا مُقدور عليها، لكن هؤلاء ماذا نفعل؟ هل نُلزمهم ببلادنا بجوها بطقسها بأحوالها؟ أم أننا نرشدهم إلى السنة؟ ووجدنا أناساً يدخلون في دين الله وهم على عقيدتهم السابقة، يتبنون طفلاً كبيراً وأصبح ابناً للمرأة في... العرف والعادة وأصبح ابناً للرجل هكذا حتى أن اسمه هو اسمه منسوباً إليه وقلنا لهم أن التبني حرام، ماذا نفعل في الولد هذا؟ أنطرده خارج البيت؟ أم أنه مع من تسمى بأمه هو ابنها؟ أم أجنبي عنها يحرم عليه
الخلوة بها؟ فأرشدناهم إلى إرضاع الكبير، فجاءت هذه المرأة له. اللزوميات لها ضرورة، وعندما دخلنا إلى الصومال وكان حالها بائساً، الشخص منهم لم يرَ اللحم بعيني رأسه منذ سنوات، وجاء اللحم فوضعوه في الإناء حتى ينضج، والذباب هكذا أمم من الذباب حوله، تعف وما إلى ذلك، وبعضها سقط في الإناء، تنجست أو لم تتنجس، فتذكرنا حديث البخاري إذا...
وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه وليلقه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء. وقلنا مرة ثانية: اللهم صل عليك يا رسول الله. هذا هو الفارق ما بين من يتكلم بغير علم ويريد أن يشطب وأن يرفع وأن يحذف وبين من اهتم بالدعوة إلى الله ويحب الله ورسوله ويريد. لهذا الإسلام أن يكون دينًا يحبه الناس وألا يكون صادًا في نفس الوقت عن سبيل الله، وفي نفس الوقت لا يخرج عن القواعد ولا عما تعوده من إسناد الأحكام
إلى الأدلة. ولذلك كلما رأينا هؤلاء الذين يقدحون مرة في البخاري ويشتمون مرة إمام الأئمة الشافعي ويفعلون ما... يفعلون نحن نعلم أنهم ليسوا على الحق لماذا؟ لأنهم يتكلمون بجهالة، ولأنهم لا يتكلمون من منطلق حب الله ورسوله، ولأنهم لم يجربوا الدعوة والاختلاط بالناس، ولأنهم لا يحبون تصحيح صورة الإسلام في العالمين. وصورة الإسلام في العالمين كان حريصاً عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه رفض أن يقتل المنافقين بعد إذن الله له فيهم، وقال: "لا يُقال
إن محمداً يقتل أصحابه" وهم منافقون، وسيأتي يوم القيامة فيراهم وهم قد أُخذوا إلى النار، فيقول: "يا رب، أصحابي أصحابي"، فيقول: "مهلاً يا محمد، إنك لم تدرِ ماذا أحدثوا بعدك". وكل هذا في الصحيح، فالحاصل أن قواعد التوثيق واحدة في وفي السيرة وفي السنة إلا أنه لا بد للعالم من أن يتعمق وأن يجمع شتات المسألة أمامه وأن يتفكر ويتدبر في المآلات وفي المقاصد الشرعية وفي المصالح المرعية وفي لغة العرب ويتدبر أسباب النزول ويرى هل هي جزء من العلة أو أنها خارج
هذه العلة وبعد ذلك كله يبدأ في إخراج الحكم ويتتبع هذا الحكم في صور مختلفة عسى أن تكون قد خفيت عليه خافية ثم بعد ذلك كله يقول يا رب فإذا كان قد أخطأ حينئذ فله أجر وإذا أصاب فله أجران وفي الدارقطني إذا أخطأ فله أجران وإذا أصاب فله عشرة نحن مع رواية الدارقطني لأجل ربنا. يفتح علينا هكذا رواية الدارقطني أنه إذا أصبنا فلنا عشرة، وهذا حسن جميل، ففضل الله واسع، وإذا أخطأنا فله أجران. هذا هو ما تعلمناه عن مشايخنا قبل ظهور
النابتة من المتطرفين المتشددين الذين خرجوا عن نهج رسول الله فسُمُّوا بالخوارج، ومن العلمانيين الليبراليين الفاسقين الفاجرين الذين أرادوا أن يهدموا الدين. وأن يزولوا أو يزيلوا معالمه، وهما وجهان لعملة واحدة، لأنهما يصفان الإسلام بما ليس فيه. هذا يصف الإسلام بالعنف والقتل والإفساد والدم، وذاك يصفه بنفس الصفات، ولكن الأول قال: إذاً فأفعل، والثاني قال: إذاً لا أفعل وأكفر بالإسلام. فالأول كفر لصورة مشوهة، والثاني كفر أو فسق لصورة مشوهة. هذا هو. الحاصل
ولذلك كان الشيخ أحمد بن الصديق الغماري يقول: "نتتبع الرواية ولو كانت في سيرة البكرية". هكذا كان يقول: "سيرة البكرية سيرة موضوعة من أولها إلى آخرها مثل القصص الشعبية، ومثل ما نُسج على عنترة بن أبي شداد، ثمانية مجلدات، وسيف بن ذي يزن وهو كان من تُبّع اليمن، ثمانية الأميرة ذات الهمة ثمانية مجلدات، وحمزة البهلوان، وهكذا. هذه قصص شعبية، هذه أساطير، والظاهر بيبرس، كل هذه أساطير، ومنها ما نُسج على سيدنا علي الفتى
الغالب علي بن أبي طالب، وما حدث مع رأس الغول المهول، وهكذا أشياء، وتجدونها في الأسواق، لكنها كلها خرافات. فكانت سيرة البكري أبي الحسن البكري. كذلك كلها خرافات لا أصل لها، إذاً فالسند هو السند، ومن هذه الأسانيد ما يتشددون فيها لو كانت في الأحكام، في الدماء، في الفروج، في معالم الحلال والحرام، ومنها ما يتهاونون فيه إذا كانت من مكارم الأخلاق أو كانت من وصف الواقع والحال، ومن ضمن هذا ما ينسب إلى النبي. صلى الله عليه وآله وسلم من فضائل
ومكارم ومعجزات فإنه أهل بذلك ولذلك لو جاء الأمر بسند ضعيف يُقبل عندهم ويكون مقبولاً للرواية وللتناقل من غير لماذا لأنه ليس فيه أصلاً أحكام بالحلال والحرام أو أحكام ستضيع أموال الناس أو فروجهم أو أموال وهكذا فيأتي في بعض الروايات أن النبي صَلّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ عندما دخلَ غارَ ثَوْرٍ وهو في جنوب مكة أثناء الهجرة، ذهبَ إليه المشركون فوجدوا عنكبوتاً قد وضعَ بيتَهُ حول فتحة الغار، ووجدوا حمامةً قد
باضت هناك أو شيئاً من هذا القبيل. وهذا بسندٍ ضعيفٍ وَرَدَ بأسانيدَ ضعيفةٍ، ويذكُرُهُ أصحابُ المدائح وأنه من معجزات النبي. شيء من هذا القبيل، فالثاني الذي خلاصته أنه لا بد أن يكون - يعني ليس أنه لم يأخذ ما عليه السلف كله، إنما أخذ توثيق السنة. نعم، كل الناس تقول إنه ضعيف، لكن المشكلة أنه ضعيف فلا يؤخذ به ويصبح حراماً علينا أن نتلوه وأن نذكره وأن نقول ونقول الحمامة عَمِلَ أو ما عَمِلَ، ماذا يعني؟ ما علاقة ذلك بصلاتي أو بيعي أو شرائي أو زواجي أو طلاقي
أو مثلاً شهادةٍ أمام القاضي؟ وما الذي حدث في هذا الأمر بناءً عليه في العلاقات الدولية أو العلاقات الأسرية أو الاقتصاد؟ ما الذي حدث؟ والله لم يحدث شيء، ولكنها عقلية هكذا. تريد أن تحذف شيئاً ما من التاريخ وعلى ذلك سيُحذف كثير جداً من الأخلاق، فإنه مثلاً من الحديث الضعيف "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه"، وترتيب ما في أدمغة هؤلاء أن هذا حديث ضعيف، إذاً فإتقان العمل ليس مأموراً به في الإسلام. إتقان
العمل جيل بعد... جيل يفعل ما يشاء من غير إتقان ولا شيء. الله هو الذي يُتقن ويُدخلك في أحاديث لا نهاية لها. يا بني، هذا من جانب الأخلاق أنك أنت تُتقن العمل. قال تعالى - دعنا من الحديث - "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". فكيف تفعل عملاً لا إتقان فيه؟ يقول: ولكن هذا الحديث باطل ويُحدِث نوعًا من أنواع الجدل. نحن لا نقول إن الحديث ضعيف
لكنه يُؤخَذ به، لأن الحديث الضعيف يُؤخَذ به في فضائل الأعمال. قال ابن حجر: ويُؤخَذ به بشروط: أولًا ألا يكون في الباب غيره، ثانيًا ألا يخالف أصلًا من أصول الدين، ثالثًا ألا نعتقد جازمين أن من كلام رسول الله محتمل، لكن ليس قطعياً. رابعاً أن يكون في فضائل الأعمال وليس في الأحكام والدماء والفروج
ونحو ذلك. وهكذا أجبنا وتوكلنا.